قال ناطق باسم معتقل غوانتانامو إن إدارة المعتقل ستواصل تغذية السجناء المُضربين عن الطعام بالقوة لمنعهم من الموت جوعًا، في وقت ارتفع عدد المُضربين ليصل إلى 97 معتقلًا من أصل 166 شخصًا في هذا السجن.
واشنطن: اتسعت حركة الاضراب الجمعة في معتقل غوانتانامو حيث يزداد عدد السجناء الذين تتم تغذيتهم بالقوة في اجراء تعتبره منظمات عديدة مخالفا لحقوق الانسان.
وقال الناطق باسم المعتقل اللفتنانت كولونيل صموئيل هاوس لوكالة فرانس برس quot;سنواصل العمل لمنعهم من الموت جوعاquot;.
وافادت ارقام تنشر يوميا وتشهد ارتفاعا مستمرا ان الاضراب اصبح يشمل 97 معتقلا من اصل 166 شخصا في هذا السجن.
ومن بين المعتقلين ال97 المضربين عن الطعام عدد قياسي يبلغ 19 معتقلا يتم اطعامهم بواسطة انابيب متصلة مباشرة بالمعدة عن طريق حاجز الانف، وفق اللفتنانت كولونيل هاوس. ومن بين هؤلاء المعتقلين ال19، نقل خمسة الى المستشفى لكنهم لم يكونوا معرضين quot;لخطر الموتquot; على حد قوله.
وهذه الحصيلة في ارتفاع مستمر منذ انطلق التحرك الاحتجاجي في السادس من شباط/فبراير، ومنذ البيانات الاولى التي قدمتها السلطات العسكرية وتحدثت فيها عن 9 مضربين عن الطعام في 11 اذار/مارس.
واضاف الناطق العسكري انه quot;يحق لهؤلاء المعتقلين الاحتجاج. لكن مهمتنا هي ان نؤمن لهم بيئة سليمة وانسانية وآمنة ولن نترك سجناءنا يموتون جوعاquot;.
ويأتي ذلك بينما تثير مسألة تغذية السجناء عنوة جدلا.
فقد اكدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي ارسلت مؤخرا فريقا الى غوانتانامو quot;انه موضوع خلاف مع الولايات المتحدةquot;.
وتمنع اللجنة الدولية للصليب الاحمر ومنظمات اخرى للدفاع عن حقوق الانسان هذه الوسيلة معتبرة انها quot;مخالفة للمعايير الاخلاقية المهنية والطبية المحددةquot; على المستوى الدولي.
وقال فنسنت لاكوبينو خبير الشؤون الطبية في منظمة هيومن رايتس ووتش انه quot;اذا عبر شخص سليم عقليا عن رغبته من الامتناع عن الحصول على الغذاء والماء، فمن الواجب للاخلاق للطاقم الطبي احترام رغبتهquot;.
واضاف الطبيب نفسه في تصريحات لصحيفة ميامي هيرالد quot;في هذا الاطار، تغذية شخص بالقوة لا يشكل انتهاكا اخلاقيا فحسب بل يمكن ان يعتبر تعذيبا او سوء معاملةquot;.
ووجهت الجمعية الطبية الاميركية الجمعة رسالة احتجاج الى الكونغرس اثارت ارتياح محامو المعتقلين اللذين يطالبون بنقل السجناء واغلاق المعتقل.
وقال المدير التنفيذي لمركز الدفاع عن الحقوق الدستورية فنسنت وارن quot;بتأكيدها معارضتها لتغذية المعتقلين بالقوة، وجهت الجمعية الطبية انتقادا حادا لرد ادارة (الرئيس الاميركي باراك) اوباما على هذا الاضراب عن الطعامquot;.
من جهته، قال المحامي عمر فرح من مركز الدفاع عن الحقوق الدستورية لفرانس برس ان quot;نظام الاطعام عنوة قاس جداquot;.
واضاف ان احد موكليه قال له انه تخلى عن اضراب عن الطعام في الماضي بعدما quot;تمت تغذيته عنوة الى درجة انه اصبح +ممتلئا+ لحد الاستفراغquot;.
واوضح استاذ العلوم الطبية ابايومي اكانجي لفرانس برس quot;من وجهة النظر الطبية هناك تقنية تمليها الظروف وليست مريحةquot;. واضاف quot;اذا كان هناك مريض لا يتعاون فيمكن ان تواجه الكثير من المشاكلquot;.
وتطبق السلطات العسكرية اجراءات جديدة لابلاغ المحامين عندما يتم quot;ربط (موكليهم) بالانابيبquot;.
وقال اللفتنانت كولونيل هاوس انه يرفض عبارة quot;التغذية عنوةquot; لانها تترك انطباعا بحديث عن quot;رسوم متحركةquot; يظهر فيها quot;افراد مكبلون يصرخون وفمهم مفتوح بينما يدفع الغذاء الى حلقهمquot;.
واضاف quot;في الواقع، الكثير من المعتقلين يضربون على ابواب زنزاناتهم ويطلبون تغذيتهمquot; والحصول على quot;المواذ الغذائية بانبوبquot;.
وتابع الضابط نفسه quot;انهم يضربون عن الطعام للتعبير عن مطلب لكنهم لا يريدون ان يموتواquot;.
ويؤكد محامو المعتقلين منذ البداية ان حوالى 130 رجلا يشاركون في هذا الاضراب عن الطعام الذي بدأ في شباط/فبراير الماضي بعدما تفتيش مصاحف بطريقة اعتبرها المعتقلون مسيئة للاسلام. كما يشدد هؤلاء المحامون على ان السبب الرئيسي للاضراب يبقى الاعتقال المستمر لسجناء غوانتانامو منذ 11 عاما من دون توجيه اتهام ولا محاكمة.
وقالت لورا بيتر من منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية ان quot;الاعتقالات غير الشرعية من دون محاكمة في غوانتانامو مستمرة منذ اكثر من عقد من دون اي حل في الافق، لذا من غير المفاجئ ان يشعر هؤلاء المعتقلون باليأسquot;.
واضافت في بيان ان ادارة اوباما quot;عليها ببساطة بذل المزيد من الجهود لانهاء هذه الممارسة غير الشرعية التي ستسبغ التاريخ الاميركي بوصمة سوداء الى الابدquot;.
واكد البيت الابيض الجمعة انه quot;يتابع عن كثبquot; الاضراب عن الطعام، مكررا quot;التزام الرئيس باراك اوباما اغلاق السجنquot;