فصلت الجبهة العراقية للحوار الوطني رئيسها صالح المطلك بعدما اتهمته بإبرام صفقات مع رئيس الوزراء نوري المالكي بشأن العودة إلى الحكومة، كما قطعت الجبهة علاقتها بنواب ووزراء آخرين.

في تطور مثير على الساحة السياسية العراقية، اعلنت قيادة الجبهة العراقية للحوار الوطني فصل رئيسها نائب رئيس الوزراء صالح المطلك من رئاستها واتهمته بالتخلي عن المشروع الوطني وعقد صفقات مع رئيس الوزراء نوري المالكي من خلال العودة الى الحكومة وحملته سلامة اعضاء المكتب السياسي للجبهة بعد تلقيهم تهديدات بالتصفية الجسدية منه.
وابلغ رئيس المكتب السياسي للجبهة علاء الجميلي quot;ايلافquot; في اتصال من بغداد ان هذه القرارات اتخذت خلال اجتماعات استثنائية لاعضاء المكتب على مدى اليومين الماضيين وانتهت الليلة الماضية بصدور قرارات بفصل المطلك من رئاسة الجبهة وإنهاء علاقة آخرين بينهم نواب ووزراء في الجبهة اضافة الى إجراء تغييرات في المكتب السياسي. وأكد أن أعضاء المكتب تلقوا تهديدات بالتصفية الجسدية من قبل المطلك، وحمل الجميلي، رئيس الجبهة المقال مسؤولية سلامة أعضاء المكتب.
وجاء في القرارات التي حصلت quot;ايلافquot; على نصها ان المكتب السياسي عقد اجتماعا استثائيا وذلك quot;لانحراف المطلك عن المشروع الوطني والقائمة العراقية والعودة الى الحكومة بعد ابرام صفقات مع نوري المالكي (رئيس الوزراء) هو والعائدين معه الى الحكومةquot; .. واوضح ان المكتب السياسي طلب منه ايقاف تعاونه مع المالكي quot;ولكنه قال ان هذه العودة ستوفر فوائد مالية عالية من عقود وزارة التربية التي تبلغ موازنتها للعام الحالي ملياري دولار بالاضافة الى عقود وزارتي الكهرباء والصناعةquot; وهي وزارات العراقية الثلاث التي عاد وزراؤها الى الحكومة.
واضافت quot;ان عودة المطلك ووزيري التربية محمد تميم والصناعة احمد الكربويل الى الحكومة quot;لم تجلب الا العار لهمquot; لان مطالب المتظاهرين لم تناقش اصلا quot;في اجتماع الحكومة الاخير الثلاثاء الماضي والذي عادوا اليه quot;وخاصة ما يتعلق بالغاء قوانين 4 ارهاب والمساءلة والعدالة لاجتثاث البعث والعفو العام والتوازن في مؤسسات الدولة والدرجات الخاصةquot;. وشددت على quot;ان تنظيمات وكوادر الجبهة تعاهد الشعب العراقي بالاستمرار في المشروع الوطني وعدم الانحراف عنه ولن تتخلى عن وحدة العراقquot;.
واشار المكتب السياسي في قراراته الى انه لتلك الاسباب quot;قرر اقالة المطلك من منصبه كرئيس للجبهة ويقوم المكتب السياسي بإدارة الجبهة لمدة ثلاثة اشهر ويمثلها في الاجتماعات الرسمية لائتلاف العراقية او اي اجتماعات اخرى الشيخ عماش الجحيشيquot;. كما تم تعيين عضو المكتب السياسي وعد الزوبعي رئيسا للكتلة البرلمانية للجبهة ضمن ائتلاف العراقية بدلا من العضو المفصول حيدر الملا.
وقرر المكتب السياسي ايضا فصل كل من اعضاء الجبهة الوزراء والنوا والاعضاء quot;محمد تميم وابراهيم مطلك وياسين مطلك وحمزة الكرطاني ونجم الحربي وصلاح الجبوري وسالم مطر العيساوي ومهند حسام الدين وياسين العبيدي اضافة الى المطلك والملاquot;. وقرر ابلاغ المفوضية العليا للانتخابات بهذه القرارات لشطب اسم المطلك من رئاسة كيان الجبهة وكذلك رفع صوره من الشوارع للدعاية لانتخابات مجالس المحافظات التي ستجري في العشرين من الشهر المقبل.
وقرر المكتب السياسي ابلاغ تنظيمات الجبهة quot;بأن كل من يتعاون مع المفصولين لانحرافهم عن المشروع الوطني سيفصل هو ايضاquot;. وحمل المكتب quot;المفصولين مسؤولية سلامة اعضائه بعد تلقيهم تهديدات بالتصفية الجسدية من قبل المطلك والملاquot; بحسب قوله.
وقرر المكتب السياسي كذلك تعيين عيد الفهداوي عضوا في المكتب السياسي بدلا من المفصول محمد تميم .. كما دعا قائمة quot;متحدونquot; برئاسة رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي ضمن ائتلاف العراقية الى عدم الخوض في حرب اعلامية quot;مع اشخاص يعرفهم الجميع بتخليهم عن الوطن والمواطنين والمشروع الوطني مقابل ثمن بخسquot; في إشارة الى المطلك والعائدين معه الى الحكومة.
ووقع القرارات اعضاء المكتب السياسي : علاء عبد الوهاب الجميلي رئيس المكتب السياسي والاعضاء وعد فالح الزوبعي ومثنى احمد الجواري واركان حميد السامرائي والشيخ عماش الجحيشي وعمر حميد الشيخلي.
وكانت قيادة جبهة الحوار الوطني قد انذرت الاسبوع الماضي رئيسها صالح المطلك 72 ساعة للتخلي عن اتفاقاته مع المالكي بالعودة الى حكومته مقابل الحصول على عدد من الوزارات الشاغرة، وأكدت أنها ستضطر الى إقالته من رئاستها بأغلبية الاصوات معتبرة أن هذه العودة ستنقذ حكومة المالكي من فقدانها النصاب القانوني وبالتالي تواصل اجتماعاتها وعملها. واشارت الى ان تغطية المطلك لعودته الى الحكومة بشرط مناقشتها مطالب المحتجين في محافظات غربية وشمالية غير مبررة، موضحاً أن هذه العودة ستنقذ حكومة المالكي من فقدانها النصاب القانوني لعقد اجتماعاتها ومواصلة عملها. واضافت quot;أن المالكي ضرب مطالب المتظاهرين عرض الحائط وتساءلت قائلة quot;ماذا قدم مجلس الوزراء ورئيسه المستبد الديكتاتور كما وصفه المطلك سابقًا؟ وماذا فعلت اللجنة الوزارية الخماسية لمتابعة تنفيذ مطالب المتظاهرين .. وماذا قدم المالكي للمحتجين خلال الـ 90 يوماً الماضية من عمر الاحتجاجات لكي يقدم لهم اليوم ما يطالبون به؟quot;.
يذكر أن اتفاقًا قد تم خلال اجتماع عقد في منزل المالكي قبل ايام بين رئيس الوزراء ونائبه صالح المطلك ورئيس الحركة الوطنية للاصلاح والتنمية (الحل) جمال الكربولي وعدد من قياديي الجانبين وقد توصل الى اتفاقات تقضي بعودة وزيري الحركتين الى عملهما في وزارتيهما اليوم الاحد وهما احمد الكربولي وزير الصناعة والمعادن من جبهة الحوار ووزير التربية محمد تميم من الحل، وكذلك التحاق نائب رئيس الوزراء صالح المطلك باجتماع الحكومة الاسبوعي الثلاثاء (الماضي)، خروجًا على قرار قائمته بمقاطعة الحكومة الذي كانت اتخذته مطلع العام الحالي تضامنًا مع مطالب المحتجين في محافظات غربية وشمالية منذ ثلاثة اشهر .
محضر اجتماع المكتب السياسي للجبهة العراقية للحوار الوطني