دعا العراق جامعة الدول العربية إلى تفعيل دورها في البلاد لإيجاد مخرج للأزمة السياسية التي يعيشها حاليًا quot;بعد اتساعهاquot; فيما قام شاب عراقي برمي الحاكم المدني الأميركي السابق في العراق بول بريمر بالحذاء خلال محاضرة كان يلقيها في لندن حيث قامت الشرطة باعتقاله والتحقيق معه قبل إطلاقه.

اجتمع رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي في بغداد اليوم مع سفير جامعة الدول العربية لدى العراق ناجي شلقم حيث حمّله quot;رسالة شفوية إلى الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي تضمّنت الوضع السياسي في العراق والتظاهرات وتداعياتها المستقبلية وأهمية تفعيل دور جامعة الدول العربية في هذه المرحلة لايجاد مخرج للأزمة السياسية في العراق بعد اتساعها كما اعلن بيان للمكتب الاعلامي للبرلمان العراقي تسلمته quot;ايلافquot;. وبحث النجيفي حقوق الانسان والحريات وخطورة تأثيرات الطائفية المستشرية بأبعادها المحلية والاقليمية والاسلامية.
ومؤخرا عبرت الجامعة العربية عن قلقها من الأزمة السياسية التي يشهدها العراق، مطالبة بمعالجة أسباب الاحتقان الراهن وإطلاق حوار جدي لإرساء دعائم المصالحة الوطنية الشاملة وتعزيز وحدة العراق أرضاً وشعباً. وناشدت الأمانة العامة للجامعة الحكومة العراقية والسياسيين والمراجع الدينية في بيان quot;بذل جميع الجهود للحفاظ على العراق وإبعاده عن إثارة النعرات الطائفية المقيتة، وروح الانتقام البغيضةquot;.
وأوضحت quot;أنها توّجهت في إطار حرصها على استقرار العراق ووحدته، بنداء أخوي إلى الحكومة العراقية برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي، وإلى الطبقة السياسية العراقية وجميع القوى المؤثرة من مراجع دينية وكتل سياسية وشيوخ عشائر ومنظمات أهلية، إلى وضع مصلحة العراق فوق كل اعتبار، وبذل كل الجهود للحفاظ على العراق وإبعاده عن إثارة النعرات الطائفية المقيتة وروح الانتقام البغيضة التي عانى منها الأمرين quot;.
وأشارت إلى أنه quot;في هذا الجو المفعم بالأمل لتعافي العراق وتجاوز تداعيات الحرب وويلاتها، تبرز حالياً بوادر صراع مؤسف بين شركاء العملية السياسية قد تمتد شرارتها إلى المساس بنسيج المجتمع العراقي quot;.
وطالبت الجامعة بـquot;معالجة أسباب الاحتقان الراهن، وإطلاق حوار جدي لإرساء دعائم المصالحة الوطنية الشاملة، وتعزيز وحدة العراق أرضاً وشعباً، والتوجه نحو المستقبل لبناء عراق قوي، عراق ديمقراطي تعددي توافقي واستثمار ثرواته المادية والبشرية لإعادة الاعمار وتحسين أوضاع المواطن العراقي، والتصدي لحل الأزمات العالقة بما فيها نقاط التماس بين المحافظاتquot;.
وقالت quot;إن العراق مقبل على استحقاق مهم يتمثل في إجراء انتخابات مجالس المحافظات المقررة في شهر نيسان المقبل ما يتطلب توفير مناخ الاستقرار والهدوء وإعادة الثقة بين شركاء العملية السياسية لإنجاح هذه الانتخابات واستكمال بناء مؤسسات الدولة العراقية الحديثة والقوية quot;.
وأكدت الجامعة العربية أنها تقف إلى جانب العراق لإنجاح المسار الديمقراطي وأنها سوف لن تألو أي جهد لمساعدته في تجاوز مظاهر الاحتقان السياسي الراهنquot;. وعبّرت الجامعة عن أملها في quot;أن يتمكن العراق من تجاوز أزمته السياسية الراهنة من خلال التوافق بين كافة القوى السياسية والوطنية ليحتل مكانته اللائقة في الساحة العربيةquot;.
ومن جهته رأى السفير قيس العزاوي، مندوب العراق الدائم في الجامعة العربية، أن قلق الجامعة من الأزمة السياسية الراهنة في بلاده مشروعٌ، مؤكدًا حرصها على سلامة العراق ودوره العربي، مع رئاسته الحالية للقمة العربية.
ووصف العزاوي في تصريحٍ صحافي لـquot;إيلافquot; من القاهرة اليوم، بيان الجامعة العربية حول تطورات الأوضاع الحالية في بلاده، بالمتوازن وقال quot;إن الجامعة حريصة بشكل كبير على ما يجري في العراق، خاصة بعد أن تحول حاضنة للعرب إثر ترؤسه للقمة العربية في دورتها الحالية، ولذلك فمن حق إخوتنا العرب أن يقلقوا على أي تطورات سياسية يشهدها العراق وعلى الوفاق الوطني فيهquot;.
وأوضح العزاوي أن مساعد الأمين العام للجامعة العربية أحمد بنحلي، قد ناقش معه الأزمة السياسية في العراق، وأكد ضرورة المباشرة بحوار وطني بين المكونات العراقية، انطلاقاً من حقيقة تأثير الوضع العراقي وانعكاساته على الأوضاع العربية.
ورداً على سؤال حول ما اذا كان بيان الجامعة العربية قد جاء إثر مبادرة من أمانتها العامة، أم بدفع من قوى أو دول عربية بذاتها، أشار العزاوي إلى أنه من الطبيعي أن يكون هناك قلق عربي وإقليمي من أي تطورات في العراق، خاصة وأن هناك جهات ترى في أخذ العراق لمكانته العربية والاقليمية والدولية تأثيراً على دورها وتأثيرها في المنطقة برمتها.
وتشهد محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديإلى وكركوك منذ 40 يوما تظاهرات يشارك فيها عشرات الآلاف جاءت على خلفية اعتقال عناصر من حماية وزير المالية القيادي في القائمة العراقية رافع العيساوي، وذلك تنديداً بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي والمطالبة بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات وإطلاق سراحهم وإلغاء قانوني المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتشريع قانون العفو العام وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة.
شاب عراقي يرمي بول بريمر بحذائه في لندن
من جانب آخر، تصدّى شاب عراقي للحاكم الأميركي المدني السابق في العراق بول بريمر لدى إلقائه محاضرة في لندن ورماه بحذائه. وحين حضور بريمر الذي عينه الرئيس الأميركي السابق جورج بوش حاكما مدنيا في العراق لدى غزوه عام 2003 إلى القاعة رقم 6 في مبنى مجلس العموم البريطاني في لندن الليلة الماضية حضرت مجموعة من العراقيين المحاضرة وبينما كان بريمر يلقي كلمته وقف له عدد منهم وأمطروه بوابل من الشتائم واصفين اياه بـquot;مجرم الحرب الاول في العراقquot;. ثم نهض شاب عراقي يدعى ياسر السامرائي فرمى بريمر بحذائه. قائلا quot; لدي رسالتان لك الاولى من الرئيس الشهيد صدام حسين والثانية من الشعب العراقي quot;.. وأضاف quot;هذان الحذاءان هما استحقاقك على اقل تقديرquot;.. ثم قام عراقي آخر قائلا quot;خسارة فيك هذا الحذاءquot;. وعلى الفور اقتادت الشرطة ياسر السامرائي إلى خارج القاعة مقيّدا فصاح موجها كلامه لبريمر quot; اللعنة عليك وعلى ديمقراطيتكم المزيفة.. لقد دمرتم بلدي ولن تفلتوا من فعلتكمquot;.
وبعد أن حققت الشرطة مع السامرائي اقتيد إلى خارج بناية البرلمان البريطاني حيث تم الافراج عنه بعد اخذ تعهد كامل منه بعدم الدخول إلى البرلمان مستقبلا. وقد اضطر منظمو المحاضرة إلى إلغاء المحاضرة واخراج بريمر من احدى البوابات الخلفية للبرلمان. ويتهم العراقيون بريمر بالمسؤولية عن حل الجيش العراقي واصدار قانون اجتثاث البعث وسرقة ملايين من ثروات العراق وتقييد البلاد بقوانين لا تزال مثار خلافات شديدة بين العراقيين.
نبذة عن بول بريمر
وبول بريمر من مواليد 1941 عينه الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش رئيسا للإدارة المدنية للإشراف على إعادة اعمار العراق في 6 ايار (مايو) عام 2003. قبل تعيينه في هذا المنصب كان بريمر يرأس شركة استشارية للأزمات، تابعة لشركة مارش وماكلينان، وهي شركة تقدم خدمات للشركات لمساعدتها على التعامل مع أو التعافي من أي أزمة قد تواجهها مثل الكوارث الطبيعية، واستعادة منتجاتها من الأسواق، والعنف في مكان العمل والإرهاب.
كان بريمر قد انضم إلى السلك الدبلوماسي الأميركي عام 1966، حيث كان مسؤولا سياسيا، واقتصاديا وتجاريا في سفارتي بلاده في أفغانستان ومالاوي. وفي الفترة بين عامي 1976و1979 كان نائب السفير والقائم بأعمال السفير في سفارة بلاده في أوسلو في النروج. كما تولى منصب المساعد التنفيذي والمساعد الخاص لستة من وزراء الخارجية الأميركيين. وعين الرئيس الأميركي الاسبق رونالد ريغان، بريمر سفيرا لبلاده في هولندا لمدة ثلاث سنوات منذ 1983.
وفي عام 1986 عين سفيرا في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون مكافحة الإرهاب، حيث كان مسؤولا عن تطوير وتنفيذ السياسات الدولية لمكافحة الإرهاب التي تتبعها الولايات المتحدة كما كان كبير مستشاري الرئيس ووزير الخارجية الأميركيين بشأن الإرهاب في الأعوام الثلاثة التالية.
وعقب 23 عاما قضاها في السلك الدبلوماسي انضم بريمر إلى شركة كيسينجر اسوشيتس، وهي شركة استشارات يرأسها وزير الخارجية الأميركي الاسبق هنري كيسنجر عام 1989. ويحمل بريمر شهادة بكالوريوس من جامعة ييل، وشهادة من معهد الدراسات السياسية التابع لجامعة باريس ودرجة ماجستير من كلية إدارة الأعمال في جامعة هارفارد.
وبريمر متهم رسميا بقضيتين، الأولى تتعلق بتصرفه بأموال صندوق تنمية العراق، فضلا عن اتهامه باختفاء 8 مليارات دولار والتي كانت من ضمن 50 مليارا زعمت الولايات المتحدة وقتها انها خصصتها لإقامة المشاريع في العراق، ورفضت اللجنة المالية في البرلمان العراقي كشف تفاصيل هذه القضية بعد تهديد أميركي.
وقد اصدر بول بريمر كتاباً تحدث فيه عن العام أثناء عمله في العراق واسم الكتاب (عام قضيته في العراق: النضال لبناءِ غدٍ مرجو) بالانكليزية: My year inIRAQ. وتحدث في جزء منه عن مراسلاته مع المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني.