عاد وزير الإعلام السعودي ليمارس دبلوماسيته الظاهرة، حين عالج خطأ في فيلم وثائقي عرض خريطة المملكة المغربية مقصوصة منها الصحراء quot;الغربيةquot;، معتذرًا بشكل عاجل، ومؤكدًا أن ذلك خطأ غير مقصود، وهو ما تفهمه وزير الاتصال المغربي.


عبدالله آل هيضه من الرياض: أبعدت دبلوماسية وزير الثقافة والإعلام السعودي عبدالعزيز خوجة الحرج الذي وقعت فيه إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب، بعد عرض فيلم وثائقي أسقط quot;الصحراء الغربيةquot; من خريطة المملكة المغربية.

وجاء التعديل بعد أن استدعى الوزير السعودي خوجة مدير الحفل مطالبًا منه تقديم الاعتذار، وهو ما فعله مباشرة، بعد أن لمح الوزير خوجة الخطأ وهو مطلع على الأمر كثيرًا، إذ كان سفيرًا للرياض لدى الرباط.

وفي كلمته، قال وزير الاتصال المغربي مصطفى الخلفي الذي شارك في افتتاح معرض الرياض للكتاب نيابة عن وزير الثقافة المغربي محمد الأمين،، إن الخطأ الذي حدث في العرض الوثائقي quot;غير مقصودquot; مشيدًا بمواقف السعودية في دعم المغرب بشأن quot;الصحراء الغربيةquot;.

تشارك المملكة المغربية كـquot;ضيف شرفquot; في دورة المعرض التي افتتحت اليوم، وقال الوزير الخلفي إن الاحتفاء بالمغرب كضيف شرف لهذا المعرض، من شأنه أن يطور الخبرات الثقافية المشتركة والرقي بها في مجالات صناعة الكتاب ودعم الفنون والإبداع وتثمين وحماية التراث، وكذا بلورة وإقامة شراكات مبنية على مشاريع مدروسة لتطوير شبكات القراءة العمومية من خزانات وسائطية ومكتبات عامة أو متنقلة لتقريب الخدمة الثقافية وتفعيل التنمية المعرفية لمواطني المملكتين.

وزير الثقافة والإعلام السعودي عبدالعزيز خوجة قال في كلمته في افتتاح المعرض: إن المعرض يتيح معرفة أكثر بالكتاب، قديمه وحديثه، معتبرًا أن المعرض اليوم أصبح الوعاء الأول للكتاب السعودي، وأن القرّاء العرب وجدوا في حصاد quot;أفكارنا ما يغريهم بقراءة مؤلفاتنا والسفر من أجلهاquot;.

وتحت علم الثورة السورية الذي يرفرف داخل معرض الكتاب بالرياض، تشارك أربعة من دور النشر السورية في المعرض، بعد أن تم إعفاؤها من رسوم المشاركة في معرض الرياض، بينما تعذر على عدد كبير منها المشاركة بعد أن اصطدمت بسدود العبور من الأراضي السورية.

ويضم المعرض أكبر تجمّع للناشرين والعارضين والجهات والهيئات والتوكيلات مقارنة بالأعوام السابقة؛ موضحاً أن هناك مشاركات من 32 دولة عالمية وعربية، وحضور ما يربو على 970 دار وجهة، تُقدّم ما يزيد على 250 ألف عنوان ورقي، وأكثر من مليون و200 ألف عنوان إلكتروني؛ بعد أن توسّعت مساحة المعرض عن العام الماضي بزيادة صالة إضافية.

ويركز شعار المعرض هذا العام على quot;الحوار ثقافة وسلوكquot; ويسعى من خلاله المنظمون إلى تعزيز قيمة القراءة الحوارية وبناء أسس الحوار الصحيحة بين المتحاورين أو بين المرء ونفسه أو بين الأفكار ذاتها التي يجدها المرء حينما يقرأ معلومة أو يُواجه حدثًا معينًا.

ويقول ناصر الحجيلان وكيل وزارة الإعلام للشؤون الثقافية إن الحوارية تتضح بين الأفكار من خلال أربعة اختيارات لأي معلومة نتلقاها: منها أن هذه المعلومة مطابقة لما لدينا من معلومات سابقة وليس فيها أي جديد؛ أو أنها مألوفة لنا جزئياً وفيها شيء جديد؛ أو أنها جديدة كل الجدة وليس في ذهننا سابق لها، أو أن هذه المعلومة معارضة أو مخالفة لما عندنا.

وتم خلال ليلة الافتتاح تتويج الفائزين بـquot;جائزة الثقافة للكتابquot; التي تنظمها وتشرف عليها وزارة الثقافة السعودية، وكذلك عدد من المبدعات السعوديات في مجالات إبداعية مختلفة.