يحاول مغترب إيراني يقيم في لندن بذل كل جهد ممكن من أجل مساعدة مواطني بلاده على تجاوز الحصار الخانق الذي فرضته السلطات الإيرانية على الانترنت مع قرب حلول موعد الانتخابات الرئاسية.

القاهرة: كما أثير قبل عدة أيام حول بدء السلطات في إيران شن حملات للحد من وصول المواطنين لشبكة الإنترنت بالصورة المعهودة، بالتزامن مع قرب انتخابات الرئاسة المقررة هناك، خصصت شبكة إن بي سي نيوز الأميركية تقريراً لما يتم بذله الآن من جهود تقنية في لندن من جانب أحد المغتربين الإيرانيين، بمحاولته تزويد مواطنيه في إيران بمجموعة حلول تسهل عليهم الوصول للإنترنت والتصدي للحملات التي تشنها السلطات على شبكة الويب قبل أسبوعين تقريباً من انتخابات الرئاسة.
وأشارت الشبكة الإخبارية الأميركية إلى أن محاصرة الإنترنت على هذا النحو تدل على ما هو أكثر من رغبة إيران في استعراض سيطرة الدولة الآخذة في الاتساع. فهذا قد يكون عرضاً آخر يُبَيِّن تزايد براعة إيران في مجال الإنترنت بقيادة الحرس الثوري.
وقالت الشبكة إن هذا المغترب الإيراني، الذي يقوم بدور المستشار المتخصص في وسائل الإعلام الاجتماعية، يعمل من خلال حساب له على موقع التدوين المصغر، تويتر، باسم ناريمان غريب، لتقديم المشورة للمستخدمين في إيران بشأن مراوغة الرقابة التي تفرضها السلطات هناك، خاصة مع بدء العد التنازلي لانتخابات الرئاسة.
وأوضحت الشبكة أنه يزود المواطنين بخوادم بروكسي جديدة وأجهزة مودم وأية حلول أخرى ممكنة، بالتزامن مع التحضير للانتخابات في الرابع عشر من الشهر المقبل.
هذا وتحاول السلطات الإيرانية فرض رقابة على وسائل الإعلام الاجتماعية والمواقع التي تخص جماعات المعارضة بعد أن باتت وسائل هامة في أيدي المتظاهرين.
وتم كذلك قبل عامين تأسيس فيلق خاصة بمراقبة حركة الإنترنت المحلية والمشاركة بالحروب السيبرانية التي يتم خوضها مع الغرب. وبينما سبق أن تعرضت طهران لهجمات سيبرانية من جانب إسرائيل وأميركا، فإن عدداً كبيراً من الخبراء الأمنيين سبق لهم أن تحدثوا كذلك عن تورط الجمهورية الإسلامية في هجمات هي الأخرى ضد أهداف بالمملكة العربية السعودية وقطر وآخرها في أميركا.
وقال ثيودور كاراسيك، محلل متخصص في الشؤون السياسية والأمنية لدى معهد تحليل الشؤون العسكرية بمنطقة الخليج والشرق الأدنى، الذي يوجد مقره في دبي :quot; بدأت تتحسن إمكانات السلطات الإيرانية بخصوص فرض السيطرة على الفضاء الإلكتروني. بيد أن جيل المستخدمين هناك يتسم بمهارته في ما يتعلق بالتصدي لهذا الأمرquot;.
وأضافت الشبكة أن المهندس الميكانيكي الإيراني، حسين رزائي، الذي يدير شركة هندسة صغيرة في طهران، يقوم كل صباح بالبحث عن أفضل الطرق لمواجهة الرقابة.
هذا ولا تعلق السلطات الإيرانية من جهتها بشكل مباشر على أية قيود جديدة تحاول أن تفرضها على شبكة الإنترنت. فيما نوّه بعض النواب إلى أن هكذا قيود تكون ضرورية لمنع quot;الأعداءquot; ndash; في إشارة للولايات المتحدة وحلفائها ndash; من التلاعب في الانتخابات.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد تحدث قبل أيام عن quot;إشارات مزعجةquot; بخصوص قطع الحكومة الإيرانية لخدمة الإنترنت في محاولة من جانبها لخنق الانتقادات المثارة بشأن الطريقة التي تم من خلالها اختيار المرشحين للانتخابات.
وختمت الشبكة بنقلها عن شاب إيراني يدعى محمد فيزي ويبلغ من العمر 27 عاماً قوله: quot; أنا محبط في واقع الأمر. فالحكومة تفرض قيوداً خانقةً على الإنترنت، وتتصور أن الناس، لاسيما الشباب، سوف ينخرطون في المجتمع. إنه أمر لا معنى لهquot;.