بروكسل: بدأ البرلمان الأوروبي اليوم مؤتمرا يهدف إلى مناقشة مفهوم الإسلام السياسي وارتباط الديمقراطية والإسلام بجانب بحث علاقات أوروبا مع الأحزاب الإسلامية الحاكمة في مصر وتونس والمغرب.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي إلمار بروك في افتتاح المؤتمر إن الأحزاب الإسلامية برزت كأقوى المتنافسين السياسيين على السلطة في انتخابات عام 2012 لاسيما في الدول العربية الثلاث.

وأضاف أن الأحزاب السياسية الإسلامية quot;من المرجح أن تحقق نتائج جيدة في الانتخابات المقبلة في دول أخرى أيضاquot;.

وشدد على حاجة الاتحاد الأوروبي القوية إلى إعادة النظر في علاقاته مع دول الجوار الجنوبي وتأسيس حلقة ربط لإرساء الديمقراطية في ظل وجود حكم إسلامي.

من جانبه قال السكرتير العام التنفيذي في خدمة العمل الخارجي للاتحاد الأوروبي بيير فيمونت إن هناك حاجة لشرح مفهوم الإسلام السياسي أمام الغربيين.

وقال quot;علينا طرح الأسئلة وتبادل الآراء واستعراض تجربتنا الخاصة وإجراء حوار مثمرquot; مؤكدا دعم الاتحاد الأوروبي للتحول الديمقراطي في دول الربيع العربي.

بدوره أشاد عبد الموجود الدرديري النائب البرلماني والمتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي لها الرئيس المصري محمد مرسي بتحرك أوروبا نحو إعادة التفكير في علاقاتها مع دول الجوار الجنوبي.

وأضاف quot;مفهوم الجوار مهم للغاية في الثقافة العربية الإسلاميةquot; لكنه دان توجه الغرب نحو إرساء quot;عقلية معقدة دونيةquot; في العالم العربي المسلم وquot;عقدة تفوقquot; في عقول الغربيين.

ودعا الدرديري الى بدء quot;يوم جديد وانتهاج طرق جديدة في التفكيرquot; من كلا الجانبين.

وأكد النائب المصري أن quot;الأصوات المعتدلة في العالم العربي وأوروبا يمكن أن تفعل الكثير معاquot; مضيفا أن مصطلحا جديدا يسمى quot;الديمقراطيين المسلمينquot; آخذ في الظهور في بلاده.

دعا الدرديري الأوروبيين إلى المساعدة في الإصلاحات وإصلاح المؤسسات لمكافحة الفساد في مصر مشيرا الى quot;اننا لا نطلب صدقة ولكن شراكة متكافئة.quot; من جانبه أشار المستشار البارز بجماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة في مصر جهاد الحداد إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يدعو فيها البرلمان الأوروبي ممثلا لجماعة الإخوان على الرغم من أن العديد من الأحزاب السياسية الأخرى من مصر تلقت دعوات من البرلمان الأوروبي.

وأضاف quot;لقد عانى الإخوان المسلمون من حملة تشويه واسعة لأكثر من خمسة عقود داخل مصر وخارجها أيضاquot; مضيفا أن هناك quot;قدرا هائلا من التضليلquot; حول جماعته في الغرب.

ودعا إلى quot;ضرورة إعادة بناء جسور الثقةquot; وفصل quot;الحقائق عن التلفيقquot; فيما حث البرلمان الأوروبي على عدم تصديق ما ينشر في وسائل الإعلام حول التطورات في مصر.

وأشار إلى أن الانتخابات البرلمانية ربما تجرى في مصر خلال شهري سبتمبر وأكتوبر من العام الجاري.

من جانبه قال وزير الاتصال المتحدث الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي إنه بلاده اختارت مسارا ثالثا يتمثل في إجراء الإصلاحات الضرورية دون أن تفقد الاستقرار بعد اندلاع الربيع العربي مؤكدا quot;لقد قدمنا نموذجا فريدا للغاية في المنطقةquot;.

كما تحدث الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني في الحكومة المغربية الحبيب الشوباني حول التغيير الديمقراطي السلمي في بلاده مشيرا إلى أن النظام الملكي كان عاملا في تسهيل هذه العملية.

وطرح أعضاء البرلمان الأوروبي عددا من الأسئلة أمام المتحدثين بشأن عدة قضايا بينها حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق المسيحيين والتوافق بين الديمقراطية والإسلام.