يدل قرار quot;بوظة بكداشquot; الدمشقية افتتاح فرع ثانٍ له في عمّان إلى تدهور الوضعين الأمني والاقتصادي بشكل خطر، ولاقى الفرع الأردني إقبالًا من اللاجئين السوريين مستعيدين مع الآيس كريم الشهيرة، التي كان يقصدها السيّاح في سوريا، طعم الحنين إلى الوطن.


للصراع في سوريا أوجه عدة، منه ما هو سياسي وما هو اقتصادي وما هو إنساني، وبالطبع لا يمكن إغفال حقيقة أن الحرب ألقت بظلالها على كثير من الجوانب الترفيهية، التي كانت بمثابة المتنفس المهم لكثير من المواطنين وأسرهم في مواجهة ضغوط الحياة. وربما كان الذهاب إلى محل quot;بكداشquot; الشهير المتخصص في منتجات الآيس كريم في العاصمة، دمشق، واحداً من أهم الأمور التي كان يفضلها كثيرون.

ونتيجة لاستمرار سوء الأوضاع في سوريا بشكل عام، قرر المسؤولون عن هذا المحل افتتاح فرع جديد في العاصمة الأردنية، عَمّان، حيث توجد أعداد كبيرة من السوريين هناك. وهو ما استرعى انتباه موقع quot;إن بي آرquot; على شبكة الانترنت، وحرص على تناول الصراع السوري من تلك الزاوية، التي قد تبدو بسيطة في نظر كثيرين، لكنها تحظى بأهمية خاصة، لاسيما مع استمرار الخسائر الناجمة من الصراع.

انعدام الأمن أضرّ الاقتصاد
فكثير من المراقبين نظروا بالفعل إلى ذلك باعتباره تأكيدًا على حقيقة افتقار البلاد لمعنى الأمن والأمان، وحقيقة استمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية المضرّة بالأساس.

ونقل الموقع في هذا الشأن عن الصحافي فهد الخيطان قوله: quot;هذا يعني أنه لا يوجد شعور بالأمن والأمان في دمشق، ما أجبر الشركة على نقل بعض عملياتها إلى الأردنquot;.

كما لفت إلى أن ذلك يعني وجود تباطؤ نسبي في النشاط الاقتصادي، لاسيما وأن هناك تقديرات تشير إلى انكماش الاقتصاد السوري بمعدل يزيد على النصف منذ بدء الانتفاضة قبل ما يزيد بقليل على عامين، في وقت بدأ يدرك فيه ملاك بكداش انتقال قاعدة العملاء، موضحًا أن الأعداد الغفيرة للسوريين في عمّان سوف تحتفي بهذا المحل.

بنكهة الحنين
ونوّه الموقع من جانبه بأن الأردن يستقبل لاجئين سوريين أكثر من أي دولة أخرى في المنطقة. وعقب افتتاح فرع بكداش في عَمّان، بادر السوريون والأردنيون، على حد سواء، بالتوجّه برفقة أطفالهم إلى هناك من أجل الاستمتاع بطعم الآيس كريم العربي التقليدي، وإن جاء بنكهة خاصة بالنسبة إلى المواطنين السوريين، حيث جاء ليذكرهم بثمة شيء افتقدوه في موطنهم الأصلي بسبب الحرب.

وقال نادل يعمل في المحل، يدعى نذير إدريس، 20 عاماً، إنه وصل إلى عمّان قبل 10 أيام، بعدما هرب من حي في ضواحي دمشق كان يتعرّض لقصف يومي من الطائرات السورية.

وأشار إلى أنه شعر بارتياح بسبب حصوله على وظيفة بشكل سريع، وتابع: quot;سوف أعود إلى بلادي مرة أخرى بعد أن يرحل بشارquot;. وأكد الزبائن من جانبهم أن التقاليد التي بدأها محل بكداش قبل أكثر من 100 عام سوف تستمر في عَمّان.

مستقبل غامض
غير أن الحقيقة أن المستقبل محاط بالغموض بالنسبة إلى الفرع الموجود في دمشق، في الوقت الذي دنت فيه الحرب من وسط العاصمة السورية، وتبدو الأوضاع هناك سيئة.

وأكد مدير فرع المحل الشهير في الأردن، ويدعى يعرب، أن المحل التاريخي الأصلي لا يزال يعمل في سوريا. وأضاف quot;زادت الأعمال هناك الآن، نظرًا إلى انتقال عدد كبير من اللاجئين إلى دمشق. لكن هناك ثمة مشكلة في سلسلة التوريد، حيث نواجه بالفعل العديد من الصعوبات في سبيل التحصل على المواد الخام الخاصة بالمنتجاتquot;.

سنتبرع للاجئين
وهي إشارة أخرى تدل على أن الحرب بدأت تغيّر الأوضاع بالعاصمة السورية. وأشار الموقع إلى أن مكونات الآيس كريم الشهيرة، وهي الحليب كامل الدسم والسكر وماء الورد والصمغ العربي، يتم إنتاجها خارج العاصمة المحَاصَرة، حيث يتم تحضيرها في مجموعة من المزارع، التي تخضع في الوقت الراهن لسيطرة الثوار.

وعاود مدير فرع عَمّان ليؤكد أنه في حالة نجاح ذلك الفرع في الأردن، فإنهم كإدارة سيفكرون في إمكانية التبرّع ببعض الأرباح للمساهمة في دعم اللاجئين السوريين.