أطلقت مؤسسة الملك خالد الخيرية في السعودية حملة لمكافحة العنف ضد المرأة، حملت شعار quot;وما خفي كان أعظمquot; وسط جدل شعبي دائم ومتجدد حول كل أمر يخص المرأة السعودية، هادفة المؤسسة إلى إصدار نظام للحد من الإيذاء.


الرياض: من جديد، تحل قضايا المرأة في السعودية مركزاً للجدال ليس بين جنسها، ولكن كما هو معتاد غالبا، الرجال هم الطرف الأكبر والأكثر والأعلى صوتا في تحديد مصير وحياة المرأة.
كل ذلك التجدد في الجدال كان مفاصل كثيرة في جسد quot;ديكتاتوريةquot; رجالية تحاول التصدي لحملة أطلقتها مؤسسة الملك خالد الخيرية، تهدف إلى مكافحة quot;العنف ضد المرأة السعوديةquot; بعد أيام من رفض أطياف شعبية سعودية عديدة لاتفاقية (سيداو) التي تقضي على التمييز ضد المرأة، رغم التحفظ الرسمي السعودي لبعض بنود تلك الاتفاقية العاليمة.
حملة مؤسسة الملك خالد الخيرية وجدت على الرغم من الجدال ترحيبا في أوساط بعض السعوديين والسعوديات، راصدين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعضا من حالات العنف التي عاشتها وتعيشها المرأة السعودية، خاصة من قبل العائلة ورجالها.
واظهرت حملة quot;وما خفي كان أعظمquot; عبر صورة إعلانية امرأة سعودية منقبة تظهر من تحت إحدى عينيها آثار ضرب وكدمات رغم ألوان المكياج التي لم تستطع إخفاءه، وكناية quot;ما خفي كان أعظمquot; جاءت واصفة لما يكون من تحت العباءة السوداء من آثار عنف.
وقالت المؤسسة عبر موقعها على الانترنت إن ظاهرة المعنّفات في السعودية أكبر بكثير مما هو ظاهر على السطح ومما هو متوقّع، فهي ظاهرة موجودة في الظلام، يمكن لكل من يعمل في الأجهزة الأمنية أن يعرف عنها، ويمكن كذلك لمن يعمل في المؤسسات الاجتماعية والمنظمات الخيرية أن يرى أجزاءً منها، ولكن لا أحد يعرف حجمها الحقيقي ولا مدى انتشارها الفعلي أو أسبابها الحقيقية أو آثارها الفعلية على المستوى الكلي.

نظام الحد من الإيذاء
الحملة السعودية الجديدة التي أطلقتها مؤسسة الملك خالد الخيرية، رافد آخر من أساس تعمل عليه المؤسسة وهو إصدار نظام لـquot;الحد من الإيذاء في المملكة العربية السعوديةquot; وهو دراسة شاملة أعدتها المؤسسة وتم رفعها لمجلس الوزراء السعودي لمناقشتها.
وتمخضت هذه الدراسة عن تنفيذ مشروع نظام متكامل للحد من العنف والإيذاء الأسري في المملكة، حيث احتوت على نظام حماية المرأة والطفل من الإيذاء وتنظيم للهيئة الوطنية لحماية المرأة والطفل من الإيذاء، كما حوت الدراسة عددًا من اللوائح التنفيذية والآليات التي تشتمل على خطوات عملية للتعامل مع حالات العنف والإيذاء الأسري.
وقد أقَّرت هيئة الخبراء في مجلس الوزراء المشروع، حيث شكلت الهيئة لجنة ضمت مختلف القطاعات ذات العلاقة، وعقدت العديد من الاجتماعات لدراسة مشروع النظام في ضوء ما ورد عليه من ملحوظات من أصحاب السمو والمعالي الوزراء، إلى أن أقرته، وأكدت الهيئة أنه سيتم تحويل المشروع إلى مجلس الشورى، قبل الرفع به إلى العاهل السعودي لاعتماده.

حقي .. كرامتي
وتتعدد في السعودية حملات فردية تهدف لحماية المرأة السعودية وتبيين حقوقها لها وللمجتمع الذكوري الغالب، إحدى هذه الحملات حملة quot;حقي كرامتيquot; وهي حملة تهدف توعية المرأة السعودية حول استعادة حقوقها في إطار يتماشى مع تعاليم quot;الإسلامquot; والعمل على رفع الوصاية عن المرأة ومعاملتها كامرأة راشدة عاقلة قادرة على اتخاذ القرارات في حياتها متى ما بلغت السن القانونية للرشد.
وتهدف كذلك إلى تحقيق آمال النساء نحو سن قانون للأحوال الشخصية يحفظ للمرأة السعودية حقوقها عند الزواج والطلاق وغيرها.

رفض اتفاقية (سيداو)
وكانت اتفاقية (سيداو) الهادفة إلى القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة وجدت رفضا quot;شعبياquot; كبيرا لها، مثَل ذلك صفوف رجالية متمسكة بعصا الرفض وإن كان لا يعلم عنها شيئا، بينما طالب بالقبول بها وغربلتها قليلا من طيف رأى أنها تحاكي ما تعانيه المرأة السعودية والعربية على وجه الخصوص في قضايا عديدة منها المساواة في العمل والحياة العامة، وحمايتها من العنف.
هذه الاتفاقية حملت في طياتها علاجا لبعض مشاكل المرأة السعودية، لكنها كانت نقطة النقاش الرجالي أكثر من فرع الموضوع الأساس وهن النساء اللاتي فضلن في غالبيتهن الصمت، في عرف سعودي أصيل أن الرجل يحمل كل آراء المرأة.