في مباراة ودية جمعت الفريقين العراقي والسوري في بغداد، لوّح العراقيون بالأعلام العراقية والسورية وبصور بشار الأسد، إكرامًا لضيوفهم أولًا، ودعمًا لنظام يرون أنه يواجه quot;مؤامرة إرهابية دوليةquot;، واجهها العراق قبل ذلك.


لميس فرحات من بيروت: استضاف اتحاد لعبة كرة القدم الوطنية العراقية فريق سوريا على عشب بغداد الأخضر ، على وقع تشجيع عشرات الآلاف من العراقيين الذين يهتفون لمنتخبهم وللمنافس السوري أيضًا. واشتعلت المدرجات حماسة بالمشجعين عندما خرج الفريق السوري من غرفة الملابس، وعادت تنبض بالفرح والنشوة بعد أن سجل هدفًا في الشوط الثاني.

في الجناح الزجاجي المغلق، جلس بعض الوزراء وأعضاء البرلمان يشاهدون المباراة، فيما وقف في الصفوف الأمامية مشجعون يلوّحون بالأعلام السورية وصور الرئيس السوري بشار الأسد.

تعاطف عراقي

quot;العراق كان أيضًا عرضة للإرهابquot;، قال ياسر دنده (19 عامًا)، في إشارة إلى النقاط المشتركة بين بلاده وسوريا، التي يعتبر أن نظامها يواجه موجة من الإرهاب العارم وليس انتفاضة شعبية ضد الأسد. أضاف: quot;لهذا السبب نحن (العراقيون) متعاطفون مع سورياquot;.

يشار إلى أن عددًا من المسلحين الذين تدفقوا على العراق خلال الحرب الأهلية التي عصفت بها أتوا من سوريا، لكن سوريا تجد نفسها اليوم وسط أتون حرب أهلية دموية، فيما يقف الكثير من شيعة العراق مع الحكومة السورية، لأنها تحارب تمردًا يقوده السنة.

تجلت مشاعر الدعم هذه مساء الثلاثاء في هتافات المشجعين، الذين بدوا عازمين على الترحيب بالزوار أكثر من الهتاف للفريق المضيف، على الرغم من فوز العراق بنتيجة 2-1.

تخريب كهربائي

قبل بضعة أيام، رفعت الهيئة الإدارية لكرة القدم الدولية (فيفا) الحظر الذي فرضته سابقًا على المنافسة الدولية في بغداد، لكنها سمحت فقط بإقامة مباريات ودية في الوقت الراهن.

وهذا الحظر يعود إلى مخاوف الهيئة من العنف، وإلى قلقها من أن الشبكة الكهربائية الهشة في العراق لن تتحمل إضاءة الملعب لفترة كافية لإتمام المباريات.
لم تحدث أي مشاكل في تلك اليلة، وظل الحشد آمنًا في وجود الجنود المدججين بالسلاح ودوريات الشرطة بين الحشد والمدرعات التي أحاطت بالملعب، إضافة إلى طائرات هليكوبتر حلقت في سماء المنطقة.

لكن حدوث فشل كهربائي كان أمرًا لا مفر منه، إذ حدث عطل تقني في أحد أبراج الإضاءة خلال الشوط الثاني، أكد بعض المسؤولين أنه عمل تخريبي وليس عطلًا طارئًا في النظام الكهربائي. فالمباراة كانت أكثر من مجرد حدث رياضي بالنسبة إلى عبد القدار شامكي، المسؤول في اتحاد كرة القدم العراقي، الذي اعتبر أن quot;كرة القدم هي كل شيء بالنسبة إلى العراقquot;.

ضيافة رياضية

أشار شامكي إلى الحشد الذي يضم الآلاف من الناس والأعلام العراقية التي ترفرف قائلًا: quot;لا يمكن لأحد أن يعرف من هو السني أو الشيعي أو المسيحي في هذا الجمهور الغفير، فالجميع يهتف للعراقquot;.

وصدحت أصوات الجمهور أيضًا عندما هتف الجميع في وقت واحد: quot;السنة والشيعة أخوة!quot;

وقال العديد من العراقيين إن تشجيعهم الفريق السوري أتى تعبيرًا عن روح الضيافة العربية وواجب إكرام الضيف وليس الوقوف مع جانب ضد آخر في المعركة التي تستعر في سوريا.

وقال سامر ادعان (56 عامًا)، الذي يدير فريق كرة القدم التابع لضباط الشرطة في الدوري المحلي: quot;العراقيون لديهم روح رياضية، وعلينا رفع معنويات ضيوفناquot;.