أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 60 مليار دولار لإعادة إعمار العراق بعد الغزو الأميركي لهذا البلد في آذار/مارس 2003، إلا أن النتائج كانت دون مستوى هذه المبالغ بكثير كما جاء في تقرير للكونغرس نشر الأربعاء.


واشنطن: أشار المفتش العام المتخصص في اعادة اعمار العراق في تقريره النهائي ان مختلف الميزانيات التي خصصت للنهوض بقوات الامن واصلاح شبكات الكهرباء وتوزيع المياه quot;كانت اقل فائدة بكثير من المنشودquot;.

ومنذ سقوط صدام حسين عام 2003 اصدر المفتش العام 220 تقريرا تستند الى المئات من عمليات المحاسبة والتدقيق. وكانت خلاصتها حاسمة quot;نحو 40% من المشاريع عانت من اوجه خلل كبرىquot;.

واعتبر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ان quot;الاستفادة الشاملة للعراق قليلة جدا مقارنة بحجم المبالغ التي انفقت، وخاصة بسبب عدم ادراك احتياجات البلادquot;، كما ذكر المفتش العام الذي التقى عشرات الاشخاص.

وكان فؤاد حسين، وهو من اقرب مستشاري مسعود بارزاني رئيس كردستان العراق، اكثر حدة، وقال quot;لم يقتصر الامر على عدم وجود تنسيق بين وزارتي الخارجية والبنتاغون والسلطة المؤقتة، بل انها كانت تتقاتل في ما بينها. السياسة كانت تتمثل في السيطرة كليا على وزارات النفط والداخلية والدفاع، لكن اذا كنتم لا تدرون شيئا عن الثقافة المحلية، فان النتيجة هي الفوضىquot;.

الامثلة على الاستثمارات الفاشلة كثيرة، وبعضها يرجع الى عدم مراقبة الشركات المستفيدة من العقود. وهكذا حصلت شركة انهام ال.ال.سي على مبلغ 300 مليون دولار لادارة مستودعين ومراكز توزيع.

ولم يتردد متعاقد من الباطن مع هذه الشركة في محاسبتها على 900 دولار مقابل عوازل كهربائية لا يزيد سعرها على 7.05 دولار أو 80 دولارًا لأسلاك لا يزيد سعرها على 1.41 دولار.

وفي ايار/مايو استثمرت واشنطن 80 مليون دولار في بناء سجن قدرته الاستيعابية تصل الى 3600 سجين قبل العدول عن هذا المشروع بعد ذلك عامين، وبعدما أنفقت هدرًا نصف هذا المبلغ.

واستنادا الى مكتب الميزانية الاميركي، فان الكلفة الاجمالية لحرب العراق على الولايات المتحدة تزيد على 767 مليار دولار.