القدس: بعد اتفاق وقف اطلاق النار مع حماس بات على اسرائيل ان تدرج الاسلام السياسي في حساباتها بحسب يوسي الفر الخبير في عملية السلام ومستشار رئيس الوزراء السابق ايهود باراك خلال قمة كامب ديفيد الثانية في تموز (يوليو) 2000.
وبعد سؤاله إذا ما كانت اسرائيل قد قامت بتنازلات غير مسبوقة لحماس بالقبول ببحث رفع الحصار البري عن قطاع غزة، وهل هذا يعني انها تعيد النظر في سياستها حيال الحركة الاسلامية.

أجاب قائلاً: quot;اسرائيل تقاتل حماس لكنها تحاول ايضا تجنب اي تدهور لعلاقاتها مع مصر. هذا يعني تسامحا اكبر مع الاسلام السياسي والاخوان المسلمين في مصر والاخوان المسلمين نفسهم في قطاع غزة. من المبكر القول ان كان ذلك سيقود الى حوار بين حماس واسرائيل. الكثير من العوامل تدخل في المسألة ولا سيما دور الولايات المتحدة التي لا تتحادث مع حماس ولا تعترف بها وما زالت متمسكة بحل الدولتين. لكن بالرغم من اننا لا يمكننا الكلام عن استراتيجية اسرائيلية جديدة حيال الاسلام السياسي فان الاتفاق المبرم بالامس (الاربعاء) يظهر ان اسرائيل تقر انه في اوج شعبيته في العالم العربي السني. انها بداية صغيرةquot;.

وحول دور مصر في تطور المواقف الاسرائيلية حيال حماس، قال ألفر إن مفتاح تطور موقف اسرائيلي تجاه حماس هو مصر الاخوان المسلمين. من الممكن جدا ان يتم نسف اتفاقات التهدئة في غضون اسبوع. فجميع اتفاقات وقف اطلاق النار السابقة انهارت. لكن هناك مقاربة جديدة اطلقتها مصر، حيث اخذت الحكومة المصرية المرتبطة بحركة حماس على عاتقها اتخاذ اجراءات تخدم التطبيع والتوصل الى سلام ونزع السلاح ومنع تهريب الاسلحة الى قطاع غزة.
السؤال الاساسي الذي كان مطروحا طوال اسبوع المواجهات كان معرفة كيف ستمارس مصر دورها القيادي في المنطقة بعد ان باتت تحت حكم الاخوان المسلمين. ونجح الرئيس المصري محمد مرسي في التعامل مع موقف حساس جدا بين الايديولوجية والبرغماتية مؤكدا تقاربه الايديولوجي مع حماس مع العمل مع اسرائيل في آن.

أما عن ما إذا كان اتفاق التهدئة بوساطة مصرية يؤدي الى اضعاف السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، قال quot;حتى قبل هذه الحرب كانت حماس تبرز بصورة الطرف الفلسطيني الاقوى بسبب انتمائها الى الاخوان المسلمين وهذه الحرب عززت ذلك. وهذا التعزيز لمكانة حماس يتم بالطبع على حساب منظمة التحرير الفلسطينية في الضفة الغربية. من الاسهل لحكومة (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو اليمينية ان تساهم في هذا التعزيز مقارنة باي حكومة اخرى تؤيد حل الدولتين.
نتانياهو لا يريد دولتين. وهو لا يعبأ بالمخاطر على السلطة الفلسطينية. انه راض بالتوصل الى اتفاق يزيد من عزل غزة عن الضفة الغربية ويضعف ابو مازن الذي ينوي في الاسبوع المقبل تقديم طلب لرفع وضع فلسطين في الامم المتحدة. ويؤكد عباس انه يمثل الضفة الغربية والقدس الشرقية اضافة الى قطاع غزة. فهذا الطموح بات سخيفا بعد العملية الاسرائيلية والتهدئة المبرمة مع حماسquot;.