فوجئ وفد من المعارضة السورية كان في زيارة إلى ألمانيا بالتحول الكبير في الموقف الألماني من إعانة المعارضة إلى التنسيق الأمني مع النظام، بحجة مراقبة الجهاديين الأوروبيين العائدين من سوريا إلى بلادهم.

لندن: فاجأ رفض ألمانيا تسليح الجيش الحر بأسلحة نوعية وفدًا من المعارضة السورية كان في زيارة إلى ألمانيا برئاسة عمار القربي، إذ اعتبره تراجعًا عن المواقف الألمانية السابقة ودعمًا للنظام السوري.
واستذكر القربي لـquot;ايلافquot; لقاءات المعارضين السوريين بمسؤولين ودبلوماسيين ألمان في بداية الثورة، وتحذيراتهم من أن دعم الاتحاد الاوروبي للرئيس السوري بشار الاسد سيزيد من شراسة النظام ووتيرة قتله للسوريين، ويفتح الباب أمامه لمحاولة تصوير ما يجري على أنه معركة ضد الارهاب.
وأسف القربي من حصول ما حذر منه السوريون، مع تأكيداتهم أن الاسد هو من فتح سجونه وأخرج اسلاميين محسوبين على جبهة النصرة ليختلط المشهد فيضرب الثورة.
تجاهل تنحي الأسد
حين أشار الوفد إلى نشر وسائل إعلام بريطانية شريط فيديو يؤكد استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية، وتصريحات مسؤولين غربيين تكشف هذا الاستخدام ، أعلن وزير خارجية المانيا غيدو فيسترفيلي أن بلاده لا تملك أدلة أو معلومات خاصة بها عن استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، طالبًا ممن يتحدثون عن امتلاكهم معطيات حول هذه المسألة اطلاع شركائهم عليها.
وفسترفيلي نفسه تجاهل، خلال مؤتمر أصدقاء سوريا الأخير في اسطنبول، مطالب تنحي الاسد، وتطرق الى عموم المشهد السياسي قائلًا: quot;إن سوريا الديمقراطية الجديدة يجب أن تصبح بلدًا تجد فيه جميع فصائل الشعب والأديان مكانًا لها، وعلى المعارضة السورية أن تنأى بنفسها عن القوى الارهابية والمتطرفةquot;.
وأشار إلى أن حكومة بلاده تساورها الشكوك عندما يتعلق الأمر بإمدادات السلاح، quot;فألمانيا قلقة من أن تصل هذه الأسلحة الى الأيدي الخطأ، وتحديدًا أيدي المتطرفينquot;.
تحول أوروبي
يتحدث القربي عن زيارة مسؤول أمني ألماني رفيع المستوى إلى دمشق أخيرًا، quot;فهذه الزيارة جزء من نشاط كبير تقوم به الاستخبارات الألمانية في سوريا، موازٍ لتعاون أوروبي أمني مع النظام السوريquot;.
وكشفت مصادر سورية، بحسب صحيفة الاخبار اللبنانية ، أن عددًا من الدول الأوروبية طلب قبل مدّة قصيرة من الأجهزة السورية لوائح بأسماء جهاديين أوروبيين وعرب يزورون أوروبا، بهدف اعتقالهم أو وضعهم تحت المراقبة، تحسّباً من تنفيذهم أعمالًا عدائية تجاه مصالح أوروبية.
لا بد أن هذا التعاون يريح النظام السوري. ويلفت القربي الى أن ابواق النظام تروج في كل مكان لنظرية تقول إنه في أكثر أوقاته راحة منذ بداية الأزمة حتى الآن، quot;خصوصًا أنه يلمس تحوّلًا كبيرًا في الموقف الأوروبي، إلى درجة أن بريطانيا وفرنسا لن تسلّحا المعارضة السورية بأسلحة فعّالة، مع نقل الملف السوري أوروبيًا إلى ألمانيا، وكفّ يد فرنسا عنهquot;.