تستمر المعارك بين الأكراد والمتمردين العرب في سوريا، في محيط بعض القرى الكردية القريبة من الحدود التركية، حيث بات الثوار يعتبرون حزب العمال الكردستاني عدواً أساسياً لهم.


أعزاز: قتل محمد حفار بالرصاص فيما كان يحاول اغاثة شقيقه فيصل على اثر اصابته اصابة قاتلة لدى تجدد المعارك بين مقاتلي المعارضة وميليشيات كردية في سوريا في محيط قرية يازي باغ الكردية القريبة من الحدود التركية.
ولقي اربعة متمردين حتفهم في تلك المواجهات التي تندلع للمرة الثانية خلال ثماني واربعين ساعة قرب قرية يازي باع، كما ذكر مقاتلون متمردون التقتهم مراسلة وكالة فرانس برس في معقلهم بأعزاز.

وقد احتشد امام منزل آل حفار مقاتلون بلباس القتال مسلحون ببنادق الكلاشنيكوف، وحملوا جثة محمد عبر شوارع تناثرت فيها القمامة، حتى المدافن.
وحرص مصابون على عكازاتهم في الموكب على أن يلقوا النظرة الاخيرة على رفيقهم الراحل.
ومنهم فهد (20 عاًما) الذي اصيب، كما قال في المعارك ضد القوات الحكومية في مدينة حلب (شمال).

وبينما كان فهد مسترخيًا على كرسي من البلاستيك امام منزل آل حفار، قال بغضب quot;العدو في الوقت الحاضر هو حزب العمال الكردستاني، إنهم كلاب الاسدquot; (بشار الاسد، الرئيس السوري). واضاف quot;عندما يقتلوننا نقتلهمquot;.
ويوافق ابو صبري على هذا الكلام.
وهدد ابو صبري (28 عامًا) بالقول quot;سنعاقبهم. ولا اقول إننا سنعاقبهم الآن، لكن في وقت قريب، وسترونquot;.

وقد اشتدت حدة التوتر بين عناصر حزب الاتحاد الديموقراطي (الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني، متمردون اكراد اتراك، يسار علماني) الذين يتهمهم المتمردون بأنهم اتباع النظام، والمتمردين السنة الذين غالبًا ما يؤكدون أنهم يريدون نظامًا اسلاميًا.
واندلعت معارك بين العرب والاكراد الجمعة في حلب واسفرت عن 30 قتيلاً.
وقال ابو شعبان (50 عامًا) الذي يمتلك محلا لمقاعد السيارات ويعرف محمد حفار منذ فترة طويلة quot;كان مثل ابنيquot;.

وعلى غرار معظم السكان، يقول إنه لم يواجه مشاكل مع الاكراد الذين يتعايش معهم. ورداً على سؤال عما تغيّر قال إنه لا يعرف ويفضل الا يتحدث في هذا الموضوع.
ومنذ اندلاع الحرب، حرص الاكراد على أن ينأوا بأنفسهم عن النزاع في شمال سوريا.
ويقول الاكراد إنهم منعوا المتمردين من الدخول بأسلحتهم مدينة عفرين وابرموا اتفاقًا مع السلطات على انسحاب القوات الحكومية.

وقد انسحبت هذه القوات لكنّ مركزًا لقوات الامن ما زال قائمًا مع صورة كبيرة للرئيس الاسد معلقة على واجهته.
ويؤكد متطرفو الجيش السوري الحر أن عناصر حزب الاتحاد الديموقراطي ليسوا سوى شبيحة للنظام الذين سلحهم ودفع لهم واوكل اليهم مهمة صد المتمردين. ويقول مرشدون عرب يرافقون وكالة فرانس برس إنهم باتوا لا يشعرون بالامان في القرى الكردية.
ويعتبر بيتر هارلينغ المحلل في انترناشونال كرايزيس غروب أن حزب الاتحاد الديموقراطي نجح في استغلال النزاع بتسببه في احتكاكات مع المعارضة المسلحة وخصوصًا في منطقة الحدود التركية البالغة الاهمية.

وقال quot;ثمة كثير من التوتر بين المجموعات المسلحة للمعارضة في شأن طرق مرور السلاح. وأدت سيطرة الاكراد على عدد كبير من المراكز الحدودية الى توترات ايضًا مع الاكرادquot;.
واكد بيتر هارلينغ ان حزب الاتحاد الديموقراطي يريد البقاء على الحياد في النزاع، لكنه عازم على الاستفادة من الوضع ايًا كانت النتيجة.
ويعيش 600 الف كردي في المنطقة الكائنة شمال حلب، وثمة خشية كبيرة من أن تمتد التوترات الطائفية الى المناطق الحدودية التركية التي انسحب منها الجيش.

وتضمر الاقلية الكردية (15% من اصل 23 مليون سوري) العداء لنظام بشار الاسد الذي قمعها، لكنها ترتاب من المعارضة التي تعتقد أنها لا تريد الاعتراف بخصوصيتها.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن: quot;ثمة فراغ على الصعيد الامني في المناطق التي طرد المتمردون الجيش منها. بعض المقاتلين لا يسعون بتاتًا لارساء الديموقراطية. إنهم مجرد زعماء حرب يستفيدون من الفوضىquot;.