تل ابيب: وافق حزب الليكود بزعامة بنيامين نتانياهو الاثنين على قرار رئيس الوزراء الاسرائيلي المفاجىء بتاليف قائمة انتخابية واحدة مع حزب وزير الخارجية افيغدور ليبرمان القومي المتشدد اسرائيل بيتنا.

وتمت الموافقة على هذا التحالف برفع الايدي من جانب 3700 مندوب في مؤتمر الليكود عقدوا اجتماعا عصر الاثنين في تل ابيب، وفق مراسل فرانس برس.

وقال نتانياهو امام اعضاء المؤتمر quot;في مواجهة التحديات المالية والامنية، نحتاج الى الوحدة والمسؤوليةquot;.

واضاف ان quot;توحيد المعسكر الوطني لقواه هو اليوم امر اساسي. لهذا السبب طلبت من ليبرمان ان يخوض الانتخابات مع الليكودquot;، اكبر احزاب اليمين الاسرائيلي، مشددا على ان الليكود سيظل مستقلا.

وحاول الوزير من دون حقيبة في الليكود ميكايل ايتان ان يفرض اقتراعا سريا في المؤتمر احتجاجا على التحالف الانتخابي مع اسرائيل بيتنا، لكن نتانياهو استخدم كل نفوذه للحؤول دون ذلك.

وصوت الكنيست الاسرائيلي على حل نفسه في منتصف تشرين الاول/اكتوبر ودعا الى انتخابات تشريعية مبكرة في 22 كانون الثاني/يناير 2013، اي قبل ثمانية اشهر من انتهاء ولايته التشريعية.

وطلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين من اعضاء حزبه الليكود الموافقة على قراره المفاجئ بخوض الانتخابات في قائمة مشتركة مع افيغدور ليبرمان وزير الخارجية الحالي وزعيم حزب quot;اسرائيل بيتناquot; القومي المتشدد.

ويشارك في التصويت، الذي سيكون بمثابة اختبار لاستراتيجية نتانياهو الانتخابية، المندوبون ال3700 في quot;مؤتمرquot; الليكود، الذي يبلغ عدد منتسبيه 70 الفا، والذي سيجتمع الاثنين اعتبارا من الساعة 18,00 (16,00 ت غ) في تل ابيب.

ولوحظ بعض الاستياء بين اعضاء الليكود، الحزب اليميني الرئيسي، لكن المعلقين يرون ان نتانياهو سيحصل على الضوء الاخضر من المؤتمر لتحالفه مع حزب ليبرمان.

وقد اضطر رئيس الوزراء الى التدخل شخصيا لضمان الحصول على هذه الموافقة الاثنين. والتقى مساء الاحد نوابا محليين وكوادر في الليكود لاقناعهم بقراره.

وفي رسالة حث نتانياهو اعضاء المؤتمر على quot;التصويت لان اسرائيل في حاجة الى ليكود قويquot; مؤكدا ان حزبه لا يمكن الا وان يحقق مكاسب من القائمة المشتركة في الانتخابات التشريعية المقررة في 22 كانون الثاني/يناير المقبل.

وكان الوزير بلا حقيبة مايكل ايتان العضو الوحيد في حكومة الليكود الذي تجرأ على ابداء معارضته علنا للتحالف الانتخابي مع اسرائيل بيتنا.

وقال ايتان في بيان quot;هذه المبادرة خطأ سيضر بالليكودquot;. وطالب بان يكون الاقتراع على دمج القائمتين في مؤتمر الليكود بالبطاقات السرية.

في المقابل يطالب نتانياهو بان يكون التصويت برفع الايدي وذلك خوفا من ان يحقق معارضو مبادرته، الذين يخشون تحديه صراحة، نسبة افضل بفضل سرية الاقتراع.

ولفرض التصويت السري يتعين على ايتان الحصول على تاييد عشر مجمل اعضاء المؤتمر. ويرى المعلقون ان فرصه ضئيلة في تحقيق هدفه بعد ان القى نتانياهو بكل ثقله في مواجهته.

من جهة ثانية تتراوح النسبة التي قد تحصل عليها القائمة المشتركة بين الليكود واسرائيل بيتنا بين 35 مقعدا، ما سيشكل نكسة قوية ويبرر انتقادات المعارضين، وبين 43 مقعدا ما سيشكل نجاحا نسبيا، حيث يملك الحزبان بالفعل في البرلمان الحالي 42 مقعدا (27 لليكود و15 لاسرائيل بيتنا).

ورغم ذلك تشير جميع استطلاعات الراي الى ان التحالف اليميني الحالي بقيادة بنيامين نتانياهو، المدعوم من تشكيلات دينية ويمينية متطرفة، سيفوز باغلبية 64 مقعدا على الاقل (من 120 مقعدا) امام كتلة وسطية ويسارية منقسمة بسبب خلافات ناجمة عن الانانية.

وحتى الان لم يقرر رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت خوض السباق رغم انه لم يستبعد ترشيح نفسه كموحد للمعارضة.

كذلك يحيط الغموض بموقف وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني. لكن استطلاعات الراي تشير الى ان ترشح اولمرت، الذي ما زال موضع دعوى قضائية تتهمه بالفساد، او ليفني، لن يغير كثيرا في الوضع.

وقد سبق ان اعلن زعيما المعارضة الاخران، شيلي ياشيموفيتش على راس حزب العمل الذي يتوقع فوزه بما بين 20 الى 23 مقعدا (مقابل 13 حاليا)، ويائير لابيد الصحافي السابق الذي انشا حزبا وسطيا علمانيا باسم quot;يش عتيدquot; (quot;هناك مستقبلquot; بالعبرية) والذي يتوقع حصوله على ما بين 9 الى 15 مقعدا، عزمهما على عدم التنازل لاولمرت او لليفني.

وكان البرلمان الاسرائيلي صوت على حل نفسه في 15 تشرين الاول/اكتوبر الحالي ودعا الى انتخابات مبكرة في 22 كانون الثاني/يناير المقبل قبل ثمانية اشهر من انتهاء ولايته التشريعية.