قدم ناشط مسيحي مصري طلبًا إلى مديرية أمن أسيوط لتأسيس شركة أمن خاصة بعد أيام من تشكيل الجماعة الإسلامية لجانًا شعبية في شوارع المدينة لـquot;ضبط الأمنquot;. في حين وقعت مواجهات عنيفة في القاهرة بين عناصر إخوانية وصحافيين وناشطين معارضين وصلت إلى درجة السحل.
أسيوط: اندلعت اشتباكات بين متظاهرين معارضين للرئيس المصري محمد مرسي وقوات الأمن في محيط المقر العام لجماعة الإخوان المسلمين في العاصمة القاهرة؛ وذلك إثر اشتباكات بين المتظاهرين وعدد من شباب الجماعة مساء اليوم السبت، بحسب quot;الأناضولquot;.
وبدأت تلك الأحداث مع محاولة عشرات النشطاء، من المناهضين للإخوان، رسم quot;جرافيتيquot; على جدران مقر الجماعة وشوارع محيطة به في منطقة المقطم (جنوب القاهرة)، إلا أن شبابا من الإخوان شكلوا سلسلة بشرية حول المبنى لمنعهم؛ فاندلعت الاشتباكات بين الطرفين.
وقدم ناشط مسيحي اليوم السبت طلبًا إلى مديرية أمن أسيوط (جنوب مصر) لتأسيس شركة أمن خاصة، بعد أيام من تشكيل الجماعة الإسلامية لجانًا شعبية في شوارع المدينة لـquot;ضبط الأمنquot;.
أثارت خطوة الجماعة الإسلامية انتقادات واسعة في صفوف المعارضة، التي اعتبرتها تمهيدًا لـquot;دولة الميليشياتquot;، كما أعلنت وزارة الداخلية، كذلك رفضها هذا الإجراء، معتبرة أنه quot;غير مقبول، ولا مبرر لهquot;. ولم يخف الكثير من المسيحيين، الذين يتواجدون بكثافة في محافظة أسيوط، خشيتهم من خطوة الجماعة الإسلامية.
وقال الناشط المسيحي عماد عوني لمراسلة وكالة الأناضول للأنباء إنه تقدم لمديرية أمن أسيوط بطلب تأسيس شركة أمن لتحقيق quot;الضبطية القضائيةquot;، في إشارة إلى قرار سابق للنيابة العامة، فسره البعض بأنه quot;يسمح للمواطنين بضبط مرتكبي جرائم الشغب وقطع الطرق متلبسين، وتسليمهم للجهات الأمنيةquot;.
نفت النيابة العامة في وقت لاحق منحها الضبطية القضائية للمواطنين، مشيرة إلى أنها ذكرت فقط بحق المواطنين القانوني في ضبط المتهم بارتكاب جريمة متلبسًا وتسليمه للشرطة.
لم يوضح عوني رد المديرية على طلبه، في الوقت الذي اعتبر فيه أن الشركة quot;ستحول دون تشكيل أي ميليشيات خاصة في أي فصيل للتحكم في مصير الشعبquot;.
أسهم في البورصة
أضاف عوني أن الشركة تهدف إلى التعاون مع جهاز الأمن، وتخضع لإشراف وزارة الداخلية بالكامل من حيث تعيين أفرادها وتدريبهم وتسليحهم، مشيرًا إلى أنها ستكون quot;شركة مساهمة يتم طرحها أسهمها في البورصة المصريةquot;.
وفيما أوضح الناشط المسيحي أنه تحدث بشأن الشركة المزمع تأسيسها مع quot;أحد القساوسة وعضو في الجماعة الإسلامية (لم يذكر اسمه) وداعية في وزارة الأوقاف، ورحّبوا جميعًا بالفكرةquot;، قال إن quot;العمل في الشركة سيكون متاحًا للجميع مسلمين ومسيحيين شريطة حسن السلوك والأداء المتميز، متوقعًا أن يكون معظم المتقدمين للوظائف من quot;رجال الشرطة والعسكريين المتقاعدينquot;.
ودفعت الجماعة الإسلامية في أسيوط بما وصفته بـquot;لجان نظامquot; إلى شوارع المدينة قبل أيام، فيما اعتبرته خطوة quot;استباقيةquot; تحسبًا لانسحاب الشرطة من الشوارع، بعد اتساع رقعة الإضرابات في وزارة الداخلية لأسباب مختلفة.
رسالة طمأنة... ومزايدات
دافع حمادة نصار، المتحدث الإعلامي باسم quot;الجماعة الإسلاميةquot; في أسيوط، عن الخطوة، وقال، في تصريحات سابقة لمراسلة الأناضول، إنها quot;رسالة طمأنة إلى المواطن البسيط، ورسالة إلى الشرطة أيضًا، لا سيما في ظل المخاوف من اتساع رقعة إضرابات الضباط، التي بدأت في قسم أول أسيوط وقسم شرطة الفتح وبعض المراكز الأخرىquot; في المحافظة.
وانتقد اللواء أبو القاسم ضيف، مدير أمن أسيوط، الخطوة، معتبرًا أنها quot;مزايدات على جهاز الشرطة، وهو أمر غير مقبولquot;. وبدأت فكرة quot;اللجان الشعبيةquot; إبان ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، بعد انسحاب الشرطة المصرية من الشوارع والأقسام يوم 28 من الشهر عينه، والذي عرف بـquot;جمعة الغضبquot;، حيث تولى المواطنون تأمين ممتلكاتهم بأنفسهم. وتحظى الجماعة الإسلامية بقاعدة جماهيرية في عدد من محافظات الصعيد، بينها أسيوط.
الصحافة فريسة الجماعة
إلى ذلك، أفادت وسائل اعلام مصرية ان مواجهات حصلت السبت بين عناصر من الاخوان المسلمين وبين عدد من الصحافيين والناشطين المعارضين للرئيس المصري محمد مرسي، الذين كانوا يرسمون شعارات معارضة على الأسفلت امام المقر الرئيس لجماعة الاخوان المسلمين في حي المقطم في القاهرة.
وفي حين افادت وسائل اعلام عدة ان صحافيين يعملون لديها تعرّضوا للضرب، اكتفى مصدر امني بالقول لفرانس برس ان quot;الاصابات كانت بسيطةquot; من دون ان يقدم اي عدد لها.
سحل مصورين
وقالت صحيفة الوطن المستقلة على موقعها الالكتروني ان quot;شباب الإخوان سحلوا مصوّريها أمام مقر الإرشادquot;، فيما قالت صحيفة المصري اليوم ان مراسلها quot;تعرّض للضربquot; من اعضاء في الجماعة، رغم انه ابلغهم بانه صحافي. وقالت قناة quot;روسيا اليومquot; على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر ان طاقمها في القاهرة تعرّض quot;للاعتداء امام مقر الجماعةquot;، مفيدة ان مصورها quot;اصيب في رأسه، وكسرت كاميرته بهجوم من انصار الاخوانquot;.
وقرر عدد من الصحافيين تنظيم وقفة احتجاجية الأحد امام مقر نقابة الصحافيين للتنديد بما حصل السبت. وكان ناشطون معارضون قرروا اقامة مهرجان للرسم على الأسفلت امام مقر جماعة الاخوان المسلمين السبت، وذلك للاحتفال بالافراج عن عدد من زملائهم المتهمين بالاعتداء على مقر الاخوان قبل اسبوع.
وقال محمود محمد احد الداعين إلى المهرجان لفرانس برس quot;دعوتنا كانت للاحتفال بشكل سلمي وحضاري كعادتنا. لكن شباب الجماعة اعتدوا علينا كعادتهمquot;.
إسقاط حكم المرشد أسقط جرحى
وقال احمد عرباني (18 عامًا)، والذي تعرّض لاعتداء على الرأس خلال الاشتباكات، quot;شباب الاخوان هجموا علينا فجأة، بعدما كتبنا على الأسفلت (يسقط يسقط حكم المرشد)quot;، واضاف quot;شتمونا وضربونا بشكل عنيف، ثم تبادلنا القاء الحجارةquot;.
وقال عمر انور (17 عاما) quot;لم نرسم على جدران المقر، ولا على الرصيف الخاص به، كنا بعيدين عنهquot;، مضيفا quot;لكنهم هددونا بالقتل إذا رسمنا ما لا يعجبهمquot;.
وحاولت فرانس برس التواصل مع المتحدثين الاعلاميين في جماعة الاخوان المسلمين لكن من دون جدوى. ولم تتدخل قوات مكافحة الشغب المكلفة بحراسة مقر الاخوان لفضّ الاشتباكات، لكنها فرضت طوقا امنيا محكمًا حوله بعد توقف هذه الاحداث، بحسب شهود عيان.
التعليقات