اهتمت الصحف البرازيلية الصادرة اليوم بزيارة الرئيس المصري محمد مرسي للبلاد، ووصفتها بالتاريخية بالنظر إلى أهميتها الاقتصادية، وأنها أول زيارة لرئيس مصري للبلد اللاتيني، الذي كانت ظروفه الاقتصادية وأحواله المعيشية تتشابه مع مصر.


دبي: شهدت السنوات الماضية قفزة لافتة في الاقتصاد البرازيلي، ونجحت الخطط الحكومية في مكافحة الفقر والبطالة، إلا أنها لم تحقق نجاحاً حاسماً على مستوى تقليل نسبة الجرائم في البلاد. وتسعى مصر إلى السير على خطى التجربة البرازيلية، وخاصة في الجانب الاقتصادي.

وقالت صحيفة quot;جورنال أو غلوبوquot; البرازيلية إن تحركات مرسي الأخيرة، وزياراته ومباحثاته الاقتصادية مع الهند والصين وروسيا ثم البرازيل، هدفها الأساسي تقليل الاعتماد على أوروبا وأميركا، وهو توجّه جديد على السياسة الخارجية المصرية، كما أشارت إلى أن مرسي يدرك جيداً صعوبة الوضع الاقتصادي في مصر، الأمر الذي يدفعه إلى البحث عن quot;بطاريات إعادة الشحنquot; لتفادي سقوط بلاده في كارثة اقتصادية سوف يكون لها تأثير كبير على مضاعفة المحنة السياسية التي تعيشها مصر منذ وصول مرسي إلى مقعد الرئاسة.

وأضاف التقرير البرازيلي أن quot;مرسي الذي وصل إلى البرازيل اليوم، ينتهج سياسة مختلفة إلى حد كبير عن الرئيس السابق حسني مبارك، فالأخير كان يعتمد على الولايات المتحدة وأوروبا بصورة شبه مطلقة، فيما يحاول مرسي فتح أسواق جديدة على المستوى الاقتصادي، ومد جسور العلاقات السياسية مع بلدان لم يكن بعضها على توافق تام مع مصر خلال السنوات الماضية، فقد اتضح من زياراته خلال 9 أشهر مضت أنه يريد إيصال رسالة بعينها الى الولايات المتحدة.

وبالنظر إلى تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، الذي تسعى مصر إلى الحصول منه على قرض، لإنعاش إقتصادها موقتاً، فإن تحركات مرسي تهدف إلى البحث عن طوق نجاة بعيداً عن أميركا وأوروبا، فقد زار إيران، وباكستان، وقطر، وتركيا، وأثيوبيا، والمملكة العربية السعودية، وروسيا، والآن يتوجّه صوب أميركا اللاتينية، التي كانت بعيدة عن أولويات السياسة الخارجية والاقتصادية لرئيس مصر السابق.

يذكر أن حجم التبادل التجاري بين مصر والبرازيل ارتفع من 410 ملايين دولار عام 2002 ، ليصل إلى 2.9 مليار في عام 2012، مما يؤشر إلى أهمية التعاون الاقتصادي بين الجانبين، كما أشارت الصحيفة البرازيلية إلى أن السعودية والإمارات ومصر هم أنشط دول المنطقة العربية على صعيد العلاقات التجارية والاقتصادية مع البرازيل.