أصدرت محكمة الجنايات حكمها بحق المتهمين بمجزرة بورسعيد، فقضت بإلإعدام شنقاً بحق 21 متهماً، والسجن المؤبد لخمسة آخرين، والسجن المشدد لمدة 15 عاماً للواء عصام الدين سمك، مدير أمن بورسعيد الأسبق.


القاهرة:أطلق الحكم في قضية quot;مذبحة بور سعيدquot; موجة من الغضب في مصر. ووقعت احتجاجات واسعة في القاهرة وبورسعيد تخللها حرق منشآت، أبرزها مقر الاتحاد المصري لكرة القدم الذي تم نهبه.

وأحرق آلاف من أعضاء quot;ألتراس أهلاويquot; مقر الاتحاد المصري لكرة القدم وبنايات عدة في نادي ضباط الشرطة في جزيرة الزمالك وسط القاهرة، بعدما اقتحموا المقرين واستولوا على كؤوس منهما وأمطروهما بالألعاب النارية والزجاجات الحارقة. وتدخل الجيش للسيطرة على الحريقين بمروحيتين للإطفاء.

وقُتل شخصان في محيط ميدان التحرير خلال مواجهات مع الشرطة، فيما حاول محتجون في بورسعيد إعاقة الملاحة في مجرى قناة السويس. واطلقت قوات الامن بعد ظهر السبت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين كانوا يرشقونها بالحجارة بالقرب من ميدان التحرير. واشتعلت النيران في مدرسة تطل على ميدان سيمون بوليفار القريب كذلك من ميدان التحرير ومن موقع الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين.

وأوقف المحتجون حركة سير قطارات الأنفاق لدقائق، كما قطعوا جسري أكتوبر وقصر النيل في وسط القاهرة، واشتبك بعضهم مع الشرطة قرب ميدان التحرير، ما أدى إلى مقتل متظاهرين وجرح عشرات.

جاء ذلك بعد أن أصدرت محكمة جنايات بورسعيد، أحكاماً متفاوتةفي قضية مقتل 72 من مشجعي النادي الأهلي، في بورسعيد أوائل شهر شباط (فبراير) 2012، في ما يعرف بـquot;مجزرة بورسعيدquot;.وقضت المحكمة بإلإعدام شنقاً بحق 21 متهماً، والسجن المؤبد لخمسة آخرين، والسجن المشدد لمدة 15 عاماً لعشرة أشخاص من بينهم اللواء عصام الدين سمك، مدير أمن بورسعيد الأسبق، وقيادي آخر في وزارة الداخلية، فيما برّأت المحكمة 28 آخرين.

وبعد صدور الحكم أشعل محتجون في بورسعيد النيران في معسكر للأمن المركزي في المدينة، وألقى المحتجون على حكم بإعدام 21 متهماً من أبناء المحافظة، الزجاجات الحارقة على مقر معسكر القابوطي، وأشعلوا إطارات السيارات أمامه.

فيما حاولت قيادات الجيش الثاني الميداني إحتواء غضب أهالي بورسعيد، وإنتشرت القيادات في أوساط التجمعات الغاضبة، مطالبين إياها بضبط النفس، والتأكيد أن الحكم ليس نهائياً، ومازال هناك مرحلتان للتقاضي.
واستطاعت قوات من البحرية المصرية، إحباط محاولات الآلاف من أهالي بورسعيد، تعطيل المجرى الملاحي لقناة السويس، وإيقاف عبور السفن في القناة.

إقرأ أيضاً
الألتراس يحذر القصاص أو فوضى مدمرة...والشرطة المصرية بحالة تأهب قصوى

وسيطرت مشاعر من الخوف على الشعب المصري، خاصة مع التهديدات التي أطلقت حول إثارة حالة من الفوضى والانتقام من وزارة الداخلية.
وتصاعدت تحركات العنف في مدينة بورسعيد المصرية، والتي ينتمي إليها المتهمون البالغ عددهم 21، والمحكوم عليهم بالاعدام. وأخليت المدينة من قوات الأمن وحلت محلها قوات الجيش، منذ أمس، الجمعة، تحسباً لوقوع عمليات عنف واسعة النطاق ضد الشرطة.

سادت حالة من القلق في أرجاء بورسعيد، فيما تظاهر الآلاف من الأهالي، وحاولوا إقتحام ميناء بورسعيد، ورددوا هتافات معادية للنظام ولجماعة الإخوان المسلمين، منها: quot;يسقط حكم المرشدquot;، quot;الشعب يريد إسقاط النظامquot;، quot;بورسعيد مش هتكون الضحيةquot;.

عنف وردود فعل متباينة

وبالعودة إلى القاهرة، فقد تباينت ردود الفعل على الحكم الصادر بحق المتهمين وأعلن ألتراس أهلاوي، وهم مجموعات مشجعي فريق النادي الأهلي القاهري، إحتجاجهم على الحكم، وقالوا إن الأحكام بحق القيادات الأمنية مخففة، لاسيما بعد تبرئة غالبيتهم، مشيرين إلى أنهم سوف يقتصون بأنفسهم من الشرطة، وعلى الفور اشتعلت النيران في العديد من المباني في مجمع نادي ضباط الشرطة في الزمالك وسط القاهرة، وقال ضابط في الامن المصري إن مشجعي نادي الاهلي quot; اقتحموا المبنى واضرموا النار في مبانيه.

كما أحرق ألتراس الأهلي مقر إتحاد الكرة المصري، بعد الظهر، وأتت النيران على محتويات المقر بالكامل، ولم يتعرض أي من مسؤوليه للأذى، لاسيما بعد إخلائهم منه.

ويخشى مسؤولو دار الأوبرا المصرية، من أن تمتد النيران إليها، لاسيما أنها لا تبعد عن إتحاد الكرة، إلا مسافة قليلة تقدر بنحو مئتي متر. وقال مصدر مسؤول في دار الأوبرا، لـquot;إيلافquot; إن وزارة الثقافة طلبت من وزارة الداخلية تكثيف وتشديد الإجراءات الأمنية حول الأوبرا، مشيراً إلى أن هناك مخاوف حقيقية من البلطجية المندسين وسط مجموعات الألتراس من إحراق كل ما يواجهها.

كما احتشد المئات من الألتراس في وسط القاهرة، وأمام دار القضاء العالي، واحتشد بعضهم أعلى جسر قصر النيل، وهتفوا ضد وزارة الداخلية، ومنها: quot;الداخلية بلطجيةquot;، quot;القصاص.. القصاص من الداخليةquot;، quot;الدور على الداخلية البلطجيةquot;.

كما احتشد الآلاف من مجموعات الألتراس وأسر القتلى، أمام مقر النادي الأهلي، وداخل ملعب quot;التتشquot;، وقال آدم سعيد، من أعضاء رابطة ألتراس الأهلي، إن هذه الأحكام سياسية، مشيراً إلى أن الألتراس وأهالي القتلى غير راضين عن تبرئة قيادات الشرطة.

وأضاف لـquot;إيلافquot; أن ليس من المعقول تبرئة قيادات الشرطة الذين ساهموا بشكل مباشر في قتل المشجعين الأبرياء، ومنهم مدير الأمن الوطني، ومدير المباحث الجنائية، ومدير الأمن المركزي. وأضاف: نحن نشعر بالحزن الشديد، ونرى الحزن في أعين آباء زملائنا الضحايا، لن نسكت، سوف نواصل العمل من أجل القصاص من قيادات الشرطة، سوف نحاصر وزارة الداخليةquot;.

وإنطلقت مجموعات من الألتراس إلى مقر وزارة الداخلية في وسط القاهرة، فيما أغلقت قوات الشرطة شتى الشوارع المؤدية إلى الوزارة، وأقامت حواجز خرسانية ضخمة في بداية الشوارع المؤدية إليها. وإضطر العشرات من الضباط الملتحين إلى فض إعتصامهم من أمام مقر وزارة الداخلية، خشية وقوع أعمال عنف واسعة بين الألتراس وقوات الأمن.

وقال مصدر أمني لـquot;إيلافquot; إن وزارة الداخلية رفعت حالة التأهب في صفوفها للدرجة القصوى، مشيراً إلى أن الشرطة سوف تتصدى بجميع الوسائل، بما فيها القوة المسلحة لأية محاولات لاقتحام الوزارة. تابع: quot;الموضوع مفيهش هزارquot;، وأضاف: quot;لن نقف مكتوفي الأيدي في حالة الهجوم المسلح أو بالزجاجات الحارقة على الشرطة، لقد فاض الكيل، ولن نتحمل الحماقات وشغل العيال أكثر من ذلكquot;.

وسادت حالة من الهدوء المشوب بالحذر في منطقة وسط القاهرة، ولاسيما الشوارع القريبة من وزارة الداخلية ومجلس النواب ومجلس الشورى، وأغلقت المحال التجارية أبوابها، وأغلقت المؤسسات الحكومية أبوابها، ومنحت الموظفين عطلات رسمية.