بعقوبة: قتل 67 عراقيا واصيب 136 بجروح الجمعة في هجمات دامية استهدف مسجدا سنيا في بعقوبة، ومصلين سنة في المدائن، ومناطق تسكنها غالبية سنية في بغداد.

وجاء هذه الهجمات غداة مقتل 12 شخصا واصابة العشرات بجروح في هجوم انتحاري بحزام ناسف عند مدخل حسينية في كركوك (240 كلم شمال بغداد) مساء الخميس، وبعد يومين من مقتل 21 شخصا في هجمات استهدفت مناطق تسكنها غالبية شيعية في بغداد.

وتعكس هذه الهجمات الاحتقان الطائفي المتصاعد في بلاد عاشت بين عامي 2006 و2008 حربا اهلية طائفية قتل فيها الالاف.

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قال الخميس ان quot;الحقد الطائفيquot; هو السبب الرئيسي لاعمال القتل اليومية في العراق المتواصلة منذ غزو البلاد عام 2003 والتي قتل فيها عشرات الالاف.

ولم يصدر اي تعليق من مسؤول عراقي حكومي اليوم، كما لم تتبن اي جهة هذه الهجمات الدامية.

وقال المحلل السياسي احسان الشمري لفرانس برس quot;هناك انقسام والانقسام دائما ما يؤدي الى التصعيدquot;.

واضاف quot;الاستهداف المتبادل متوقع في ظل المناخات التي تمهد له، خصوصا الخطاب الطائفي المتصاعد، وهي امور تسمح لاطراف بان تستثمرها من اجل احداث فوضى داخلية بعدما رات ان المجتمع بات منقسماquot;.

وتابع ان quot;الاستهداف المتبادل اذا ما استمر وارتفعت وتيرته قد يضع العراق امام صورة تتشكل لعنف داخلي جديد، حتى وان كان محدودا في المناطق المشتركة. الاهم ان الرعب بدا يتسلل الى النفوسquot;.

وفي تفاصيل الهجمات، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لفرانس برس ان quot;عبوة ناسفة استهدفت مصلين لدى مغادرتهم مسجد +سارية+ في وسط بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد) عقب صلاة الجمعة (...) اعقبها انفجار عبوة ناسفة لدى تجمع اشخاص في مكان الهجومquot;.

واضاف ان quot;41 شخصا قتلوا في الهجوم واصيب 57 بجروحquot;.

واكد طبيب في مستشفى بعقوبة العام لفرانس برس حصيلة ضحايا الهجوم.

وذكر المصدر الطبي ان من بين الجرحى 20 في حالة خطرة، لافتا الى وجود سبعة اطفال بين مجموع الجرحى.

واغلقت قوات من الشرطة والجيش مكان الحادث ومنعت الاقتراب منه، كما احاطت بمستشفى بعقوبة العام ومنعت الصحافيين من دخوله، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس في المكان.

وعملت سيارات واليات الشرطة والجيش على مساعدة سيارات الاسعاف من خلال نقل بعض جثث القتلى والمصابين الى المستشفى.

وقال عمر محمد (35 عاما) الذي يعمل باجر يومي لفرانس برس وهو يقف بالقرب من مكان الهجوم ان quot;السياسيين والحكومة هم من يستهدفوننا بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة وليس التنظيمات المسلحةquot;.

وطالب عباس الزيدي (47 عاما) الحكومة بان quot;تضع حدا للمجازر التي تطال الابرياء بالعبوات والسيارات المفخخة يومياquot;.

وبالتزامن مع هجوم بعقوبة، قتل ثمانية اشخاص على الاقل واصيب 25 بجروح في تفجير استهدف مشيعين سنة لاحد ضحايا العنف في المدائن جنوب بغداد.

وقال مصدر في وزارة الداخلية ان quot;ثمانية اشخاص قتلوا واصيب 25 بجروح بانفجار عبوة ناسفة استهدفت مشيعين لجثمان احد ضحايا اعمال العنف وسط المدائنquot; (25 كلم جنوب بغداد). واكد مصدر طبي رسمي لفرانس برس حصيلة ضحايا الهجوم.

ومساء قتل 14 شخصا على الاقل واصيب 35 بجروح في انفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا دورية للجيش وسوقا شعبيا في العامرية والغزالية المتجاورتين، كما قتل شخصان واصيب سبعة بجروح في تفجيرين في الدورة، وهي مناطق تسكنها غالبية شيعية في بغداد، وفقا لمصدر في وزارة الداخلية ومصدران طبيان رسميان.

وانفجرت عبوة ناسفة في مقهى شعبي في الفلوجة (60 كلم غرب بغداد) ما ادى الى مقتل شخصين واصابة 12 بجروح، بسحب مصادر امنية وطبية.

وفي اعمال عنف اخرى، اعلن مصدر امني في الشرطة العراقية في كركوك لفرانس برس ان quot;احد موظفي دائرة تفتيش المحافظة واحد اقاربه قتلا بهجوم مسلح شمال غرب المحافظةquot;.

وفي الموصل (350 كلم شمال بغداد) فتح مسلحون مجهولون نيران اسلحتهم الرشاشة على المرشح لانتخابات مجلس المحافظات صالح سعيد واردوه قتيلا، بحسب الملازم اول في الشرطة اسلام الجبوري.

وحصيلة ضحايا اليوم التي ناهزت 70 قتيلا هي الاعلى منذ مقتل 95 شخصا في انحاء متفرقة من البلاد في 23 نيسان/ابريل.

وقتل نحو 260 شخصا في اعمال عنف متفرقة في العراق منذ بداية ايار/مايو الحالي، بحسب حصيلة تعدها فرانس برس.

وقال الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق مارتن كوبلر في بيان الجمعة ان quot;الاطفال الصغار يحرقون داخل السيارات وهم احياء، والمصلين يقطعون اشلاء خارج مساجدهم. لقد فاق الامر حد عدم القبول به. وتقع على عاتق السياسيين مسؤولية التحرك على نحوٍ فوري والانخراط في حوارquot;.

واضاف quot;سنواصل تذكير قادة العراق بان البلاد سوف تنزلق الى الوراء نحو وضع مجهول وخطير ما لم يتحركوا لعمل شيءquot;.