يبدو أن حلم إنشاء جسر بري بين السعودية ومصر أصبح قريباً من التحقيق على أرض الواقع، بعدما أُعيد الحديث عنه من جديد، وبعد إعلان شركة سعودية شهيرة استعدادها لتمويل وتنفيذ المشروع بالتعاون مع شركة مصرية، في وقت نفى الأردن رسمياً تقارير تحدثت عن رفضه إقامة المشروع.


نفى وزير النقل الأردني علاء البطاينة معارضة بلاده لإقامة مشروع الجسر البري بين مصر والسعودية، وقال البطاينة في مؤتمر مشترك عقده مع نظيريه المصري حاتم عبد اللطيف والعراقي هادي العامري عقب اجتماع الجمعية العمومية السادس والخمسين لشركة الجسر في عمّان، quot;لا توجد معارضة في هذا الخصوص في أي مجالquot;.

وأوضح أن هذا الجسر quot;إذا شُيّد سيؤثر على ديناميكية الأعمال وطريقة عمل شركة الجسر العربي، ولا بد أن تتكيّف الشركة على ذلكquot;، فيما قال وزير النقل المصري حاتم عبد اللطيف إن الجسر البري بين مصر والسعودية أثير خلال لقائنا اليوم مع رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، والذي رحّب بدوره بإنشائه.

وقال quot;إن الهدف الرئيس من إنشاء شركة الجسر العربي هو زيادة الترابط الوثيق بين المشرق والمغرب والبحر الأحمر، والربط ما بين ضفتي المشرق والمغرب والبحر الأحمر، وبالتالي إذا كان هذا الجسر البري سيؤدي هذا الدور.. فلن يؤثر على الجسر العربي.. والمجال مفتوح للشركة لأعمال أخرى، ويبقى الهدف في أن يتحققquot;.

وكانت أنباء راجت أخيرًا عن رفض الأردن تنفيذ مشروع الجسر، في حين تردد أن إسرائيل ترفض بدورها وبشدة إقامة الجسر، وترى أن إقامته فوق جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين عند مدخل خليج إيلات تمثل quot;تهديدًا استراتيجيًا لها؛ لكونه يعرّض حرية الملاحة من وإلى منفذها البحري الجنوبي للخطرquot;.

وأعربت مجموعة بن لادن السعودية أخيرًا عن استعدادها لإقامة الجسر، وذلك استجابة لدعوة الرئيس المصري محمد مرسي خلال لقائه مع مجلس رجال الأعمال المصري السعودي في الرياض، والذي دعا رجال الأعمال السعوديين إلى التعاون مع نظرائهم المصريين لتمويل وإقامة جسر أو نفق يربط بين مصر والسعودية عبر البحر الأحمر، مشيرًا إلى أنه سيبحث هذا الأمر خلال لقائه مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز.

وأوضح رجل الأعمال السعودي يحيى بن لادن، عضو مجلس الأعمال المصري السعودي عن مجموعة بن لادن، أن مجموعته مستعدة لتمويل وإقامة مشروع الجسر، بالتعاون مع شركة quot;المقاولون العربquot; المصرية، وأشار بن لادن إلى أن المشروع يحتاج إرادة سياسية وموافقة من خادم الحرمين الشريفين والرئيس مرسي.

يعود طرح فكرة الجسرللمرة الاولىإلى ملك السعودية الراحل فهد بن عبد العزيز، غير أنه لم يكتب له النجاح، ثم تجدد الحديث عن المشروع في العامين 2006 و2007 بعد كارثة غرق عبارة السلام في البحر الأحمر في فبراير/شباط 2006، وكان على متنها 1415 شخصًا، وقد لاقت فكرة الجسر اعتراضًا من الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.

وبحسب المقترح، يمتد الجسر على طول 50 كلم من رأس حميد من منطقة تبوك شمال السعودية، مرورًا بجزيرة تيران في البحر الأحمر، ثم إلى منتجع شرم الشيخ المصري، ومن شأنه تقليص المسافة بحرًا بين السعودية ومصر إلى 20 دقيقة فقط، وتقدر التكلفة المبدئية للمشروع بثلاثة مليارات دولار.

وخلال لقائه بمجلس رجال الأعمال المصري السعودي في الرياض، عرض مرسي على رجال الأعمال السعوديين مجموعة من الفرص الاستثمارية، منها إقامة خط سكة حديدية جديد من الإسكندرية إلى أسوان كمرحلة أولى، يربط بعد ذلك وسط أفريقيا بشمالها، والاستثمار في مشروعات الحديد والصلب والمشروعات الزراعية.