أعلن منتدى آنا ليند للحوار بين الثقافات إطلاق تحرك مستدام من أجل سوريا، من أجل تحضير المجتمع المدني السوري لما بعد الأزمة التي تعصف اليوم ببلده، وذلك في مؤتمر عقده بمرسيليا الفرنسية، حضره نحو 1300 مشارك من 44 بلدًا متوسطيًا.

بيروت: أنهى منتدى آنا ليند للحوار بين الثقافات حول المجتمع المدني في البحر الأبيض المتوسط أعماله الأحد الماضي في مرسيليا الفرنسية، معلنًا تحركًا مستدامًا من أجل سوريا، ومشددًا على أنه quot;لا يمكن أن نكون مواطنين من أجل المتوسط من دون أن نكون مواطنين من أجل سورياquot;، منبهًا إلى حاجة ماسة للتحرك من أجل تحضير المجتمع المدني للوضع عقب الأزمة، ومؤكدًا اعتزام المنتدى وضع برنامج خاص عن المجتمع المدني السوري.
كما أشارت توصيات المنتدى إلى التحول لعامل رئيس في إعادة إطلاق الشراكة المتوسطية، من خلال الشبكات المتعاونة مع مؤسسة آنا ليند عبر المتوسط، التي تدرك أهمية توفير تأشيرات موقتة لتيسير تنقل الناشطين الثقافيين الذين يعملون في إطار المتوسط عبر حدود الدول المتوسطية.
إلى ذلك، أعلن المنتدى انطلاق برنامج الأورو - متوسط للترجمة، وهدفه تقليص فجوة الفهم المشترك بين دول حوض المتوسط، وذلك من منطلق تعزيز كل جوانب الحوار بين الثقافات المتوسطية المختلفة، بين شمال المتوسط وجنوبه، والتغيير الاجتماعي ودعم التغطية الإعلامية بين الثقافات.
بعد جديد
وكان منتدى آنا ليند للحوار بين الثقافات التأم في مرسيليا بحضور نحو 1300 مشارك من 44 دولة مطلة على البحر الأبيض المتوسط، جامعًا للمرة الاولىقيادات شبابية وممثلين عن السلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني وبرلمانيين من هذه الدول، في إطار حواري واسع لمناقشة القضايا الملحة في حوض المتوسط، وسبل التعاون لتفعيل الشراكة الأوروبية المتوسطية، تحت شعار quot;مواطنون من أجل المتوسطquot;.
وبعد ثلاثة أيام من النقاشات في مرسيليا، دعا منتدى آنا ليند إلى دعم تعليم المواطنة التشاركية من خلال إصدار أول كتاب مدرسي بالمنطقة الأورو - متوسطية.
وقال أندريه أزولاي، رئيس مؤسسة آنا ليند للحوار بين الثقافات، إن المؤسسة سعت في هذا المنتدى إلى صياغة الشروط الضرورية لخطوة تاريخية من أجل الشعوب المتوسطية، تزامنًا مع انعقاد قمة رؤساء برلمانات الفضاء الأورو متوسطي، ونجحت في تعبئة الكوادر الناشطة في هذا السبيل، من خلال مشاركة ممثلي نحو 1200 منظمة غير حكومية من 44 بلدًا. ولفت إلى أن هذا التزامن مع القمة الأورومتوسطية أضاف بعدًا جديدًا لشعار quot;مواطنون من أجل المتوسطquot;.
تحولات غير مسبوقة
ورأى أزولاي أن ثمة حاجة ماسة لنقاش بنّاء حول جوانب التعقيد في الفضاء الأورومتوسطي الحافل بالوعود، quot;فالمنطقة المتوسطية تحتاجه الآن أكثر من أي وقت مضى، بالنظر إلى التحولات غير المسبوقة التي تعرفها ضفة جنوب المتوسط، في الوقت الذي تواجه فيه أوروبا أزمة اقتصادية واجتماعية أدى اتساع رقعتها وارتفاع حدتها إلى تعريض مصادر النمو للخطر وإلى إمكان تقويضهاquot;.
أضاف أزولاي في حديث صحفي: quot;قررت مؤسستنا إعطاء موعد جديد طموح لمتوسط يظل في أعيننا مسرحًا لكل الأشياء الممكنة، وأنا على يقين أن تاريخ منطقتنا سيكتب من الآن فصاعدًا على أساس متوسطي، استطاع منذ أكثر من عامين تحقيق الاستقرار، وستكون هذه المنطقة قادرة مستقبلًا على تحديد الأساس الأكثر صلابة وشرعية لشراكة أورومتوسطية تسود فيها قيم الحرية والتنوع، في ضفتي المتوسط على حد سواءquot;.
ولم ينفِ أزولاي وقوع المتوسط رهينة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقال: quot;لا وجود لمتوسط من دون فلسطين، فالمتوسط لا يقبل بإقصاء أي من شعوبه، كما هو حال الشعب الفلسطينيquot;.
أضاف: quot;يقوم مستقبل المتوسط على تعايش عادل وأخلاقي بين دولتين، حيث تسود قيم الحرية والكرامة والعدالة والسيادة للجميعquot;.
ولفت أزولاي إلى أن لا وجود لحرية إسرائيلية ليست مؤهلة لجميع الفلسطينيين، quot;فالقراءة المتبصرة والهادئة لهذه الحقيقة هي الخيط الناظم للمنتدى الأورو- متوسطي لمؤسسة آنا ليند للحوار بين الثقافاتquot;.
من أجل الحوار
وخلال المنتدى، أطلقت مؤسسة آنا ليند مبادرة laquo;دورك ndash; مواطنون من أجل الحوارquot;، الممولة من الاتحاد الأوروبي،لتنفذ خلال العامين المقبلين.
والمبادرة برنامج رائد يعمل على تنمية مهارات الحوار بين الثقافات لدى منظمات المجتمع المدني، وتم إطلاقه استجابة للصحوة العربية التاريخية. ويهدف إلى تطوير قدرات الفاعلين الأكثر ديناميكية والمنخرطين في الحوار بين الثقافات بتزويدهم بأدوات ومهارات الحوار والمشاركة.
وينفذ البرنامج على المستويين الوطني والإقليمي، مركزًا على مد جسور التواصل بين منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الرسمية والسلطات المحلية، مستعينًا بشبكة منظمات المجتمع المدني الوطنية لمؤسسة آنا ليند والحكومات الوطنية المعنية. كما يسعى إلى بناء القدرات والشراكات الإقليمية بين مبادرات المواطنين والجمعيات والمؤسسات، التي تتصدى لقضايا مشتركة تتعلق بالحوار بين الثقافات.
أما مهمة المبادرة فهي تزويد منظمات المجتمع المدني بالأدوات والمهارات اللازمة لتمكين الشباب من المشاركة المدنية، ونشر قيم المواطنة، والترويج لاستخدام الفن في تغيير المجتمع، مع ربطها بنظرائها في الدول العربية لتبادل الخبرات والتشاور ومشاركة التجارب الناجحة. وسينفذ برنامج quot;دورك - مواطنون من أجل الحوارquot; في الدول العربية الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط، أي في موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس ومصر والأردن ولبنان وفلسطين، وفي ليبيا بمجرد انضمامها للاتحاد.