نيودلهي: يرى المحللون ان الهند تأمل مع عودة نواز شريف الى الحكم في باكستان ان تتحسن العلاقات الصعبة بين القوتين النوويتين المتنافستين، اقله ان تمكن من ابقاء الجنرالات المسؤولين عن اطاحته في السابق بعيدا من السياسة.
ففي اثناء ولايته السابقة كرئيس للوزراء بين 1997 و1999 تواجهت الهند وباكستان في نزاع معروف باسم quot;نزاع كارجيلquot; واعلنت باكستان نفسها قوة نووية بعد اسابيع من اعلان نيودلهي قيامها بتجاربها الذاتية.
لكن المراقبين يعتبرون ان الطبقة السياسية الهندية مستعدة للوقوف الى جانب الرجل القوي الجديد في اسلام اباد والى تحميل الجهاز العسكري مسؤولية التوتر في تلك الحقبة.
واكد شريف في وقت لاحق ان نزاع كارجيل اطلقه بدون موافقته قائد الجيش حينها برويز مشرف الذي اطاحه في انقلاب عسكري بعد اشهر قليلة.
وتعبيرا عن حرصه على الترحيب بانطلاقة جديدة كان رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ من اوائل القادة الذين هنأوا شريف بفوزه.
وتمنى سينغ ان يفتح quot;فصل جديد في العلاقاتquot; بين الشقيقين اللدودين في جنوب آسيا اللذين خاضا ثلاث حروب منذ استقلالهما المتزامن عن الامبراطورية البريطانية في العام 1947. كما دعاه الى زيارة الهند quot;في موعد مناسب لكل منهماquot;.
وقال شريف من جهته للمحطة الاخبارية الهندية ان دي تي في عشية الانتخابات quot;ان سيادة السلطة المدنية على الجيش تعتبر ضروريةquot; لباكستان، في تعليقات يرى فيها المحللون فأل خير.
واعتبر لاليت مانسينغ وزير الخارجية الهندي السابق ان شريف اظهر ارادته اثناء ولايته السابقة في تحسين العلاقات، مشيرا بشكل خاص الى اعلان لاهور في 1999 الذي كان هدفه تهدئة التوتر النووي.
واكد لوكالة فرانس برس quot;لقد تفاوضنا معه في الماضي وهو شخص يسهل العمل معه. لم يكن اي مسؤول باكستاني اخر صادقا مثل نواز شريف لاستئناف الحوار وتحسين العلاقات مع الهندquot;.
وقال المعلق الباكستاني احمد رشيد ان مفتاح اي تحسن يكمن في الواقع في معرفة ما اذا كان الجيش سيبقى على مسافة ام لا ، وهو ما رفضته المؤسسة العسكرية بحسب قوله عندما كان شريف في الحكم مرتين في تسعينات القرن الماضي.
ولفت في تحليل لبي بي سي الى ان شريف quot;قام في المرتين بجهود حقيقية لصنع السلام مع الهند، لكنه اصطدم في كل مرحلة بجيش عدواني ومتشددquot;.
واضاف هذا المحلل quot;ان الجيش اكثر مرونة هذه المرة ازاء فكرة تحسين العلاقات مع الهندquot; لكنه حذر من ان قائد الجيش المنتهية ولايته برويز كياني لم يكن منفتحا كثيرا على فكرة استثمار اكبر للهند في باكستان.
ولفت المحلل السياسي في السياسة الخارجية في نيودلي براهما شيلاني ايضا الى ان رغبة الجيش في البقاء جانبا ستكون حاسمة وان من مصلحة الهند دعم شريف.
واضاف quot;ان لم تتمكن حكومة شريف من تغيير معادلة (السلطة) المدنية-العسكرية، لا اعتقد ان العلاقات بين البلدين ستتغير بصورة جذريةquot;.
واستطرد quot;من كارجيل الى اعتداءات بومباي يمكن رؤية يد باكستان. فعلى الهند اذن ان تستثمر دبلوماسيا في حكومة مدنية قوية في اسلام اباد او ان شيئا لن يتغيرquot;.
وكانت الهند جمدت محادثات السلام مع باكستان بعد اعتداءات بومباي التي نفذتها مجموعة اسلامية باكستانية واسفرت عن سقوط 166 قتيلا في تشرين الثاني/نوفمبر 2008.
ثم استؤنفت المحادثات بالتركيز خصوصا على المبادلات التجارية والتأشيرات.
الى ذلك راى مراقبون اخرون ان الصين التي تقيم علاقات وثيقة مع اسلام اباد قد تعمد الى اداء دور المشوش.
وفي هذا الصدد قال سريرام شوليا الذي يدير معهد جندال للشؤون الدولية في نيودلهي quot;انهم (الصينيون) يرغبون في ان تضطلع الهند بدور قوة محلية في جنوب آسيا لكي لا تكون في تنافس مع ا لصين على الساحة الدوليةquot;.
التعليقات