انتقد مواطنون اماراتيون ومقيمون قرار هيئة الطرق والمواصلات التي أقرت تطبيق مشروع التعرفة المرورية سالك على نفق المطار وجسر الممزر، ورأى هؤلاء أن القرار لم يمنع الأزدحام ومرهق مادياً.

دبي: أكد مواطنون إماراتيون ومقيمون (من سكان إمارة الشارقة وموظفون في إمارة دبي) أن قرار هيئة الطرق والمواصلات بدبي بتطبيق المرحلة الثالثة من مشروع التعرفة المرورية quot;سالكquot; على نفق المطار، وجسر الممزر، وتشغيل بوابتين في تلك المناطق، الواقعة عند مخارج إمارة الشارقة عبر شارع الاتحاد ومناطق النهدة والقصيص، أرهقهم مالياً وأثقل كاهلهم بأعباء مادية كبيرة تضاف إلى الأعباء الحياتية التي كانوا يعانون منها قبل تشغيل البوابتين الجديدتين لسالك بداية من يوم 15 أبريل 2013 على الطرق الرئيسية الواصلة بين الشارقة ودبي.
وقالوا لـquot;إيلافquot; إن تكلفة العبور من بوابات سالك ذهابًا وإياباً من شارع الاتحاد عند مخرج الشارقة مباشرة إلى شارع الشيخ زايد تصل إلى 24 درهمًا في المرة الواحدة، أي أنه إذا رغب الموظف في استخدام سيارته للذهاب من مسكنه في الشارقة إلى مقر عمله في شارع الشيخ زايد والعودة منه، فإن رحلته اليومية المباشرة هذه دون التحرك إلى قضاء احتياجات يومية أخرى تتطلب منه سداد 24 درهمًا يوميًا نظير استخدامه بوابات سالك سواء كانت تلك البوابات (الممزر- جسر القرهود أو جسر آل مكتوم- الصفا أو البرشاء). أو بوابات (نفق المطار- جسر القرهود أو جسر آل مكتوم- الصفا أو البرشاء)، والعكس.
وأضافوا أن تشغيل بوابتي نفق المطار وجسر الممزر في دبي لم يخفف من الازدحام المروري المتكرر في شارع الاتحاد الرابط بين الشارقة ودبي، بل زاد من ازدحام كل الطرق الأخرى الواصلة بين الإمارتين.
البحث عن طرق بديلة مضيعة كبيرة للوقت والجهد
قال علي حميد إنه من سكان النهدة بإمارة الشارقة وإنه يتحرك في هذه المنطقة هو وأسرته عدة مرات في اليوم ذهابًا وإيابًا من النهدة الى دبي والشارقة وغيرها لقضاء حوائجهم.
مضيفًا quot;من غير المعقول أن ندفع أكثر من ثلاثين درهماً في اليوم الواحد للتحرك ذهاباً وإيابًا.. كما أن البديل الوحيد لذلك هو الإلتفاف بعيدًا عبر منطقة القصيص، والذي أصبح أمراً لا يطاق ومضيعة كبيرة للوقت.. من الواضح أنه قرار عشوائي، ولم تسبقه دراسة وافية .. فضلاً عن أننا لم نحس بأي تغيير من حيث استمرار الازدحامquot;.
وأشار حميد إلى أن quot;الذهاب والعودة عدة مرات بين الشارقة ودبي يوميًا يعني انفاق 100 درهم على الأقل في اليوم الواحد، وهو ما يعد عبئًا ماليًا كبيرًا علينا، اضافة إلى اعباء الحياةمن فواتير كهرباء ومياه وغرامات مرور ومصروفات اصدار وتجديد بطاقات هوية وجوازات سفر وغيرها من مصروفات وتكاليف الحياةquot;.
إعفاء الإماراتيين من رسوم سالك
وقال عبدالله مطر إنه quot;من المفترض أن يتم إعفاء المواطنين الإماراتيين من دفع رسوم سالك، وأن يكون عبور سياراتهم من تلك البوابات مجاناً، أو أن يتم طرح بطاقات سالك للمواطنين فئة 300 درهم تستخدم على مدار عام كامل بصرف النظر عن عدد مرات العبور من بوابات سالك المختلفة، ويقوم المواطن بتركيب تلك البطاقة في سيارته ولا يتم تجديدها إلا مرة واحدة كل عامquot;. موضحًا أن quot;الازدحام الذي تشهده شوارع الشارقة ودبي لا يكون سببه المواطنين، لأن عددنا قليل مقارنة بأعداد الوافدين إلى الدولة والمقيمين فيهاquot;.
وأضاف أن تركيب بوابتي سالك quot;الممزرquot;، وquot;نفق المطارquot; عند مداخل الشارقة جعل بعض سائقي المركبات يبحثون عن مناطق سير بديلة بعيدًا عن مناطق البوابات، ما أدى إلى ازدحام شديد في كل الشوارع البديلة التي تحتاج الى وقت طويل للوصول اليها والخروج منها إلى الأماكن التي يقصدها كل شخص، كما أنه لم يخفف من الازدحام الذي ما زال موجودًا في الطرق التي تم فيها تركيب تلك البوابات.
الانتقال إلى مساكن أخرى
وأوضح عمر السيد أن تركيب بوابات سالك الجديدة جعل عدداً من الناس يلجأون إلى تغيير محل إقامتهم والانتقال إلى منطقة مويلح في الشارقة والمناطق القريبة من من الشوارع التي لا توجد عليها بوابات سالك مثل شارع الشيخ محمد بن زايد (الإمارات سابقا)، وشارع الإمارات (دبي العابر سابقًا)، وذلك من أجل تجنب المرور عبر البوابتين الجديدتين حال التنقل بين دبي والشارقة. لافتًا إلى أن الازدحام كان موجوداً أصلاً على هذين الشارعين من قبل. وبالتالي سيزداد الازدحام أكثر وأكثر الآن على هذين الشارعين بعد تركيب بوابات سالك الجديدة، ما يعني أن تشغيل تلك البوابات لم يقدم أي حل جديد لمشاكل الازدحام في الشوارع الواصلة بين الشارقة ودبي بل زاد أعباء مالية وإرهاقاً وتعباً آخر على كاهل السكان والموظفين الذين يتنقلون يوميًا بين الإمارتين.
تخفيض الرسوم
وطالب السيد أن يتم تخفيض رسوم العبور في تلك البوابات إلى درهمين بدلاً من أربعة دراهم للمرة الواحدة، وأن يتم احتساب العبور من بوابتين متتاليتين في غضون نصف ساعة كعبور واحد فقط، أي يتم احتسابه كعبور واحد فقط بتكلفة درهمين فقط بدلاً من 8 دراهم.
وقال quot;بوعبداللهquot; إن quot;سالك ليس الغرض منه تخفيف الازدحام، لأنه لو تم تخفيف الازدحام في الشارع الذي توضع عليه البوابة يزيد الازدحام في شارع ثانٍ، بما يعني أن الناس ما بتروح على شغلها من الطريق المنتظم المعتادين عليه أو عبر اقصر الطرق.. لازم بتروح بس عبر استخدام طرق بديلة، التي هي أصلاً مزدحمة.. إذا هم صدق يبون يخفون الازدحام هناك مليون حل غير سالك، وخاصة على شارع الاتحاد الرابط بين الشارقة ودبي.. الحين الزحمة بتزيد في القصيص ومناطق الصناعية في الشارقة وغيرها.. إذن سالك لم يحل المشكلة.. فأنت مخير بين خيارين كلاهما صعب، إما أن تدفع كثيراً وتمر عبر سالك، وإما أن تعاني وقتًا طويلاً وتبذل جهدًا مضاعفًا في البحث عن مخرج آخر وطرق بديلة لا توجد فيها بوابات سالكquot;.
تغيير محل السكن أهو الحل؟
وأشارت شيرين عوني من سكان الشارقة وتعمل موظفة في احدى الشركات بشارع الشيخ زايد في دبي إلى أنها تضطر يومياً إلى دفع 24 درهماً كرسوم عبور لبوابات سالك المختلفة. موضحة أنه عند مرورها من الشارقة لدبي من بوابة جسر الممزر يتم خصم 4 دراهم من بطاقة سالك، ويليها خصم 4 دراهم ثانية من بوابة جسر القرهود، رغم أن المسافة بين البوابتين لا تزيد عن 5 دقائق، يليها خصم 4 دراهم أخرى في بوابة الصفا على شارع الشيخ زايد. أي أن عليها إنفاق 12 درهماً عند ذهابها للعمل وكذلك يلزم عليها سداد 12 درهمًا أخرى عن عودتها من نفس الطريق إلى مسكنها بالشارقة. أي 24 درهماً يوميًا، كون طبيعة عملها تضطرها إلى الذهاب مرتين بين الشارقة ودبي صباحًا وعصراً، مبينة أنها كانت تعود سابقاً إلى منزلها خلال استراحة العمل التي كانت ساعتين بين الواحدة والثالثة عصراً، ولكنها لم تعد ترجع إلى الشارقة في وقت الاستراحة بسبب سالك. وأضافت أنها تفكر جدياً الآن في تغيير محل سكنها إلى مكان آخر بعيدًا عن بوابات سالك.
ولفتت هدى يونس إلى أن الازدحام الذي نتج عن تحويل القادمين والذاهبين لطريقهم نحو ومن دبي شمل منطقة القصيص في دبي وامتد إلى المناطق الصناعية في الشارقة، وأصبحت معظم الطرقات في القصيص مزدحمة جداً في ساعة الذروة الصباحية من السادسة حتى التاسعة، والمسائية ما بين الخامسة والسابعة أي موعد انتهاء الدوام تقريبًا. كما يشهد شارع دمشق في منطقة القصيص ازدحاماً شديدًا في تلك الفترة. وكذلك يشهد شارعا الشيخ محمد بن زايد والإمارات ازدحامًا شديدًا عند الصباح، حيث تحولت السيارات والمركبات الأخرى من شارعي الاتحاد وبيروت إلى شارع الشيخ محمد بن زايد (الإمارات سابقًا) وشارع الإمارات (دبي العابر سابقًا).