اعتبرت الحكومة العراقية اليوم من خلال بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه، أن دخول مقاتلي حزب العمال التركي الكردستاني إلى أراضيها، انتهاك لسيادة العراق وأمنه، مشيرة إلى أنها ستتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن لممارسة مهامه في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.




لندن: اعتبر العراق دخول مقاتلي حزب العمال التركي الكردستاني إلى أراضيه اليوم، انتهاكاً لسيادته وأمنه، وقالت حكومته إنها إذ تؤيد الحلول السلمية للمشاكل في المنطقة، إلا أنها ترفض أن يكون ذلك على حساب أمن وسيادة البلاد، وأضافت أنها ستبلغ السلطات التركية رفضها لدخول أي مسلح إلى أراضي العراق من دون الرجوع اليه، مشيرة إلى انها ستتقدم بشكوى إلى مجلس الأمن لممارسة مهامه في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين واتخاذ القرار المناسب بمنع التجاوز على السيادة العراقية.

وقالت الحكومة العراقية في بيان أرسلت نسخة منه إلى quot;إيلافquot;عقب اجتماع لها اليوم، إنه quot;في الوقت الذي تؤكد فيه وقوفها إلى جانب الحلول السلمية لكل المشاكل التي تعاني منها دول المنطقة، فانها تؤكد رفضها أن يكون ذلك على حساب العراق وسيادته الوطنيةquot;. وأضافت quot;من هنا تؤكد الحكومة العراقية رفضها انسحاب وتواجد مسلحي حزب العمال الكردستاني داخل الاراضي العراقية، الذي يعد انتهاكا صارخا لسيادة العراق واستقلاله ويلحق ضررا بالغا بعلاقات الجوار بين البلدين وبمصالهما المشتركةquot;.

وأضافت الحكومة انها قررت بناء على ذلك، تكليف وزارة الخارجية بإبلاغ الجانب التركي اعتراض العراق، ورفضه المطلق لدخول أي شخص مسلح أو غير مسلح إلى الاراضي العراقية أو اي ترتيبات تتعلق بالعراق دون الرجوع اليه. وأكدت أن العراق يتقدم quot;بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي لممارسة مهامه في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، واتخاذ القرار المناسب بمنع التجاوز على السيادة العراقيةquot;.
وأضافت أن وزارة الخارجية ستقوم بتقديم مذكرات بهذا الشأن إلى الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي لدعم العراق في الدفاع عن سيادتهquot;.

وشددت الحكومة العراقية في الختام، على حق العراق في الدفاع عن سيادته واستقلاله بما يراه مناسبا وضمن القوانين والقرارات الدولية من دون توضيح للاجراءات التي سيتخذها في هذا المجال.
وكانت وزارة الخارجية قالت الأسبوع الماضي إنه quot;انطلاقا من مبدأ السيادة والحفاظ على أمن المجتمع العراقي واستقراره، واحتراما لمبدأ حسن الجوار فإن الحكومة العراقية لا تقبل دخول مجموعات مسلحة إلى أراضيهاquot;. واضافت في بيان ان هذا الامر quot;يمكن ان يستغل للمساس بأمن واستقرار العراق او أمن واستقرار ومصالح دول الجوارquot;، مشيرا إلى ان هذا quot;الموقف يستند إلى مبادئ القانون الدولي ودستور العراقquot;.

في مقابل ذلك، مارست الحكومة المحلية في اقليم كردستان العراق دوراً كبيراً في تسريع عملية السلام بين حزب العمال الكردستاني وتركيا، وضمان نجاحها بالشكل المطلوب، من خلال المفاوضات التي جرت سواء في الاقليم او في تركيا. وعملت على تنظيم زيارات للأحزاب الكردية التركية المعارضة إلى جبال قنديل حيث تتمركز القيادة السياسية لحزب العمال الكردستاني هناك، بهدف ايصال رسائل الزعيم التاريخي للحزب عبد الله اوجلان إلى هذه القيادة.

وجاء قرار الحكومة العراقية هذا بعد ساعات من الإعلان عن وصول اول مجموعة من مقاتلي حزب العمال الكردستاني المنسحب من تركيا إلى شمال العراق صباح اليوم، لتدشن رسمياً المرحلة الثانية من عملية السلام بين الحزب وانقرة.
ووصل 15 مقاتلا هم تسعة رجال وست نساء إلى منطقة هرور في جبل متين، في محافظة دهوك الواقعة ضمن اقليم كردستان العراق والمقابلة لمنطقة جلي التركية وهم يحملون امتعة واسلحة رشاشة وقذائف ار بي جي. ولقي الواصلون استقبالاً حافلاً من مقاتلي حزب العمال الكردستاني المتمركزين في هذه المنطقة الجبلية النائية، حيث وقف هؤلاء في صفين، واحد للنساء واخر للرجال، وبدأوا يعانقون زملاءهم ويصافحونهم فور وصولهم.

وقال قائد المجموعة الذي عرف عن نفسه باسم جكر للصحافيين في المكان quot;نحن اول مجموعة تصل إلى منطقة الحمايةquot;. وأضاف وهو يتحدث باللغة الكردية quot;جئنا من منطقة بوتان في تركيا بعدما أمضينا سبعة ايام في الطريق، وجاء انسحابنا بعد توجيهات الزعيم عبد الله اوجلان حيث إننا نريد أن نفتح طريقا للسلام بهذا الانسحابquot;. وتابع quot;عانينا الكثير من المصاعب الجوية بسبب الأمطار والثلوج، ومراقبة الطائرات التركية لنا، وبشكل عام نعاني صعوبات من الانسحاب بسبب مراقبة الجيش التركي لنا، عدا البرد القارسquot;.

وفي خطوة تاريخية ترمي إلى إنهاء نزاع دام مستمر منذ ثلاثين عاماً وقتل فيه اكثر من 45 الف شخص بدأ مقاتلو حزب العمال الكردستاني الاربعاء الماضي انسحابهم من تركيا إلى شمال العراق. ويشكل هذا الانسحاب المرحلة الثانية من عملية السلام التي بدأت بين انقرة وحزب العمال الكردستاني بعد الاعلان عن وقف لاطلاق النار من جانب واحد في نهاية آذار(مارس) الماضي.
ويقدر عدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في تركيا بحوالى الفي مقاتل يضاف اليهم 2500 في القواعد الخلفية في شمال العراق.