أحيا آلاف المصريين بمشاركة عشرات من العرب والأجانب ذكرى quot;مولد الحسينquot; بساحات مسجده الكائن في وسط القاهرة في ما يعرف بـquot;اليلة الكبرىquot; التي توافق آخر ثلاثاء في شهر ربيع الآخر من كل عام هجري.

القاهرة:أحيا آلاف المصريين بمشاركة عشرات من العرب والأجانب ذكرى quot;مولد الحسينquot; بساحات مسجده الكائن في وسط القاهرة في ما يعرف بـquot;اليلة الكبرىquot; التي توافق آخر ثلاثاء في شهر ربيع الآخر من كل عام هجري، على وقع انتقاد لحكم الرئيس محمد مرسي.
وحرصت العديد من الطرق الصوفية على حجز أماكنها في ساحات المسجد قبل هذه الليلة بأيام لإحياء الذكرى، كل طريقة بأسلوبها الخاص فيما امتلأت الساحات ببائعي الحلويات والألعاب والسبح التي تشتهر بها الموالد المختلفة.
ولم ينفصل المشهد الاحتفالي في مولد الحسين عن الواقع السياسي في مصر، حيث رصد مراسل الأناضول آراء متطابقة للعديد من الحاضرين من مختلف المحافظات عكست استياء شديد من النظام الحالي تطابقت مع موقف الطرق الصوفية التي تتخذ منهجا معارضا لسياسات جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الحاكم، محملين الرئيس سوء الحالة الاقتصادية التي أثرت بشكل كبير على الاحتفال بذكرى مولد الحسين هذا العام.
وقال رمضان أحمد، أحد القائمين على خيمة إحدى الطرق الصوفية لمراسل وكالة الأناضول للأنباء: quot;المولد هذا العام منقوص حيث غاب عنه الكثير من اخوتنا في الصعيد (الجنوب) الذين خافوا من الحضور كما لم يحظ باهتمام النظام مثل كل عامquot;.
وأشار إلى أن النظام المصري قبل ثورة 25 يناير/ كانون الثاني quot;كان إحدى حسناته دعم الموالد المختلفة وفي مقدمتها مولد الحسين، كما كان يحظى باهتمام إعلامي وشعبي وهو ما تأثر كثيرا بعد الثورةquot;، بحسب قوله.
وبرغم اتفاق الكثير من مريدي الحسين على قلة أعداد الحاضرين هذا العام إلا أن ساحة المسجد والطرق المحيطة به امتلأت بالآلاف من أعضاء الطرق المختلفة الوافدة من معظم محافظات مصر.
وفي الوقت الذي انشغل فيه حضور خيمة الطريقة الشاذلية بالاستماع لأحد رموزها وهو يصف الحسين وكراماته ويطالبهم بالعودة إلى الله والتزام طريق الحسين للخروج من الأزمات التي حلت في البلاد، قام المئات من منتسبي طريقة الأشراف المهدية بعمل ختمة (توزيع قراءة أجزاء القرآن لختمه في جلسة واحدة) للحسين والدعاء له ولأحبابه.
فيما قام مريدو طرق أخرى بالرقص على ألحان وغناء منشدين صوفيين يغنون للنبي صلى الله عليه وسلم وآل بيته.
وفي سياق متصل بحالة الغضب التي أبداها الكثير من المحتفلين من النظام المصري علق عدد من البائعين صور الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات.
وحول المسجد وساحاته تواجد عدد من سيارات الإسعاف وعربات جنود الأمن المركزي (قوات مكافحة الشغب) حيث شهد الاحتفال تأمينا متوسطا في ظل حالة أمنية سيئة تشهدها العاصمة المصرية في الأيام الأخيرة.
وكصورة للتأكيد على سنية الطرق الصوفية وانفصالها عن المذهب الشيعي الذي يربطها البعض به، حرصت العديد من الطرق على إبراز أسماء الخلفاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي إلى جوار اسم الحسين على سرادقاتها وفي مداخل الخيام.
وقال مصطفى زايد منسق ائتلاف الطرق الصوفية بمصر في تصريحات للأناضول إن quot;الصوفية قرروا منع أي مظاهر شيعية في احتفالهم مساء اليوم بمولد الإمام الحسين في مسجده بالقاهرةquot;.
وأضاف زايد: quot;نحن أهل التصوف نحتفل إحياء لذكرى آل البيت ، وممنوع اي مظاهر للشيعة داخل مقام الحسين لأننا ضد المد الشيعةquot;.
ولفت إلى أن quot;الصوفية قاموا بعمل لجان لحماية المولد لاسيما وان الامن لم يحضر إلا عقب العصر ويقفون من الخارجquot;.
وأدى إقامة الاحتفال إلى إغلاق مختلف الطرق الرئيسية المحيطة بمسجد الحسين نتيجة الازدحام ومنها طريق الأزهر ، وهو ما أدى إلى سير المئات على أقدامهم في هذه الطرق.
وحرص العديد من غير المصريين سواء من العرب والأجانب على المشاركة في الفعاليات المختلفة للاحتفالية، إضافة إلى حرصهم على التقاط الصور التذكارية وسط ترحيب من المصريين.