تفرض تداعيات تورط حزب الله في الصراع الدائر في سوريا نفسها على المشهد الداخلي، وتثير مواقف متناقضة منفريقي 8 و14 آذار، كان آخرها اعلان الجيش السوري الحر عن انتقال المعارك من سوريا الى الضاحية الجنوبية في بيروت.
بيروت: يرى النائب قاسم هاشم ( كتلة التنمية والتحرير) في حديثه لـquot;إيلافquot; أنه يجب أخذ كل التهديدات على محمل الجد، خصوصًا وأن ما يسمى بالجيش السوري الحر في تركيبته هو مجموعات غير نظامية، تنتمي إلى تيارات مختلفة عقائديًا، وهي ليست اكثر من مجموعات مسلحة، تعتمد سياسة التحريض، وقد تكون الامور وصلت الى بعض الرؤوس الحامية في هذه المجموعات، الى بعض المغامرات، أو قد تدفع إليها بتحريض وتوجيه معين، وهي معروفة أنها خاضعة لإرادات خارجية تحركها لأهداف سياسية.
في حين تقلل 8 آذار/مارس من أهمية هذا الموضوع، 14 آذار/مارس تحمّل حزب الله المسؤولية، في هذا الخصوص يرى هاشم أن كلام 14 آذار/مارس في غير موقعه، ومن يتحمل المسؤولية في هذا الموضوع هو مجمل تطورات الازمة، ولكن يجب الا يغيب عن ذهن فريق 14 آذار/مارس، أنه من حاول زج لبنان بآتون الازمة السورية، من خلال اقحام لبنان بهذه الازمة بداية مع سياسة التحريض التي بدأها والحملات الاعلامية، وحملاته السياسية في الداخل وتسهيل عمليات تهريب السلاح والمسلحين واحتضانه لهذه المجموعات سرًا وعلنًا، واذا كان من مسؤولية ففريق 14 آذار/مارس هو من يتحملها بالكامل.
هل يدخل الموضوع ضمن تسجيل مواقف من فريقي 14 و8 آذار/مارس قبل الانتخابات؟ يجيب هاشم بأن العنصر المؤثر في الانتخابات يبقى ما يجري في سوريا، ففي كل مرة تستحضر قضية ومسألة يكون عنوانها الحملات الانتخابية كما جرى في السابق، المحكمة الدولية والسلاح كانا أبرز عناوين الحملات الانتخابية، واليوم اضيفت سوريا في كل المراحل منذ 2005، واليوم الازمة السورية ستكون احد ابرز العناوين للحملات الانتخابية، خصوصًا مع وجود اصطفاف حاد حولها من قبل الفرقاء وهذا ليس خافيًا على أحد.
هل الامر سيصبح واقعًا اذا ما سقط النظام في سوريا بمعنى أن المعركة ستنتقل من سوريا إلى الداخل اللبناني؟ يجيب هاشم:quot; هذه رهانات، فقد راهنوا على سقوط النظام خلال شهرين، كحد اقصى، فبعد اكثر من عام ونصف العام اين اصبحت هذه الرهانات؟ فلماذا نضع لبنان في هذا المضمار وفي كفة الرهانات التي لن توصل الى نتيجة بل تزيد من زعزعة الاستقرار، واخذ الامور الى غير مكانها على مستوى الحياة السياسية والتعاطي الامني، وطبعًا علينا أن نتعاطى مع الامور كما هي وبواقعية من دون رهانات خاطئة، لأن ذلك ستكون له انعكاسات سلبية على التطورات السياسية اللبنانية.
اما لماذا التركيز في الآونة الاخيرة على حزب الله في مختلف القضايا منها اتهامه باغتيال جبران تويني، وكذلك مسألة المقاتلين مع النظام السوري؟ فيجيب هاشم:quot; حزب الله مستهدف منذ العام 2005، سلاحًا وسياسة، وكلما لاحت قضية في الافق وكانت حاضرة بمستوى الحياة السياسية كان يستحضر حزب الله ليكون هدفًا للتصويب المباشر.
ويرى هاشم أن ما يسمى الجيش السوري الحر يكتسب كل هذه الثقة من السياسة التهويلية التي اعتدنا عليها، ولكنه قد يستند في بعض امنياته واحلامه الى احتضان قوى 14 آذار/مارس.
قوى 14 آذار/مارس
الصورة تبدو مختلفة كثيرًا لدى قوى 14 آذار/مارس التي تنظر بحذر شديد إلى ما قد يقوم به حزب الله في وقوفه إلى جانب طرف سوري ضد آخر، وهو ما ترى فيه إقحامًا غير مبرر مطلقًا بالشأن السوري، وبشكل يتعارض كليًا مع سياسة النأي بالنفس التي تدعيها الحكومة، خصوصًا وأن ما يفعله حزب الله بعدما انكشفت الحقيقة كما تقول مصادر بارزة في قوى 14 آذار/مارس يثبت صحة كلام المعارضة عن أن هذا الحزب ومعه بعض حلفائه يدفع لبنان إلى آتون الصراع الدائر في سوريا، بدعمه جيش النظام ضد الشعب المطالب بالحرية والديموقراطية، في تناقض واضح مع موقف الحكومة في ما يتصل بسياسة النأي بالنفس، وهذا من شأنه أن يرتد على لبنان بنتائج غاية في السلبية، بخاصة بعد التهديدات التي أطلقها الجيش السوري الحر بنقل المعركة إلى الضاحية الجنوبية، ردًا على مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب جيش النظام السوري.
وتشير المصادر إلى أن قوى 14 آذار/مارس ترى في إقدام حزب الله على مناصرة فريق سوري ضد آخر، خطرًا حقيقيًا يتهدد الوضع الداخلي من شأنه أن يحرض الشعب السوري على فئة من اللبنانيين، وهذا لن يكون أبدًا في مصلحة البلدين، وسيقود بالتأكيد إلى إحداث أزمة كبيرة في علاقات البلدين لا يمكن التكهن بنتائجها إذا أصرّ هذا الحزب على سياسته العدائية للشعبين اللبناني والسوري على حدٍّ سواء، في الوقت الذي يجب أن تقوم الحكومة بكل ما يلزم لحماية شعبها وسيادتها لتفادي مخاطر انتقال الأزمة السورية إلى الداخل اللبناني، وهذا ما جاء في مضمون الاتصالات التي أجراها رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة مع عدد من القيادات السياسية والروحية لوضعهم في صورة ما يقوم به حزب الله وانعكاساته على الساحة اللبنانية.
التعليقات