عُثر في إقيلم هرات الأفغاني في غرب البلاد على رجل اتضح أنه أتى الى البلاد مع الجيش السوفياتي الغازي العام 1979 واعتبر في عداد المفقودين. لكنه ظل يعيش هناك laquo;شيخا بدوياraquo; كأحد الأهالي ويعمل في إعداد العقاقير العشبية.

قبل 33 سنة عُدّ الجندي السوفياتي بكرتبن خكيموف في عداد المفقودين وسط آلاف الجنود السوفيات الذين غزوا أفغانستان وقتها. ومع غيابه حتى نهاية الحرب الشهيرة اعتبر في عداد الأموات... الى الآن.
ولكن اتضح أنه في الواقع حي يرزق ويعيش حياة شبه بدوية في إقليم هرات. وتسنى له هذا بعدما جرح في أحد المعارك العام 1980، على ان جماعة من أهل البلاد هبوا لنجدته وأنقذوا حياته فعاش بينهم منذ ذلك الوقت... في الأغلب لأنه من اوزبكستان في الأصل. واتخذ له اسما افغانيا هو الشيخ عبد الله وتزوج منهم امرأة (توفيت لاحقا). وهو يعيش اليوم في ذلك الإقليم الغربي ويجد رزقه في صناعة العقاقير العشبية.
ووفقا للصحف الغربية التي تداولت النبأ، فقد طفت قصة الشيخ عبد الله الى السطح بعدما عثرت عليه جمعية روسية تتقفى آثار 264 من جنود الجيش الأحمر السوفياتي المفقودين في أفغانستان. وقال ناطق باسم هذه الجماعة: laquo;بعد 33 سنة على اختفائه لا يزال خكيموف يمتمع بذاكرة ممتازة فحكى لنا بالتفصيل ما حدث له وأعطانا اسماء أقاربه كافة، وأعرب عن رغبته في اللقاء بهم بعد كل ذلك الزمن الطويلraquo;.
ويُتوقع للشيخ عبد الله (53 عاما) أن يحقق امنيته هذه خلال الاسبوع المقبل إذ تم فعلا الاتصال بالباقين من أفراد عائلته. ونُقل عن أخيه، شاروف، قوله: laquo;من المحزن أن أبوينا ما عادا على قيد الحياة لحضور هذا اليوم ورؤية ابنهما من جديد. لا اطيق صبرا على موعد لقائه بعدما أيقنت من أنه في عداد الأمواتraquo;.
وكان الغزو السوفياتي (1979 ndash; 1989) قد أودى بحياة أكثر من مليون من أهل البلاد ونحو 15 ألف جندي سوفياتي في إحدى أشهر مسارح الصراع بعد الحرب العالمية الثانية. وكانت هذه حربا خاضتها حكومة كابول الماركسية ndash; اللينينية التي أرادت، بعون موسكو، تحويل أفغانستان الى دولة اشتراكية حديثة ضد laquo;المجاهدينraquo; المدعومين من الدول الغربية والدول الإسلامية الغنيّة.
وفقد هؤلاء الأخيرون ما بين 75 ألف مجاهد و90 ألفا في الفترة المنتهية في 15 فبراير / شباط وهو موعد انسحاب آخر جندي سوفياتي من الأراضي الأفغانية. وبالإضافة الى الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي تكبدها الطرفان، فقد أدت الحرب الى روب 5 ملايين أفغاني من بلادهم وتشريد 2.5 مليون آخرين من ديارهم داخلها.
وفي فترة السنوات العشر التي اعقبت انسحاب القوات السوفياتية، عُثر على 29 من جنودها المفقودين أحياء وعلى قبور 15 آخرين. وعاد 22 من الأحياء الى بلادهم بينما اختار السبعة الآخرون البقاء في أفغانستان. وعُلم أن عددا من الصور الفوتوغرافية لجنود مفقودين آخرين عُرضت على الشيخ عبد الله فاستطاع التعرف على جنديين قال إنهما صارا أفغانييْن ويعيشان وسط الأهالي، تماما كحاله.