لا يرى أحمد دراج، وكيل مؤسس حزب الدستور، أن الرئيس محمد مرسي هو حاكم مصر الفعلي إنما مرشد الجماعة هو من يحكم. وقال إن ضعف المعارضة وخلافاتها يقويان مركز الاخوان، داعيًا الشعب للصبر والاستمرار في الحراك حتى ينال ما يريد.

القاهرة: أكد الدكتور أحمد دراج، وكيل مؤسس حزب الدستور وعضو الجمعية الوطنية للتغيير، أن الدكتور محمد البرادعي لعب دورًا سلبيًا في مواجهة أزمات حزب الدستور، فهو يخاف دائمًا من السقوط، ولا يطمئن لمن يعارضه.
وقال دراج في حواره مع quot;إيلافquot; إن الرئيس محمد مرسي يفتقد إلى الحنكة السياسية للتصدي للأزمات التي تواجهها البلاد، وقراراته تخرج من مكتب الإرشاد، كما اعتبر نشوب حرب أهلية بين مؤيد ومعارض للإخوان تمثل ساعة الصفر لعودة الجيش لإدارة شؤون البلاد، quot;والبديل عندئذ تشكيل مجلس رئاسي لفترة انتقالية، يتم خلالها كتابة دستور جديد، وإجراء انتخابات برلمانية شفافة ونزيهةquot;.
وفي ما يأتي نص الحوار:
لماذا سقط حزب الدستور في فخ الخلافات والانقسامات وفشل في قيادة المعارضة؟
هناك جريمة ترتكب بحق هذا الحزب، فسبب ثورة شباب الحزب أنهم أرادوا تحقيق حلم الديمقراطية الحقيقية في مصر عن طريق حزب الدستور، وكان الشعار المرفوع دائمًا هو الشفافية، ولكن ما حدث أخيرًا هو أن الأمور تصاعدت وأحس الشباب بأن حلمهم يسرق منهم كما سُرقت الثورة المصرية. وملامح الأزمة بدأت في سيطرة شخصيات معينة على الحزب، سعوا لتعيين أقاربهم في مناصب ولجان الحزب، ما تسبب في انسحاب رموز الحزب الأساسيين، وبعضهم قدم استقالته احتجاجًا على ما يحدث. والأمل معقود على شباب الحزب في عملية التطهير، والتخلص من الشخصيات التي انضمت للحزب بحثًا عن الشهرة. لكن المشكلة أن الحزب اليوم بلا أسس، مما سيؤدي إلى انتخابات مشبوهة توصل قيادات لا تستحق القيادة، وتحول الحزب إلى حزب الشللية والعائلات.
البرادعي سلبي

أين الدكتور محمد البرادعي من الأزمات داخل الحزب؟
لا أحد يزايد على دور محمد البرادعي الوطني، فهو أحد الداعين للثورة على الرئيس المخلوع. لكن الواضح أن البرادعي ليست له قدرة على العمل الحزبي ومواجهة الخلافات، فمواقفه سلبية داخل الحزب، وهو فاشل في حل أي أزمة. لذلك أرى أن يبقى البرادعي رمزًا للحزب، لا رئيسًا له. فلديه خوف من السقوط، والخوف يؤدي في النهاية إلى السقوط، كما أنه لا يستريح لمن يختلف معه في الرأي.
ما السبب الحقيقي وراء استقالة الدكتور حسام عيسى من الحزب؟
هذه الاستقالة تكشف حقيقة ما يحدث داخل الحزب من انعدام للشفافية، ولكونه حزب الثورة الحقيقي وتراجع عن الأساس الذي بني عليه. فقد واجه أزمات كثيرة منها سعي شخصيات محددة لإعادة هيكلة الحزب وفقًا لمصلحتهم الشخصية، والاستقالة سوف تكون لها آثار سلبية كبيرة، وهناك مساعٍ ليتراجع الشباب عن الاستقالة، فالحزب ليس ملكًا لشخص معين.
هل ما يحدث في حزب الدستور دليل قوي على سقوط الأحزاب التي تقوم على الشخصيات؟
بعد الثورة، كانت لدينا مخاوف من قيام الأحزاب بهدف الصراع على المناصب، وهذا ما حدث في حزب الدستور. هناك أحزاب تسير على نفس الطريق، لكن هناك أزمة حقيقية في الأحزاب التي تعتمد على الشخصيات. والغريب أن تلك الأحزاب تعتمد على الشائعات كنوع من زرع الخلافات من جانب الذين يريدون السيطرة، وقد تعرضت للعديد من الشائعات، ولم يفعل البرادعي شيئًا.
تقية مرسي!
من كان وراء شائعة عمل البرادعي مستشارًا لرئيس دولة الإمارات؟
الإخوان، وتحديدًا عبد الرحمن الهواري، الذي قال أيضًا إنني حصلت على أربع مليارات دولار من الإمارات.
هل ترى أن جبهة الإنقاذ على وشك الانقسام والتفكك؟
الجبهة لن تنهار، حتى ولو خرج البعض منها. فسوف تستمر، ولو وصل الأمر لعدد قليل من الأشخاص أو الأحزاب. المهم أن تعدل الجبهة في رؤيتها لمعالجة القضايا السياسية والاقتصادية باستخدام وسائل الضغط في الوقت المناسب، لكي تعدل مسار السلطة الحالية الفاشلة، التي لا تستطيع إدارة محل كُشَري.
هل انخدع الثوار في تأييدهم للرئيس مرسي بالانتخابات الرئاسية؟
بالتأكيد، وثبت أن الثوار أناس طيبون للغاية، والإخوان ضحكوا علينا بأكاذيبهم، وكنا نعتقد أن الإخوان بعد الثورة سيتغيرون في الفكر. اتضح أن الجماعات المغلقة لا تتغيّر، والجماعة تفكر دائمًا بالطريقة الحلزونية، ومرسي خدع القوى الثورية، فلم نكن نعتقد أنهم سيديرون البلاد بهذه الطريقة. مرسي تعامل مع الثوار بطريقتين: أولى ناعمة عن طريق الوعود في اجتماعات الثوار، وثانية خشنة ظهرت بعد وصوله للحكم. ومن الواضح أن الرئيس اتبع مذهب التقية كما الشيعة، أي أظهر غير ما كان يبطن.

هل كان النظام السابق أكثر دراية وحنكة في التعامل مع الإخوان؟
هذه حقيقة كشفتها الأيام. فالرئيس المخلوع كانت لديه مصلحة مع الإخوان، ولو كان يريد مصلحة البلاد لكشف حقيقة الجماعة للشعب. عبدالناصر هو الوحيد الذي كشف مخططهم، لكن الناس تعاطفت معهم بسبب استخدام الجماعة المسجد للدعاية لفكرهم، فقلة الوعي عند العامة جعلتهم ينظرون إلى الاخوان كمجموعة اضطهدتها ثورة 1952.

الشعب سيختار المدني

هل تتحمل القوى المدنية مسؤولية فوضى السلطة؟
القوى المدنية مفككة بشكل كبير، لا تجتمع على رأي رشيد. يعتقد بعض رموز المعارضة أنه وصل إلى درجة الكمال في الأداء السياسي، وهذا غير صحيح. وإلى جانب انعدام التناغم في الآراء السياسية، نجد بعض القرارات تخرج بشكل فردي وعبر الإعلام، وهذا سبب حقيقي في عدم قدرة الجبهة على مواجهة الإخوان. فجبهة الإنقاذ تساعد الجماعة من دون أن تدري من خلال كثرة خلافاتها، وهو ما يسعد الإخوان، فهم لا يريدون معارضة قوية. جبهة الإنقاذ مطالبة بالعمل على أرض الواقع، والتلاحم مع الشعب، وحل أزماتها بعيدًا عن الفضائيات والبحث عن المجد الشخصي.
هل ابتعد الشعب عن جبهة الإنقاذ؟
أبدًا... فلو أجريت انتخابات نزيهة سوف تحقق الجبهة نتائج كبيرة وسط تراجع حقيقي للإخوان. وكنت من المؤيدين لخوض الجبهة الانتخابات لأن الفرصة مؤاتية. وللعلم الناخب لن يختار السلفي بديلًا للإخوان، لكنه سوف يختار المرشح المدني.
لكن مرسي وعد بانتخابات نزيهة؟
نزاهة الانتخابات لا تقتصر على الصندوق فقط، لكنّ هناك وسائل أخرى كتنقية الجداول الانتخابية. كما أن إباحة مجلس الشورى استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات تؤكد أننا نسير نحو الدولة الفاشية. وفي ظل عدم توافر الانتخابات النزيهة، انسحاب المعارضة من الانتخابات أفضل من إعطاء السلطة الشرعية. فالإخوان كانوا يشاركون في الانتخابات في عهد مبارك لتعلم التزوير.
بلا خبرة

حضرت جلسات الحوار بحضور مرسي قبل وصوله للحكم، فكيف تقيّمه؟
مرسي رجل طيب، لكنه لا يتمتع بأي حنكة سياسية أو قدرة على إدارة شؤون البلاد. وقد لا يعلم عن القرارات التي يصدرها إلا قبل نشرها فقط، ما يؤكد أن مكتب الإرشاد هو الذي يدير مصر.
أهو الغباء السياسي أم مصلحة تدفع الإخوان إلى تدمير مصر بهذه الطريقة؟
الجماعة لا تعمل لصالح مرسي لأنه لا يشغلها. لكنها تعتقد أنها سوف تدير مصر لخمسين سنة قادمة. الشعب لن يسمح بهذا الغباء، وسوف يسقط مرسي وجماعته بعد فترة الأربع سنوات، إذا أكملها.

هل فرق تسد هي سياسة الإخوان لتفتيت المعارضة، على خطى الحزب الوطني المنحل؟
بالتأكيد. يمارسون نفس الأسلوب لأنهم لا يريدون مشاركة مجتمعية في إدارة شؤون البلاد. ولكن يجب ألا نلوم الجماعة على ذلك، لأن المعارضة تساعدهم وتمكنهم من ذلك. يجب أن نلوم أنفسنا أولًا.

الصبر مفقود

هل لديكم أدلة ثابتة على أن النائب يعمل لصالح الجماعة لتصفية المعارضة؟
تمت السيطرة على السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية جميعًا، وأصبحت مصر بلا دولة، والنائب العام يعمل لصالح الرئيس، والدليل خرج من النيابة العامة نفسها باعتراف المستشار مصطفى خاطر النائب العام الأول. وهم يسعون لتفتيت جميع مؤسسات الدولة كالمخابرات والشرطة، ولولا تماسك الجيش لفعلوا به كما فعلوا بالمؤسسات الأخرى، من أجل تنفيذ مخطط أخونة الدولة، ويعتقدون أن ذلك سيمكنهم من الحكم لعشرات السنين.
لماذا فشلت دعوات العصيان المدني في إسقاط مرسي أو حتى زعزعته عن مواقفه السياسية؟
لأن المواطنين لا يتقنون فن الصبر. فلو أدرك المواطن أن استمراره في عصيانه لأيام سيحقق مطالبه لنجح العصيان. الأمر الآخر، يعيش المواطن صراعًا على لقمة العيش، وغيابه عن العمل يمثل تراجعًا في الراتب، وهو ما يمثل له مأزقًا كبيرًا، وبالتالي فشل العصيان. والإخوان يدركون ذلك جيدًا.
التبعية مستمرة

هل مرسي قادر على اعتقال رموز المعارضة، كالبرادعي وحمدين صباحي؟
أعتقده قادرًا على مثل هذه الخطوة، ولا يفكر في رد الفعل. وإذا طالبه مكتب الإرشاد بذلك فسوف ينفذ فورًا.
هل تمثل الولايات المتحدة غطاءً سياسيًا لمرسي؟
نحن لم نتخلَّ بعد عن التبعية للولايات المتحدة منذ عهد السادات، ولذلك لم تنبع قراراتنا السياسية يومًا من أنفسنا. وهناك معلومات تفيد أن الولايات المتحدة وعدت مرسي بإرسال قوات خاصة لتصفية المعارضة.
متى تتوقع تدخل الجيش لإدارة شؤون البلاد؟
الجيش لن يترك البلاد تنغمس في حرب أهلية. وأعتقد أن لحظة نشوب هذه الحرب ستكون ساعة الصفر للتدخل وإجبار الرئيس على ترك السلطة مثلما فعل مع مبارك. أما الآن، فالجيش لا يريد توريط نفسه في الأزمة السياسية.
مجلس رئاسي
ما البديل في حالة نزول الجيش؟
لا أعتقد أن الجيش يريد السلطة، ولذلك سيتم تشكيل مجلس رئاسي لإدارة البلاد لفترة انتقالية، يجرى خلالها تغيير للدستور وإجراء انتخابات برلمانية.
وسط الخلافات التي بين القوى المدنية، هل تعتقد أن يكون هناك اتفاق على أعضاء المجلس الرئاسي؟
لابد أن يكون هناك وئام سياسي، والجيش سيكون مشاركًا في المجلس الرئاسي. هناك شخصيات معتدلة غير حزبية، تريد الخير لمصر، وهي قادرة على إدارة دفة السفينة، والابحار بها إلى بر الأمان.