الفاتيكان: في اليوم الثاني من اجتماعات الكرادلة التمهيدية في اطار المجمع العام الذي سينتخب خلفا لبنديكتوس السادس عشر، ترشيح بابا يتمتع بخبرة ميدانية مفضل على اختيار شخصية من داخل الفاتيكان.

وفي حين يطالب العديد من الكرادلة باصلاح معمق للكنيسة، بدأ اجتماع عام جديد صباحا على ان يعقد اخر صباح الاربعاء. وخلافا لليوم الاول من الاجتماعات التمهيدية، كان الكرادلة اكثر تحفظا مما كانوا عليه الثلاثاء لدى وصولهم.

ويبدو ان مجمع الكرادلة يأخذ وقته لان الناخبين ال115 لم يصلوا جميعا بعد ولا يعرفون بعضهم البعض جيدا.

واوضح الاب فيديريكو لومباردي المتحدث باسم الكرسي الرسولي ان خمسة من الكرادلة ال115 المتوجب مشاركتهم في المجمع العام ما زالوا غائبين اليوم الثلاثاء ويفترض ان يصلوا قريبا الى روما.

وتناوب على الكلام منذ الاثنين حول حكومة الكنيسة وquot;التجديد على ضوء المجمعquot; والتبشير الجديد، 33 ناخبا وغير ناخبين (اكثر من 80 عاما) كما قال الاب فديريكو لومباردي بدون ان يفصح عن اي شيء بشأن المناقشات المحاطة بالسرية.

وقال انها مداخلات quot;حرةquot; وquot;متنوعةquot; مرفقة ببرقية مقتضبة لشكر بنديكتوس السادس عشر على بابويته quot;المضيئةquot;.

وبعد وصول الغائبين او معرفة موعد مجيئهم الى روما سيتمكن الكرادلة -ربما الاربعاء او الخميس- من تحديد موعد انعقاد المجمع العام المرتقب الاسبوع المقبل.

وقد بدأت اعمال تحضير كنيسة سيكستين حيث سيعقد هذا الاجتماع وسط السرية التامة، الثلاثاء بعد اغلاقها عند الساعة 12,00 بتوقيت غرينتش، وتشمل خصوصا اقامة موقدين، احدهما لاحراق البطاقات والاخر لانبعاث الدخان الابيض او الاسود.

وفي حين تعهد المشاركون في المجمع بان يلزموا الصمت، تسير شائعات بشأن المرشحين الاوفر حظا لخلافة البابا المستقيل.

ويلاحق الصحافيون الكرادلة الاوفر حظا في تولي رئاسة الكنيسة كما حصل مع كاردينال فيينا كريستوف شونبورن خلال قداس في كنيسة في روما مساء الاثنين. لكنه لم يدل باي تصريح لان ذلك يعني تهديد فرصه في تولي رئاسة الكنيسة الكاثوليكية.

وفي حين ليس هناك هذه المرة معسكرات واضحة، يكشف المراقبون الاهتمام الذي يثيره اساقفة مثل المونسنيور اوديلو شيرر (ساو باولو) او المونسنيور لويس اطنونيو تغلي (مانيلا) او المونسنيور ويلفريد نابييه (دوربان). وايضا الاهتمام الذي تثيره شخصيات تتمتع بخبرة ميدانية وتلم بشؤون الكنيسة مثل كاردينال كيبيك مارك ويليه.

وغالبا ما يتم التحدث عن بابا تختاره الابرشيات ووزير دولة للفاتيكان يكون ايطاليا. وسيكون ذلك طريقة لارضاء الايطاليين الذين سيقدمون 28 ناخبا (اكثر من ربع الناخبين) لكنه اقتراح يرفضه بعض كرادلة الجنوب او الكرادلة الاميركيين خصوصا بعد فضيحة فاتيليكس.

والمطلب الاكثر تداولا هو الحكم بقبضة من حديد. وقال خبير اميركي في شؤون الفاتيكان جون آلن quot;ما بدأ كمطلب ثانوي اصبح في الساعات الاخيرة اساسيا لان الكرادلة يصرون على مسألة الادارة الحكيمةquot;.

واكد الكاردينال الاسترالي جورج بيل ايضا على هذا المطلب على موقع فاتيكان انسايدر اذ قال quot;يجب تحسين اخلاقيات الكنيسة. نحتاج الى رجل قرار حكيم. رجل يخطط ويكون لديه ايضا قدرات رعوية كبيرةquot;.

وهذه المواصفات مختلفة من تلك التي اخذت في الاعتبار لدى انتخاب البابا في 2005 عندما اختار الكرادلة الرجل الملم جيدا بقضايا الفاتيكان والكنيسة، الكاردينال يوزف راتزينغر.

ويشدد عدد من الكرادلة هذه المرة على تنوع الثقافات والقدرة على التعاطف والتبشير. ويؤكد كرادلة الجنوب انه يمكن لكنائس الجنوب التي تشكل اقلية، ان تعطي نفحة تجدد.

وفي تشرين الاول/اكتوبر كان 250 اسقفا من العالم اجمع بعثوا من روما هذه الرسالة مفادها ان خلاص الكنيسة التي لطختها الفضائح والانقسامات يمر عبر الجرأة والتشدد والاصالة حتى الشهادة. وكان تم ايضا توجيه نداءات الى التواضع والاقتراب من الشعوب.

واوصى اساقفة بالتطلع الى اميركا اللاتينية، القارة التي تعد العدد الاكبر من الكاثوليك التي بقيت حتى الان بعيدة عن الاضواء.

ويقول جوفاني ماريا فيان مدير لوسيرفاتوري رومانو ان quot;الموقع الجغرافي للبابا المقبل لا اهمية لهquot;.

وصرح فيان لفرانس برس quot;يمكن لاميركا ان تعطي بابا جديدا ولما لا!quot;.

وكان البابا بنديكتوس السادس عشر ذكر ان quot;القوةquot; يجب ان تكون الميزة الرئيسية للبابا الجديد، quot;القوةquot; للتمكن من قيادة 1,2 مليار كاثوليكي في العالم والحفاظ على الوحدة في آن.

وفي حال لم يكن هناك اي مرشح قوي في صفوفهم، قد يعطي كرادلة اميركا اللاتينية اصواتهم الى كاردينال كيبيك المحافظ ويليه والذي امضى فترة طويلة في هذه القارة.