يؤكد الأميركيون أن حكومة نوري المالكي لا تفتش الطائرات التي تعبر أجواءها نحو سوريا، كما تعهد لها نوري المالكي في الخريف الماضي، ما ينم عن خوف المالكي من سقوط الأسد، الذي قد يشجع سنة العراق على الانتفاض.
لندن: أكد مسؤول أميركي أن العراق يواصل السماح للطائرات الإيرانية باستخدام أجوائه لنقل السلاح إلى نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا، وأنه لم يفتش طائرة إيرانية واحدة منذ تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، على الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة التي تنقلها بانتظام إلى حكومة بغداد.
ونقلت صحيفة لوس انجيليس تايمز عن المسؤول الاميركي، الذي طلب عدم ذكر اسمه: quot;نحن نعترض بشدة على الطائرات الإيرانية التي نعتقد انها تنقل أسلحة، وان قرار الحكومة العراقية بعدم تفتيشها كان يُثار بانتظام مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكيquot;.
وتقول الولايات المتحدة إن الطائرات الإيرانية التي تستخدم الأجواء العراقية تنقل أسلحة أساسية إلى نظام الرئيس بشار الأسد، الذي تشن قواته حملة بطش لإخماد الانتفاضة الشعبية المستمرة ضده منذ عامين.
حسن نية؟
وأبلغت حكومة المالكي واشنطن في الخريف الماضي بأن السلطات العراقية ستقوم بتفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا، لكنها لم تفتش إلا طائرتين طيلة هذه الفترة، وكلتاهما في تشرين الأول (اكتوبر) الماضي.
وكانت عملية التفتيش الأولى لطائرة إيرانية قادمة من سوريا في طريقها إلى إيران، بعد أن أفرغت شحنتها في دمشق. وبررت الحكومة العراقية خطوتها بالقول إن تفتيش الطائرة كان خطأ. لكن الاميركيين ما زالوا يشككون في جدية العراقيين. واعرب المسؤول الاميركي عن شعور ادارة اوباما بالاحباط تجاه مناورات الحكومة العراقية، قائلا إن الخطأ قد يكون بحسن نية وقد لا يكون.
وأكد سياسيان عراقيان تحدثا كل على انفراد لصحيفة لوس انجيليس، طالبين عدم ذكر اسميهما، أن الطائرات الإيرانية تنقل بصورة روتينية اسلحة إلى سوريا بدعم ضمني من المالكي نفسه. وقال احدهما: quot;اذهبوا إلى مطار بغداد الدولي وسترون كم طائرة إيرانية تخضع للتفتيشquot;، مضيفًا أن أي تفتيش قام به العراقيون كان على الأرجح بالتنسيق مع الإيرانيين.
وذهب مسؤولون موالون للمالكي إلى أن العراق لا يستطيع أن يمنع إيران من التحليق عبر أجوائه، طالما انها تطلب اذنًا لمرور طائراتها. حنان الفتلاوي، عضو مجلس النواب عن ائتلاف دولة القانون، إن هذه التحليقات تجري quot;بموجب القانون الدولي ونحن عملنا كل ما بوسعنا ولا نستطيع منعها من التحليقquot;.
خطر إقليمي
تتابع حكومة المالكي، التي تسيطر عليها احزاب شيعية، بخوف عميق تطور الانتفاضة التي فجرها الشعب السوري ذو الأغلبية السنية ضد نظام الأسد. وهي تخشى أن يشجع سقوط الأسد سنة العراق للانتفاض.
وحذر المالكي، في مقابلة مع وكالة اسوشيتد برس يوم الأربعاء، من أن انتصار المعارضة في سوريا يمكن أن يشعل نزاعات طائفية في العراق ودول أخرى. وقال: quot;إذا انتصرت المعارضة السورية، ستندلع حرب اهلية في لبنان، وانقسامات في الاردن، وحرب طائفية في العراقquot;.
ويرى مراقبون أن النزاع السوري تحول إلى حرب اقليمية بالنيابة، إذ تمد إيران نظام الأسد بالسلاح وتدعم دول عربية المعارضة، سواء عبر قنوات رسمية أو بوسائل خاصة.
التعليقات