انقرة: بعدما ظل عيد نوروز لفترة طويلة مصدر توتر، قد يكون رأس السنة الكردية هذا العام بداية حل للنزاع الدامي المستمر منذ نحو ثلاثين عاما بين حكومة انقرة ومتمردي حزب العمال الكردستاني.

وتردد وسائل الاعلام التركية منذ اسبوع ان يوم عيد نوروز الموافق في 21 اذار/مارس هو الموعد الذي يفترض به ان يدعو الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني عبدالله اوجلان انصاره من سجنه في ايمرالي شمال غرب تركيا الى وقف المعارك، في اول مؤشر ملموس الى عملية السلام التي اعيد اطلاقها في كانون الاول/ديسمبر.
وفي ذلك التاريخ قررت انقرة عند انتهاء حركة اضراب عن الطعام لزمها اكثر من 700 معتقل كردي في السجون التركية، استئناف المحادثات مع عبدالله اوجلان في محاولة لوضع حد اخيرا للنزاع الذي اوقع اكثر من 45 الف قتيل منذ 1984.
وبعد ثلاثة اشهر من المحادثات المكثفة عاد الامل مجددا وبموجب هذه التسريبات الاعلامية التي لم يصدر لها اي نفي او تاكيد، فان زعيم المتمردين الاكراد يستعد لاعلان هدنة في 21 اذار/مارس.
ومن المحتمل قبل حلول هذا التاريخ ان يعرب حزب العمال الكردستاني عن حسن نواياه من خلال القيام بمبادرة اخرى باطلاق سراح عشرين اسيرا.
وقالت غولتان كيساناك العضو في الرئاسة المشتركة لحزب السلام والديموقراطية المؤيد للاتراك الثلاثاء ان quot;الاسرى الذين يحتجزهم حزب العمال الكردستاني قد يتم اطلاق سراحهم بحلول نهاية الاسبوعquot;.
وفي مؤشر اخر الى هذا الانفراج زار وفد من حزب السلام والديموقرايطية مؤخرا منطقة كردستان العراق التي تؤوي القواعد الخلفية لحزب العمال الكردستاني سعيا لاقناع قادة المتمردين بالانضمام الى موقف عبدالله اوجلان.
وبحسب مقاطع نشرت من رسالة وجهها اليهم زعيم الحزب من زنزانته، من المقرر بعدما يصدر اوجلان دعوته في 21 اذار/مارس ان يسحب قواته من الاراضي التركية بحلول 15 اب/اغسطس في ذكرى اول هجوم شنه المقاتلون الاكراد عام 1984.
وفي مقابل هذا الانسحاب طرحت حكومة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الخميس في البرلمان quot;رزمةquot; جديدة من التشريعات تهدف الى توسيع حقوق الاقلية الكردية التي تعد 12 الى 15 مليون نسمة من اصل 75 مليون نسمة هم مجموع سكان تركيا.
وقال نائب رئيس الوزراء بولند ارينج مؤخرا quot;كل ما نريده هو ان تصمت الاسلحة وان تتوقف اراقة الدماء، وان يندمل هذا الجرح المزمن الذي تعاني منه تركياquot;.
واكد ارينج ان حكومته ستتحلى بquot;كثير من الصبرquot; وانها استخلصت العبر من مبادرات السلام السابقة وقد فشلت اخرها عام 2009 بعدما قام ثلاثون من متمردي حزب العمال الكردستاني بتسليم انفسهم في بادرة رمزية تحولت الى تظاهرة ضد السلطة.
وقال سيري شقيق النائب الكردي النافذ لوكالة فرانس برس quot;صحيح ان تركيا تمر بفترة بالغة الحساسية، وعلينا جميعا، اكرادا واتراكا، ان نعمل من اجل ان تفضي هذه المفاوضات اخيرا الى سلامquot;.
وان كان اردوغان رفض بشكل قاطع اصدار عفو عام عن المتمردين، الا ان الاصلاح الذي طرحه على البرلمان سيسمح باطلاق سراح العديد من المعتقلين القريبين من القضية التركية ومن حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره عواصم عدة منظمة ارهابية.
غير ان مثل هذه البادرة غير مقبولة بنظر البعض ومن بينهم رئيس حزب الحركة القومية التركية دولت باهجلي الذي اتهم الحكومة بquot;الخيانةquot; وندد بquot;مساوماتهاquot; مع الذي لا يزال يصفه بquot;وحش ايمراليquot;.
ويعمل البرلمان منذ العام الماضي على صياغة دستور جديد يفترض ان يعيد تحديد المواطنية التركية وياخذ بمطالب الاكراد.
وتواجه المفاوضات الجارية صعوبة تعيق تقدمها غير ان المعارضة تشتبه بان حزب العدالة والتنمية الحاكم وحزب السلام والديموقراطية يعدان لصفقة تقضي بمنح المزيد من الحقوق للاكراد لقاء دستور رئاسية مفصل خصيصا لاردوغان.