دفعت الانهيارات الأمنية وعمليات الاغتيال التي يتعرض لها المرشحون إلى الانتخابات المحلية العراقية، إضافة إلى الأزمة السياسية، الحكومة إلى تأجيلها في محافظتي الأنبار ونينوى لمدة ستة أشهر كأقصى حد... في حين وضعت القوات الأمنية في بغداد اليوم بحال استنفار قصوى واغلقت منافذ المنطقة الخضراء وسط العاصمة إثر 16 تفجيرًا شهدتها العاصمة ومناطق محيطة بها ما ادى إلى مقتل 50 مواطنًا واصابة 9 آخرين.

إثر أسوأ تفجيرات منذ أشهر تشهدها العاصمة بغداد والمناطق المحيطة بها اليوم، قررت الحكومة العراقية خلال اجتماعها الاسبوعي الذي انعقد اليوم الثلاثاء بغياب وزراء القائمة العراقية والتحالف الكردستاني الذين يقاطعون الحكومة، تأجيل انتخابات مجالس المحافظات في محافظتي نينوى الشمالية والأنبار الغربية، التي كانت مقررة في العشرين من الشهر المقبل، ستة أشهر على اقصى تقدير ما يعني امكانية اجرائها في تشرين الاول (اكتوبر) من العام الحالي في حال تحسنت الاوضاع الأمنية والسياسية في البلاد.

وجاء تأجيل الحكومة للانتخابات بعد يوم من تحذير اطلقه رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي من مخاطر تأجيلها في المحافظتين، وقال إن ذلك سيخلق تصدعًا في العملية الديمقراطية وتوسعًا في الهوة بين المكونات الاجتماعية وترسخًا في الأزمة السياسية الحالية وخيبة امل لدى الجماهير ما يسبب ابتعادًا عن مسارات المصالحة والشراكة الوطنية ويؤدي الى إفراغ الديمقراطية من محتواها الحقيقي.

يذكر أن عمليات اغتيال يتعرض لها المرشحون في المحافظتين قد تصاعدت مؤخرًا حيث سقط ستة منهم لحد الآن برصاص rlm;مجهولين وانسحب 14 آخرون خوفًا بالترافق مع استقالات جماعية يقدمها مشرفون على الاقتراع rlm;نتيجة التهديدات بالموت التي يتلقونها وقد دفعت إلى تأجيل الانتخابات.

وشهدت محافظات عراقية على مدى الأيام العشرة الماضية اغتيال ستة مرشحين للانتخابات، فيما اضطر عشرات المشرفين الذين ينتمون إلى المفوضية rlm;العليا للانتخابات إلى تقديم استقالات جماعية إثر تهديدات بالقتل يتلقونها من مجهولين.rlm;

وكان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر عبر مؤخرًا عن قلقه الشديد من الوضع الحالي الذي يمر به العراق والأزمة السياسية الراهنة، مؤكداً أن الأمم المتحدة quot;تلتقي بالمتظاهرين وتتابع الخروقات التي تحصل في ملف حقوق الإنسان من خلال الاتصال المستمر والمكثف مع شتى الأطراف. وقال إن من مهام الأمم المتحدة في العراق العمل على quot;الحد من الخروقات التي تحصل في ملف حقوق الإنسان لأن اكتشاف حالة تعذيب واحدة يعد شيئًا مقلقًا وكبيرًا للغايةquot;.

يذكر أنّ مفوضية الانتخابات كانت قررت اجراء الانتخابات المحلية وهي الاولى منذ rlm;آخر انتخابات محلية جرت عام 2009 في 14 محافظة عراقية من بين محافظات البلاد الـ18 ، حيث rlm;لن تجري في محافظة كركوك المختلف على انتخاباتها بين مكوناتها التركمانية والكردية والعربية ، rlm;وكذلك في محافظات اقليم كردستان الثلاث وهي اربيل والسليمانية ودهوك التي تحدد موعد انتخاباتها rlm;حكومة الاقليم. rlm;

وقد تقدم لخوض الانتخابات المحلية الشهر المقبل 8100 مرشح للتافس على 440 مقعدًا في مجالس rlm;المحافظات الأربع عشرة المقرر أن تشهد هذه الانتخابات.

200 قتيل وجريح في 16 انفجارًا والقوات في حال استنفار

وقد ارتفع عدد قتلى سلسلة من التفجيرات في أحياء شيعية في شتى أنحاء بغداد وجنوبي العاصمة العراقية اليوم الثلاثاء إلى 50 قتيلاً و160 قتيلاً على الأقل في الذكرى العاشرة لغزو العراق بقيادة الولايات المتحدة، حيث صعّدت جماعة دولة العراق الاسلامية التابعة لتنظيم القاعدة من هجماتها على أهداف شيعية هذا العام في محاولة لإثارة توترات طائفية واضعاف الحكومة.

واستهدفت اكثر من عشر سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وعمليات اغتيال مناطق متفرقة غالبيتها شيعية في بغداد ومحيطها، قتل فيها 50 شخصًا على الاقل واصيب حوالي 160 آخرين بجروح في يوم دامٍ جديد يثير شكوكًا إضافية حول قدرات القوات الأمنية. وقد تصاعدت اعمال العنف مع اقتراب الذكرى العاشرة للغزو، اذ قتل 87 شخصًا في اسبوع في العراق، فيما قتل منذ بداية الشهر الحالي 167 شخصًا.

وفي 20 اذار(مارس) عام 2003 بدأت القوات الاميركية غزو العراق لاسقاط نظام صدام حسين ملوحة بنظام ديموقراطي بديل الا أن الحرب انتهت إلى فوضى سياسية وأمنية واقتتال طائفي داخلي. وتشير ارقام مواقع ومنظمات غير حكومية إلى مقتل ما لا يقل عن 112 ألف مدني وآلاف عناصر الشرطة والجيش منذ بداية الغزو، إلى جانب نحو 4800 جندي أجنبي غالبيتهم العظمى من الاميركيين.

وتتنوع الازمات السياسية في العراق من الخلافات المرتبطة بالمناطق المتنازع عليها بين العرب والأكراد في الشمال، إلى كيفية تقسيم عائدات النفط. وفي الوقت نفسه يواجه العراقيون يوميًا نقصاً كبيراً في الخدمات الاساسية كالكهرباء والمياه النظيفة، إلى جانب المعدلات المرتفعة للبطالة.

وحاليًا تشهد مدن مختلفة في العراق، تقع معظمها في محافظات تسكنها غالبية سنية، تظاهرات واعتصامات يومياً منذ اكثر من شهرين، احتجاجًا على ما يعتبره هؤلاء quot;اقصاء وتهميشًاquot; لهم من قبل رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يحكم البلاد منذ 2006، والذي يتهمه خصومه السياسيون بالتسلط والتفرد بالحكم وهو اتهام انسحب شللاً في البرلمان الذي عجز عن تمرير قوانين أساسية في السنوات الاخيرة، وبينها تلك المتصلة بقطاع الطاقة.