قرر محتجو محافظة الأنبار العراقية الزحف إلى العاصمة بغداد للاحتجاج على عدم تنفيذ مطالبهم داعين الحكومة الى حمايتهم كما تحرس زوار العتبات الشيعية المقدسة.
في تطور خطير لحركة الاحتجاجات في محافظات شمالية وغربية عراقية سنية أعلن عشرات الآلاف من المتظاهرين في محافظة الانبار انهم سيزحفون الى بغداد بعد أيام لأداء صلاة جمعة موحدة لمتظاهري جميع المحافظات في جامع أبي حنيفة في منطقة الاعظمية في العاصمة للاحتجاج على عدم تنفيذ مطالبهم داعين الحكومة الى حمايتهم كما تحرس زوار العتبات الشيعية المقدسة.. فيما هدد سياسيون وزعماء عشائر بأنهم سيتصدون الى ميليشيات السلطة في حال تعرضها لهم.
ودعا خطيب جمعة المعتصمين في الرمادي (110 كم غرب بغداد) الشيخ سعيد لافي الى اقامة صلاة جامعة شيعية سنية موحدة الجمعة المقبل في جامع ابي حنيفة النعمان في الاعظمية في بغداد . وطالب الحكومة بتوفير الحماية الأمنية للمعتصمين ومعاملة حشودهم معاملة زوار العتبات المقدسة. وقال لافي إن المعتصمين في الانبار ومحافظات العراق الاخرى سيقيمون صلاة موحدة في جامع ابي حنيفة النعمان في العاصمة بغداد لإيصال رسالة الى الحكومة والعالم ان مطالب المعتصمين لم يتحقق منها اي بند منها وان ما تحقق مجرد وعود لا تغني عن شيء .
واكد ان زحف المتظاهرين الى العاصمة سيكون سلميا وقال quot;سندعو في الأيام المقبلة المرجعيات الشيعية في النجف وكربلاء لحضور صلاة الجمعة في جامع أبي حنيفة بعد التنسيق معهمquot;. وقال quot;اذا كانت الدولة جادة في حمايتنا وتمنع الميليشيات من التصدي الينا فالصلاة ستمرّ بسلام لكن إذا هاجمتنا ميليشيات فهذه ميليشيات الدولة وسيكون لنا كلام آخر في حينهاquot;. وخاطب المحتجين في محافظات صلاح الدين وكركوك والموصل وديالى اضافة الى الانبار ليشاركوا في الزحف نحو بغداد والمشاركة في الصلاة الموحدة.
وطالب لافي رئيس الوزراء نوري المالكي quot;نشر قواته بالشكل الذي يضمن توفير الحماية الامنية اللازمة للمصلين على غرار ما يفعله عند زيارة المواكب الحسينية للاماكن المقدسة بعيدا عن الازدواجية في التعاملquot; بحسب قوله. وشدد على ان الصلاة الموحدة في بغداد لن تكون موجهة ضد اي حزب او شخصية وانما هي لايصال رسالة الى الحكومة ومنظمات الامم المتحدة مفادها أن ساحات الاعتصام في المحافظات المعتصمة سلمية وليست موجهة ضد اي مكون انما جاءت نتيجة لإفرازات خاطئة ارتكبتها الحكومة ضد مكون معين في اشارة الى السنة.
كما دعا الشيخ لافي المالكي الى اتخاذ الإجراءات الضرورية لعدم استهداف المتظاهرين حين يصلون الى بغداد من قبل الميليشيات المسلحة التي قال إنها باتت تعلن تنظيماتها عبر شاشات التلفاز ولم تخشَ أجهزة الامن الحكومية . وأوضح أن اللجان الشعبية لتظاهرات الاحتجاج وفّرت سيارات لنقل المصلين من الانبار الى جامع ابو حنيفة في مدينة الاعظمية في بغداد.
اما رئيس مؤتمر صحوة العراق احمد ابو ريشة فقال في كلمة له امام المعتصمين في الرمادي ان المتظاهرين قد رفضوا الطائفية ونادوا بوحدة العراق إلا أن صوتهم لا يتم الاستماع له من قبل الحكومة التي انشغلت بسماع الاصوات من الشرق فقط في إشارة إلى إيران ووصفت التظاهرات بأنها فقاعات نتنةquot;.. وأضاف quot;ونحن نقول إن المالكي هو النتنquot;.
وحذر ابو ريشة المالكي قائلا ان سكان الأنبار أعادوا الأمور إلى طبيعتها في العراق بعد محاربة القاعدة وقادرون اليوم على اخراج الامور في العراق عن السيطرة اذا لم تتم الاستجابة إلى مطالبهم. اما النائب عن القائمة العراقية احمد العلواني فقد اتهم quot;الحكومة وميليشياتها باستهداف سنة بغداد الراغبين في المشاركة في تظاهرات الانبارquot;. وقال ان هناك quot;اوباشا ومجرمين يقتلون الشباب والنساء والأطفال في بغداد ولابد من انقاذهمquot;.
ومن جانبه، هدد أمير قبائل الدليم علي حاتم السليمان بإرسال شباب من سكان الانبار الى بغداد لمواجهة الميليشيات التي تستهدف أبناء السنة فيها .. موضحا ان تنفيذ هذا الامر قريب اذا ما استمرّ استهداف السنة من قبل الميليشيات في بغداد . وشدد بالقول quot;نحن قادرون على سحق رؤوس ميليشيات المالكيquot;.
وفي وقت سابق اليوم شهدت محافظات عراقية سنية شمالية وغربية اقامة صلوات موحدة وتظاهرات احتجاج واسعة طالبت بإلغاء او تعديل قانوني الارهاب واجتثاث البعث بينما خرجت محافظة النجف الشيعية بتظاهرة ترفض إلغاء القانونين وتدعو لتفعيلهما لمكافحة الارهاب .
فقد شهدت محافظات الانبار والموصل وصلاح الدين وكركوك وبغداد وديالى احتجاجات واسعة وصلوات شيعية سنية موحدة تحت شعار quot;لا للحاكم المستبدquot; . واكدت اللجان التنسيقية للاحتجاجات ان تظاهرات هدفت الى إيصال رسالة لرئيس الوزراء نوري المالكي تقول إن مجلس النواب قد حدد رئاسته للحكومة بولايتين وعليه الالتزام بهذا القرار . وقالت ان رفضنا له ولمن معه ولنعلن اننا لسنا راغبين في دكتاتور جديد يفتك بالبلاد ويشرد العباد ويسرق أقوات الشعب من دون رادعquot;.
وقد هتف عشرات الالاف من المحتجين في هذه المحافظات بضرورة إلغاء التهميش وانصاف حقوق السنة وطالبوا باطلاق جميع المعتقلين الابرياء واعادة المساجد السنية المستولى عليها الى الوقف السني كما طالبوا برحيل النظام .. كما هتفوا ضد تدخل ايران في شؤون العراق قائلين quot;ايران برة برةquot;.
وفي مقابل ذلك تظاهر العشرات من المواطنين في مدينة النجف الشيعية (16 كم جنوب بغداد) رافضين إلغاء قانوني المساءلة والعدالة واجتثاث البعث والاقتصاص من الارهابيين. وطالب المتظاهرون بتشكيل مؤسسة خاصة لتعويض ضحايا الإرهاب أسوة بالشهداء وإنزال القصاص بمرتكبي الجرائم الإرهابية. ورفع المتظاهرون الاعلام العراقية واللافتات التي تندد بقانون العفو العام وتدعو إلى تفعيل قانون الارهاب رقم 4.
وتشهد محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديإلى وكركوك منذ 40 يوما تظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف جاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي والمطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات وإطلاق سراحهم وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتشريع قانون العفو العام وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة.
التعليقات