تطرّق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، خلال زيارته إلى بريطانيا، على هامش مشاركته في جنازة رئيسة الوزراء السابقة، مارغريت تاتشر، مع نظيره البريطاني دافيد كاميرون، إلى الملف السوري، وحثّ الجانب البريطاني على الاهتمام بالتدقيق في حقيقة نوايا الثوار السوريين قبل تزويدهم بالسلاح.


نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير، رفض الكشف عن هويته، قوله، إن نتانياهو طلب من كاميرون خلال لقائهما الأربعاء في لندن أن يلتزم أقصى درجات الحذر والحيطة بخصوص الإقدام على خطوة تسليح الثوار السوريين.

التدقيق قبل التسليح
وعلمت الصحيفة أن نتانياهو أخبر كاميرون بأنه نظرًا إلى وجود عناصر جهادية عالمية بين الثوار، كما هو معلوم، فإنه من الضروري التدقيق بعناية في حقيقة نوايا الجماعات الثورية المتمردة هناك، قبل الإقدام على تزويدها بالسلاح الذي تريده.

هذا والتقى نتانياهو مساء الأربعاء بدافيد كاميرون، وكذلك برئيس الوزراء الكندي، ستيفن هاربر، الذي قدم إلى بريطانيا هو الآخر لحضور مراسم جنازة تاتشر.

مباحثات هامشية
كما دخل نتانياهو في محادثات قصيرة، على هامش الجنازة، مع نظيره الإسباني، ماريانو راخوي، ونظيره المجري، فيكتور أوربان، ونظيره الإيطالي، ماريو مونتي، ونظيره البولندي، دونالد تاسك. وذلك في الوقت الذي تبذل فيه كل من فرنسا وبريطانيا جهودًا تهدف إلى رفع حظر الاتحاد الأوروبي الخاص بالأسلحة عن سوريا، والذي يعنى بوقف إرسال المساعدات العسكرية إلى الثوار السوريين.

وأشار مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إلى أن بلاده لا ترفض بشكل قاطع إقدام الدول الغربية على تسليح الثوار، لكن ما يخشونه هو أن يتم إرسال المساعدات الغربية على عجل، قبل أن يتم توضيح هوية الجهات التي ستتلقى تلك الأسلحة بشكل محدد.

ويؤكد الثوار، من جانبهم، أنهم سيواجهون صعوبات بالغة في سبيل إلحاق الهزيمة بقوات نظام الرئيس بشار الأسد، ما لم يتحصلوا على تلك الأسلحة من الخارج.

وما تخشاه إسرائيل هو أن تصل تلك الأسلحة في نهاية المطاف إلى أيدي جماعات ثورية، معروف ارتباطها بتنظيم القاعدة، قد تستخدمها في وقت لاحق ضد قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في مرتفعات الجولان أو ضد طائرات أميركية تكون على مقربة منهم.

وأعقبت الصحيفة العبرية بقولها إن هناك عددًا كبيرًا من الدول داخل الاتحاد الأوروبي، بقيادة ألمانيا والنمسا، يبدون اعتراضهم على فكرة تسليح الثوار السوريين.