المغرب: أفادت وزارة العدل والحريات المغربية، اليوم الاثنين، بأن 111 مؤسسة حزبية ونقابية ومهنية ومدنية شاركت في الحوار الوطني لإصلاح القضاء الذي أطلقته في مايو/أيار الماضي بهدف بلورة ميثاق وطني لاستقلال السلطة القضائية.

وأوضحت الوزارة في بيان صحافي، وصل مراسل وكالة الأناضول للأنباء نسخة منه، أنها نظمت 11 مؤتمرا في 11 محافظة من إجمالي محافظات المغرب البالغ عددها 16.
ونوهت إلى أن quot;تلك المؤتمرات كانت فرصة مكنت جميع الفاعلين في منظومة العدالة من قضاة، وموظفي هيئة كتابة الضبط، ومحامين، إضافة إلى مؤسسات حكومية وأحزاب سياسية، وإدارات عمومية، وهيئات نقابية، ومنظمات المجتمع المدني، من مناقشة المواضيع والقضايا المرتبطة بتنظيم وسير منظموتنا القضائيةquot; بحسب البيان.
ولفتت أيضا إلى أن المؤتمرات واكبتها زيارات ميدانية للمحاكم تم من خلالها الاطلاع على وضعية المحاكم وسير العمل بها، إضافة إلى عقد جلسات عمل مع قضاتها وموظفيها وهيئات المحامين التابعين لها.
وأكد البيان نفسه على أن الهيئة العليا لإصلاح القضاء المشكلة من الوزارة تعكف حاليا على صياغة الخلاصات النهاية لتلك المؤتمرات، إضافة إلى التقارير الختامية لنحو 100 لقاء أقيمت بمختلف مناطق البلاد في سياق النقاش العمومي الدائر حول هذا الإصلاح.
وتعهدت الوزارة بالكشف عن توصيات الهيئة لإصلاح القضاء المغربي فور انتهاء أعمال هذه الهيئة، دون أن تحدد موعدا لذلك.
وعقد الهيئة اجتماعها الأول بالعاصمة المغربية الرباط يوم 28 مايو/أيار 2012، ونظمت آخر مؤتمر لها في مارس/آذار الماضي بالمدينة نفسها حول quot;الإعلام والقضاءquot;.
وشدد مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات المغربي، في تصريحات سابقة، على أن quot;الحوار الوطني حول إصلاح القضاء يأتي في في سياق الإصلاحات الهامة التي عرفها المغرب، والمصادقة على دستور جديد في الأول من تموز/يوليو 2011 الذي ارتقى بالقضاء إلى سلطة مستقلة عن السلطتين التشريعية والتنفيذية وكرس دور القضاء في حماية الحقوق والحرياتquot;.
وكان العاهل المغربي محمد السادس أعلن في 8 آيار/مايو الجاري انطلاق الحوار الوطني حول إصلاح القضاء، تحت إشراف هيئة استشارية تضم 40 عضوا برئاسة وزير العدل.
ويعتبر إصلاح القضاء وضمان استقلاليته بشكل فعلي أحد المطالب الرئيسية للاحتجاجات الشعبية التي عرفها المغرب في النصف الأول من عام 2011 قبل إقرار دستور جديد مطلع يوليو/حزيران من العام نفسه الذي اعترف بالقضاء كسلطة، لأول مرة في تاريخ البلاد.
وينص الفصل 107 من الدستور المغربي على أن quot;السلطة القضائية مستلقة عن السلطة التشريعية، وعن السلطة التنفيذيةquot;، وأن quot;الملك هو الضامن لاستقلال السلطة القضائيةquot;.