أكدت الادارة الأميركية أن جنودًا إيرانيين يقاتلون إلى جانب القوات الموالية لبشار الأسد، وقالت إن هذا الأمر حوّل النزاع الداخلي السوري حربًا إقليمية، في حين يرعى جون كيري مؤتمر أصدقاء سوريا المنعقد في عمان اليوم، لتوحيد رؤية المعارضة إزاء مؤتمر جنيف القادم.


لندن: كشف مسؤول أميركي رفيع المستوى أن ايران أرسلت جنودًا إلى سوريا للقتال مع قوات نظام الرئيس بشار الأسد وعناصر حزب الله اللبناني، الذين يقومون بدور رئيسي في معركة القصير. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن عددًا غير معروف من الايرانيين يقاتلون في سوريا.
وجاءت تصريحات المسؤول الاميركي بالتزامن مع الاجتماعات التي يعقدها وزير الخارجية جون كيري لبحث الأزمة السورية مع شركاء في مجموعة اصدقاء سوريا، التي تجتمع اليوم الأربعاء في العاصمة الاردنية عمان.
ودأبت قوات المعارضة على التأكيد منذ اسابيع أن ايران ترسل مقاتلين مدربين إلى سوريا، فيما جاهر حزب الله بأن لدى نظام الأسد اصدقاء لن يسمحوا بسقوطه. لكن، في وقت تدرس بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة جديًا تسليح المعارضة بمستوى لم يُعهد له نظير منذ اندلاع النزاع، يأتي ما كشف عنه المسؤول الاميركي بمثابة اعتراف ضمني من ادارة الرئيس باراك اوباما بأن النزاع السوري اصبح حربًا اقليمية، وأن الولايات المتحدة تخوض مع ايران معركة بالنيابة على الساحة السورية، بحسب واشنطن بوست.
وقال المسؤول الاميركي: quot;هذا أمر جدير بالملاحظة، أي الدلالة المباشرة لوجود أجانب يقاتلون الآن على التراب السوري مع النظامquot;.
ويزور كيري منطقة الشرق الأوسط في مهمة هدفها حشد التأييد لإجراء مفاوضات سياسية بين نظام الأسد والمعارضة السورية، واطلاق جولة جديدة من محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.

موقف موحد
قال المسؤول الاميركي لصحيفة واشنطن بوست إن المعارضة السورية، التي ما زالت مشتتة، لم تتفق حتى كتابة هذا التقرير على من يمثلها في اجتماع مجموعة اصدقاء سوريا في عمان. ويهدف الاجتماع الذي يُعقد بمشاركة وزراء خارجية 11 دولة عربية وغربية تدعم المعارضة، للاتفاق على موقف موحد قبل التوجه إلى المؤتمر الدولي، الذي من المقرر عقده في سويسرا، بحضور وفد من نظام الأسد المدعوم من روسيا وإيران ووفد من المعارضة المدعومة من قوى اقليمية وغربية.
وأقر المسؤول الاميركي بأن روسيا تسعى إلى حماية مصالحها، لافتًا إلى أن شحنات السلاح التي ترفد ترسانة الأسد لا يمكن أن تُبرر كلها بعقود موقعة قبل اندلاع النزاع. وكان كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اتفقا قبل اسبوعين على العمل معًا لدفع المعارضة ونظام الأسد نحو طاولة المفاوضات، والاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية يختار الطرفان اعضاءها. وتقول الولايات المتحدة إن هذا يعني رحيل الأسد في نهاية المطاف، فيما تصر روسيا على خلاف ذلك.
وكان كيري توقف في سلطنة عمان أمس الثلاثاء، لتعزيز الشراكة مع بلد يتميز بعلاقاته الطيبة مع ايران والولايات المتحدة على السواء. وبحث كيري في مسقط خطط تزويد السلطنة بمنظومة دفاع جوي تزيد قيمتها على ملياري دولار.

لتسليح بعض المعارضة
لم يفصح المسؤول الاميركي، الذي تحدث لصحيفة واشنطن بوست، عمّا إذا كانت واشنطن توافق على حضور ايران مؤتمر جنيف. في غضون ذلك، وافقت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الثلاثاء على قانون يجيز للرئيس اوباما ارسال اسلحة إلى فصائل مزكاة في المعارضة السورية. ورغم أن الادارة الاميركية لم تقرر حتى الآن ما إذا كانت ستقدم مساعدات فتاكة للمعارضة لا تحتاج إلى موافقة الكونغرس، فإن خطوة لجنة مجلس الشيوخ تعزز موقف اوباما ضد اعضاء الكونغرس الذين يعارضون تدخل الولايات المتحدة في الشأن السوري بدور أشد فاعلية.
وينص القانون على استحداث صندوق تبلغ اعتماداته 250 مليون دولار لتمويل عملية الانتقال السياسي في سوريا، وخصوصًا مساعدة المعارضة المدنية للحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتشديد العقوبات ضد كل من يسلح الأسد.
وأقر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت منينديز من الحزب الديمقراطي بأن الأسلحة الاميركية يمكن أن تقع بأيدي متطرفين اسلاميين يقاتلون مع المعارضة، لكنه قال: quot;إذا وقفنا جانبًا ولم نفعل شيئًا فإن مثل هذه المخاوف ستصبح نبوءة تحقق نفسها بنفسهاquot;. ويتطلب القانون موافقة اعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب لدخوله حيز التنفيذ.