قررت السلطات البحرينية رسمياً اتخاذ اجراءات دبلوماسية ضد السفير الأميركي في المنامة بسبب تدخلاته غير المقبولة في شؤونها الخاصة، وذلك استجابة لاقتراح من مجلس النواب، بعد موجة من الغضب بفعل تصرفات وتصريحات غير مقبولة من السفير المُتهم بالعمل لصالح quot;إيرانquot;.

المنامة: لم تعد السلطات البحرينية تحتمل تدخلات السفير الأميركي في المنامة بشؤونها الداخلية، وقررت اتخاذ quot;اجراءات دبلوماسيةquot; ضده لوقف تلك التدخلات، على ما أكدت المتحدثة الرسمية باسم الحكومة سميرة بن رجب، فيما يتواصل مسلسل الغضب من السفير الذي يبدو أنه تخطى حدوده.

ونقلت وكالة أنباء البحرين عن المتحدثة الرسمية باسم الحكومة سميرة بن رجب أن quot;مجلس الوزراء وافق على الاقتراح المقدم من مجلس النواب بشأن قيام الحكومة بوقف تدخلات السفير الاميركي توماس كراجيسكي في الشأن المحلي البحرينيquot;.

واشارت الى أن هذه الاجراءات تهدف ايضًا الى quot;وقف لقاءاته المتكررة مع مثيري الفتنة في البحرينquot;، الا أن بن رجب اكدت أن quot;الاجراءات الدبلوماسية التي تعتزم البحرين اتخاذها ليس من ضمنها ابعاد السفيرquot;، مشددة على أن quot;البحرين ستلتزم بالاتفاقيات الدولية في التعامل مع السفير الاميركيquot;.

ولم تكشف المتحدثة باسم الحكومة البحرينية عن اللقاءات التي أجراها السفير الأميركي بمن أسمتهم quot;مثيري الفتنةquot;، كما لم يصدر تعقيب من الجانب الأميركي حتى الآن على تلك التصريحات.

يأتي هذا بعد أسبوع من إشادة وزير الخارجية البحريني خالد آل خليفة خلال زيارته لواشنطن في 29 إبريل الماضي بالدور quot;الأساسي والهام الذي تقوم به أميركا في الدفاع عن المنطقة وحفظ أمنها واستقرارها ضد أي تهديد كانquot;.

وجاءت إشادة وزير الخارجية البحريني بالدور الأميركي بعد نحو أسبوع من بيان لخارجية البحرين صدر في 23 إبريل الماضي أعربت فيه عن استيائها حيال التقرير الذي أصدرته وزارة الخارجية الأميركية في 19 أبريل 2013 حول حقوق الإنسان في البحرين.

واعتبرت أن التقرير يفتقر إلى quot;الموضوعية والحياديةquot;، وأغفل quot;ما حققته البحرين من تقدم في مجال صون وتعزيز حقوق الإنسانquot;.

كما أصدرت الحكومة البحرينية بيانًا آخر في 24 إبريل الماضي، أكدت فيه أنها quot;ترفض رفضاً تامًاquot; تقرير الخارجية الأميركية، معربة عن استيائها من التقرير الذي وصفته بالـ quot;منحاز واللا موضوعيquot;.

واتهم تقرير الخارجية الأميركية حول حقوق الإنسان في البحرين لعام 2012، المنامة بارتكاب انتهاكات quot;خطيرةquot; لحقوق الإنسان، بينها التعذيب بحق معتقلين، وquot;غياب الإجراءات القانونية الواجبة في محاكمات النشطاء السياسيين ونشطاء حقوق الإنسانquot;.

وقال التقرير: إن هناك quot;مشاكل خطيرة لحقوق الإنسانquot; من بينها quot;عدم قدرة المواطنين على تغيير حكومتهم بطريقة سلمية، وإلقاء القبض على متظاهرين واعتقالهم بتهم غامضةquot;.

وفضلاً عن تقرير الخارجية الأميركية quot;المنحازquot; الذي لعب السفير دوراً أساسياً فيه،فإنه متهم كذلك بعقد لقاءات متكررة مع عدد من رموز المعارضة البحرينية ومنهم من تعتبرهم السلطات البحرينية quot;مثيري فتنةquot;.

وتعرض السفير كراجيسكي لانتقادات لاذعة مؤخراً من أعضاء في مجلس النواب، إذ استنكروا خلال احدى الجلسات لما ورد من معلومات وصفوها بغير موضوعية في تقرير وزارة الخارجية الأميركية والموقف المنحاز للسفير في مملكة البحرين، وتحفظت المداخلات النيابية بشدة على التقرير الذي وصفه النواب بالتقرير السياسي وغير الموضوعي والمنحاز ضد المملكة.

وأكد الأعضاء أن مجلس النواب لن يصمت عن سياسة الابتزاز التي تحاول بعض الأطراف إقحام المملكة فيها عبر إصدار تقارير مستقاة من جهات تحمل توجهات وأهداف جهات تقف ضد مصالح المملكة وأمنها واستقرارها، بحسب ما ورد في المداخلات.

وقال النائب حسن الدوسري إن quot;هناك حرباً على البحرين يقودها السفير الأميركي ونحن كمجلس يمثل الشعب لا نوافق ولن نوافق أن تستخدم في هذه الحرب أدوات منها الاتحاد الأوروبي والمنظمات مدفوعة الثمن، وهو يستهدف جميع دول الخليج ولا يمكن السكوت على ذلكquot;، وأضاف: quot;هذا السفير تجاوز كل الخطوط فهو الذي يدير الحوار ويوزع الرسائل والتوصيات باللغة الانكليزيةquot;.

أما عبدالحليم مراد رئيس كتلة الأصالة الإسلامية فوصف السفير الأميركي في البحرين بالـquot;خطر على الأمن القومي البحريني والخليجيquot;، مشيرًا إلى أن البحرينيين شعروا أنه عضو في جمعية الوفاق أو سفير لطهران وليس لأميركا.

وقال مراد تعقيباً على حوار صحافي للسفير الأميركي، مع احدى الصحف إن الحوار خطير جداً وكشف بجلاء خطورة هذا الرجل على الأمن القومي للبحرين خاصة ومجلس التعاون عامة، مشيراً إلى أنه quot;خرج عن اللياقة الدبلوماسية المعهودة في عمل السفراء وانحاز بشكل سافر للتنظيمات الموالية لإيران في البحرين والعراق ودافع عن نوري المالكي وكأنّه محامٍ عنهquot;.

كما وانتقد مراد بشدة الجهات الرسمية ووزارة الخارجية البحرينية، وقال: quot;هي لم تستمع لنداءاتنا التي وجهناها لها قبل تعيين هذا الرجل سفيراً ببلادنا، حيث طالبنا الدولة بالطلب من واشنطن اختيار شخص آخر مكانه، لعلمنا بموقفه المشين من هندسة النظام العراقي وتمكين التنظيمات الموالية لإيران من السيطرة على العراق، ولهذا نتيجة تقاعس الدولة نجد الآن هذا الرجل يتدخل في شؤوننا وينحاز للتابعين لطهران ويضغط على البلد ويهددها كأنها ولاية تابعة لهquot;.

وكان كراجيسكي نفسه قد نفى العام الماضي أيّة مساعٍ أميركية للتدخل في الشأن البحريني، وقال :quot;إن الولايات المتحدة لديها مع البحرين شراكة قديمة إذ تمتد لأكثر من 100 عام، وأمن البحرين جزء من الأمن الاستراتيجي للمنطقةquot;.

ورداً على الاتهامات التي وُجّهت له في ما يتعلق بدوره السلبي في العراق قبل تعيينه سفيراً في المنامة، فقال: quot;كل ما قيل بشأن ما قمت به في العراق هو مفبرك تماماً، وأنا عملت مع الأكراد في شمال العراق ومع ممثلي الأمم المتحدة في محاولة لحل الحدود بين كردستان العراق والحكومة في بغداد، وخصوصاً في ما يتعلق بمشكلة كركوكquot;.