تفشت الأمراض والأوبئة في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، وتم الكشف عن سبعة مصابين بمرض نقص المناعة المكتسبة، ما دفع وزارة الصحة الأردنية إلى إعلان حالة الطوارئ الصحية.

عمان: يستقبل الأردن بشكل يومي ما لا يقل عن 1500 لاجئ سوري يأتون إليه، وأصبح التراب الأردني اليوم من أكثر دول الجوار السوري تأثرا بالأزمة السورية، إذ تشير الاحصاءات الرسمية إلى وجود أكثر من 470 ألف لاجئ منهم، 110 آلاف في مخيم الزعتري وحده.
وتزداد معاناة النازحين السوريين في هذا المخيم بظهور آلام تتصاعد يومًا بعد يوم بسبب الأمراض التي تتفشى بينهم.
نسبة مرتفعة في سوريا
قال وزير الصحة الأردني الدكتور عبداللطيف الوريكات لـquot;إيلافquot;: quot;إن ارتفاع نسبة الإصابة بالمرض في سوريا من الأصل تبلغ 40 إصابة لكل 100 ألف شخص، وهي نسبة مرتفعة جدًا، فضلاً عن انهيار برنامج مكافحة المرض في سوريا نتيجة للاضطرابات الأمنية في بلادهمquot;.
وبين الوريكات أن كلفة علاج المريض في الحالة الاعتيادية في الأردن تبلغ 150 دينارًا شهريًا، أما الحالات المعقّدة فتبلغ كلفة الواحدة منها ثلاثة آلاف دولار شهريًا، موضحًا أن استقصاء مرض السل يتم بمساندة البرنامج الوطني لمكافحة السل والمنظمة الدولية للهجرة، ومشيرًا إلى الجهود الكبيرة التي تبذل في فحص المهجرين واكتشاف أية أمراض سارية بينهم لمعالجتهم والحيلولة دون انتشارها مجتمعيا.
وكشف الوريكات عن صرف 50 دولارًا شهريًا لمرضى السل من اللاجئين السوريين ومعاملتهم معاملة المرضى الأردنيين المصابين بالسل، مبيّنًا أنه مبلغ بسيط يسهم في تأمين بعض الحاجيات الأساسية التي يحتاجونها.
وأوضح أحد الأطباء أن اكتشاف الإصابة بالسلّ يستدعي فحوصات متقدمة لتشخيص الإصابة نتيجة لصعوبة اكتشاف المرض من دون الاستعانة بالتصوير الشعاعي.
انتشار الامراض في الزعتري
من جهة أخرى، قال الوريكات إن وزارته اكتشفت سبع حالات للاجئين مصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة، و41 حالة سل و39 حالة كبد وبائي، فضلًا عن عدد من الحالات المشتبهة بشلل الاطفال.
وأضاف: quot;ما يزيد عن75 لاجئًا سوريًا مصابون بالفشل الكلوي، ويحتاجون إلى غسل كلى بشكل يومي، اضافة إلى وجود اكثر من 60 حالة اصابة بمرض التلاسيمياquot;.
وكشف الوريكات عن أن قدوم اللاجئين أعاد للاردن العديد من الأمراض السارية التي تم التخلص منها كالملاريا وشلل الاطفال والحصبة، لذا ستعمل الوزارة على منع وصول هذه الامراض للبيئة المحيطةquot;.
وأكد أن تقديرات المنظمات التابعة للامم المتحدة تشير إلى أن 30 بالمئة من اللاجئين السوريين، 45 عاما فما فوق، مصابون بالامراض المزمنة ما سينعكس على زيادة الاستهلاك من الأدوية، ومن شأن ذلك أن يخلق ضغوطًا كبيرة على الخدمات الصحية ضمن الإمكانات المتاحة للوزارة.
واوضح الوريكات انه وفق تقديرات المنظمات التابعة للامم المتحدة، الكلفة التقديرية لكل لاجئ سنويا تصل إلى حوالى 300 دينار. وبحسبة بسيطة، فإن التكلفة التقديرية للاجئين الاجمالية تصل إلى180 مليون دينار سنويا اي انها بكل الاحوال لن تقل عن120 مليون دينار.
مركز صحي في الزعتري
صرح الوريكات لـquot;إيلافquot; قائلًا إن وزارة الصحة تتجه إلى افتتاح مركز صحي شامل داخل مخيم الزعتري خلال الايام المقبلة، لتقديم الخدمات اللازمة للاجئين وتخفيف الاعباء عن المستشفيات الميدانية والمستشفيات والمراكز الصحية العاملة في المنطقة.
ودعا الوريكات الدول المانحة والمنظمات الدولية والانسانية إلى ضرورة تقديم الدعم الكامل إلى الاردن، وذلك من أجل ضمان استمرارية تقديم الخدمات الانسانية اللازمة للاجئين السورين، مبينًا أن الدعم الذي تلقته المملكة لم يصل في مستواه إلى حد مواجهة اثر التحديات الصحية التي فرضها وجود اللاجئين السوريين.
مرض نادر وأمل بالشفاء
التقت quot;ايلافquot; اللاجئة السورية حنان، المصابة بمرض سل العظم النادر. وحنان ابنة التسعة عشر ربيعًا لم تشفع لها قساوة اللجوء إلى مخيم الزعتري لتعيش طريحة الفراش، حتى اكتشفت انها مصابة بمرض سل العظم بعد أن تم تشخيصها واجراء الفحوصات اللازمة لها من قبل وزارة الصحة.
تقول حنان والالم يعتصرها: quot;عندما علمت انني مصابة بمرض سل العظم، شعرت وكأن صاعقة من السماء اصابت قلبي، وتبدد الامل من عيونيquot;.
وظهرت أياد بيضاء وجدت فيها العليلة حنان وزوجها في الأردن دفء التراحم والتكافل، بعد مشوار وصفته بالموحش وصراع مع المرض والمعاناة ومرارة النزوح واللجوء والأحبة الذين فارقوهم إما موتى أو معتقلين أو تائهين في بلادهم، لا يعرف مصيرهم نتيجة الاقتتال الشرس بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة وجور الأيام لتنتقل بهم إلى حاضنة الأمن و الأمان والاستقرار.
واضافت بكل عفوية وبراءة وعيناها دامعتان وصوتها حزين: quot;ما وجدناه في الأردن ما كنا لنجده في سورياquot;
وتوجهت حنان وزوجها بالشكر إلى وزارة الصحة الاردنية لمساعدتها بتلقي العلاج في المراكز المتخصصة وبالمجان حتى انتهاء مراحل علاجها فكان بريق الأمل والسعادة يشع من عينيهما.