ربما تجد شركة غوغل العملاقة نفسها في مواجهة الشركات المعلنة لديها على موقع يوتيوب، وذلك بسبب ظهور الإعلانات على مقاطع فيديو تتعلق بالإرهاب والتطرف، بينما أكدت الشركات أنها لم تكن تعلم بذلك مسبقا.


القاهرة: في وقت تبذل فيه كثير من دول العالم جهودا كبيرة على صعيد الأنشطة المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وتجفيف منابعه قدر المستطاع، تم الكشف عن أن شركة غوغل الأميركية، تحصل على مبالغ مالية كبرى من وراء الإعلانات التي تبثها جنباً إلى جنب مع مقاطع الفيديو الخاصة بالجماعات الإرهابية على موقع اليوتيوب التابع لها.
وذكرت في هذا الصدد صحيفة الديلي ميل البريطانية أنها وجدت أن الشركة تضع إعلانات لشركات مرموقة على فيديوهات لعناصر متطرفة بتنظيم القاعدة تدعو للجهاد.
وعلمت الصحيفة أن شركات من بينها فودافون، وتوك توك وآي تيونز لا تحظى بأي سيطرة بشأن المكان الذي تظهر فيه إعلانات منتجاتها على موقع اليوتيوب شديد الشعبية.
وهو ما يعود إلى أن الإعلان على اليوتيوب، المملوك لغوغل، مبني على عادات تصفح الإنترنت لكل شخص وليس على تعمد وضعها على كل صفحة ويب من قبل الشركات.
وأكد واحد من كبار المعلنين إن غوغل تمتلك الكثير من الأسرار والمعلومات الخاصة بهذا الموضوع. ونقلت الصحيفة عن مصدر لم تفصح عن هويته قوله quot; من السخافة أن يضعوا إعلاناتنا على فيديوهات كهذه. ولا يكون لدينا الخيار بهذا الشأن مطلقاًquot;.
وتابع هذا المصدر حديثه بالقول :quot; لا نريد أن تكون هناك علاقة بيننا وبين تلك الفيديوهات بأي طريقة كانت. فنحن لا نريد أن نرتبط بشخص يقوم بنسف رأس شخص آخر أو شخص يقوم بنشر الشر والكراهية حول العالم من خلال تصرفاته المقيتةquot;.
أما فودافون فأصدرت بياناً حول هذا الموضوع قالت فيه :quot; لم نكن نعلم شيئاً عن هذا الأمر لكننا أصبحنا مهتمين الآن. ونتقدم لكم بالشكر على لفت انتباهنا لهذا الموضوعquot;.
ثم أشارت الصحيفة إلى أن غوغل، التي ترفع شعاراً غير رسمي عنوانه quot;لا تكن شريراًquot;، سجلت عائدات في المملكة المتحدة العام الماضي بقيمة قدرها 3 مليارات جنيه إسترليني.
ونوهت الدايلي ميل في تقرير لها أيضاً إلى الطريقة التي تحث من خلالها آلاف الفيديوهات الخاصة بتنظيم القاعدة المسلمين في بريطانيا على التشويه والقتل، وهي الفيديوهات التي يمكن العثور عليها بسهولة على موقع اليوتيوب في غضون ثواني.
وقالت إن من بين هذه الفيديوهات مقطع للقيادي السابق في القاعدة، أنور العولقي، الذي كان يتحدث فيه عن الطريقة التي انتشر من خلالها الإسلام بحد السيف. وعند تشغيل هذا المقطع من جانب مسؤولي الصحيفة في المرة الأولى ظهر عليه إعلان لفيلم quot;Flighquot;، وهو الإعلان الذي جاء برعاية موقع آي تيونز المملوك لشركة أبل العملاقة. كما ظهر على المقطع نفسه إعلان آخر لشركة تصنيع أخشاب بريطانية.
وعند تشغيل المقطع للمرة الثانية، ظهر إعلان خاص بشركة فودافون. وعلى مقطع آخر للعولقي، ظهر إعلان خاص بموقع تعارف إسلامي وبعدها إعلان لفودافون.
إلى ذلك، قال متحدث باسم موقع اليوتيوب :quot; نتعامل بكل جدية مع سلامة مستخدمينا، كما أننا نتعامل بكل حزم وصرامة تجاه المحتوى الذي يتسبب في إثارة العنف. ولدينا أيضاً مبادئ صارمة بخصوص الإعلان على الموقع، وربما نقرر وقف وضع الإعلانات على أي فيديو أو قناة إذا رأينا أن المحتوى غير ملائم لشركائناquot;.