لا يعرف أحد حتى الآن تاريخ زواج الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ ndash; اون (أو إن كان قد تزوّج فعلا). والآن أُعلن أن عقيلته، أو شريكته، وضعت له مولودا (لم يحدد جنسه) في أواخر العام الماضي. فلِم كل هذه السريّة؟

صار لكوريا الشمالية laquo;وريث للعرشraquo; في أسرة كيم الحاكمة بولادة طفل للرئيس كيم جونغ - ايل. وهذا التطور في حد ذاته ليس جديدا لأن ولادته تمت العام الماضي، وإنما الجديد هو ان العالم عرف النبأ الآن فقط.
والطفل، الموعود منذ ولادته بوراثة أبيه الرئيس كيم جونغ ndash; اون، غير معروف الجنس، لكنه سيخلف (ذكرا كان ام انثى وحيدة) أباه في حكم الجمهورية الشيوعية التي صارت laquo;مملكة شيوعيةraquo; منذ أن استن جده الكبير، كيم ايل ndash; سونغ ndash; مسألة الوراثة لابنه كيم جونغ ndash; ايل الذي ورّث السلطة بدوره لابنه الرئيس الحالي كيم جونغ - اون.
وأوردت صحيفة laquo;واشنطن فري بيكونraquo; على لسان خبير في شؤون كوريا الشمالية هو مايكل مادن، الذي يدير موقعا إلكترونيا يتابع فيه أخبار القصر الكوري الشمالي، أن الدافع ndash; في الأغلب - وراء التكتم على المولود الجديد هو انه أنثى في الواقع. وقال إن هذه الحقيقة laquo;أربكت نظام بيونغ يانغ الذي كان يتمنى ولدا للخلافةraquo;.
وأضاف قوله: laquo;في هذه الحالة كان الإعلان عن الولادة سيتم فورا، لكن مولودة أنثى ربما أثنت القصر عن إعلان مقدمها حتى يبت الأمر في مسألة الوراثة تلكraquo;. ولذا فقد اكتفت السلطات الآن بالقول إن ري سول - جو (عقيلة الرئيس كيم) وضعت مولودا في أواخر العام الماضي... ولكن بدون تحديد جنسه. ويضيف مزيد من الضبابية الى هذا الوضع المعتم أصلا أن ثمة تكهنات تقول إن المولود الجديد إنما هو ثاني الأبناء وليس الأول. لكن هذه تظل إشاعات لا يوجد ما يشير الى صحتها.
وكانت تكهنات قوية قد سادت وسط الكوريين الشماليين منذ منتصف العام الماضي بعدما شوهدت ري على شاشة التلفزيون الرسمي وهي تميل الى البدانة وترتدي الملابس الفضفاضة خلال المناسبات الرسمية القليلة التي حضرتها. فقالوا إنها حامل. ثم اختفت فترة قبل أن تعاود الظهور من جديد في بداية العام الحالي وقد نحفت كثيرا وراحت تظهر بالملابس الضيقة، فعزوا ذلك الى أنها وضعت مولودها الأول للرئيس كيم.
والواقع أن الكوريين الشماليين يعيشون على التكهن عندما يتعلق الأمر بمجريات الأمور في أروقة السلطة العليا، وهذا بسبب جدار السرية السميك المضروب حولها. وخذ على سبيل المثال أن زواج كيم جونغ ndash; اون وري سول ndash; جو نفسه ظل مثار تكهنات الى أن أكدته ماكينة الإعلام الرسمية بعد أشهر من موعده الذي لا يعلم الناس تاريخه بالضبط حتى الآن ولكن يعتقد أنه تم في وقت ما العام 2009.
وفي هذا الاتجاه راجت شائعات كان أقواها أن كيم وري دخلا في علاقة غير شرعية منذ أكثر من عشر سنوات، بعيد عودته من أكاديمية ليبفيلد - شتاينهولتسي الناطقة بالألمانية في بيرن السويسرية، وهي أكاديمية للصفوة وأبناء الميسورين. وقيل إنه ارتبط بها عاطفيا رغم انها متزوجة وإن والده الزعيم الراحل كيم جونغ - إيل حرّم عليه علاقته بها.
وقالت صحف في العاصمة الكورية الجنوبية سيول إن الحب جمع قلبيهما منذ أن كانا في سني المراهقة. ويبدو أن عاطفة كيم جونغ - اون - على الأقل- لم تُطفأ وأنه ظل يقيم معها علاقة غير شرعية حتى بعد زواجها. وظل كل هذا مادة ساخنة للهمس في أروقة النخبة الكورية الشمالية العليا.
وعلى ذكر الغموض الكوري الشمالي فلا بد من الإشارة الى تقارير سابقة قالت إن كيم جونغ ndash; نام، وهو الأخ الأكبر للزعيم كيم جونغ ndash; اون، كان مرشحا لخلافة أبيه حتى العام 2001 عندما علمت سلطات بلاده أنه حاول دخول اليابان (المصنّفة عدوا في كوريا الشمالية) بجواز سفر مزوّر.
فأقصاه والده من السلطة وألقى به laquo;في قارعة الطريقraquo; بعدما قيامه بتلك الزيارة وانتقاده العلني لاحقا نظام وراثة السلطة. ووقتها قالت صحيفة laquo;آرغيومينتي ئي فاكتيraquo; الروسية في نسختها الإلكترونية إن هذا الفتى يعاني شح المال حد أن الفندق الفاخر الذي يقيم فيه بمدينة ماكاو، عاصمة القمار الصينية، أوصد أبوابه في وجهه لأن ديون إقامته فيه غير المسددة يلغت أكثر من 15 ألف دولار.