ربما ينجح العلماء في إعادة حيوان الماموث العملاق المنقرض إلى الحياة من خلال عمليات استنساخ، تجري بحوث مكثفة بشأنها مستغلين أنسجة عضلية تم اكتشافها سابقًا، تبدو في لونها الأحمر الطبيعي.

يسعى علماء روس وأميركيون ويابانيون لبحث إمكانية إعادة حيوان الماموث المنقرض قبل آلاف السنين إلى الحياة من جديد عبر عملية استنساخ، ومثل هذا المسعى مستمر منذ مايو/ أيار 2007 حيث كان تم اكتشاف جثة أنثى عمرها شهر واحد لماموث صوفي عملاق في طبقة من الجليد بالقرب من نهر يوريبي Yuribei في روسيا، حيث تم دفنها لحوالي 10000 سنة.
وقال العلماء إنهم عثروا على خلايا دموية سائلة أثناء فحص بقايا جثة مجمدة يكسوها الجليد، حيث بدأت الدماء في التدفق، الأمر الذي قد يتيح للعلماء إمكانية استنساخ حيوان الماموث المنقرض قبل آلاف السنوات.
والماموث هي صفة لهذا الحيوان المنقرض وتعني (الكبير)، وذكر رئيس البعثة العلمية، سميون غريغوريف، مدير متحف الماموث بالجامعة الروسية، أن quot;قطعاً من الأنسجة العضلية، التي تم اكتشافها في الجثة، تبدو في لونها الأحمر الطبيعي، مثل اللحوم الطازجة، ويرجع السبب في ذلك إلى أن الجزء الأسفل من الجثة كان محفوظاً بشكل جيد داخل كتلة جليدية صافية.quot;
وأكد العالم الروسي لصحيفة quot;سيبريان تايمزquot; أنها المرة الأولى التي يتم فيها العثور على دماء سائلة لحيوانات الماموث، ووصفها بأنها quot;أفضل بقايا ماموثquot; يتم العثور عليها في حالة جيدة، على الإطلاق.
وكانت العالمة الروسية اليكسي تيخونوف، وأكاديمية العلوم الروسية ونائب مدير معهد علوم الحيوان رفضوا احتمال استنساخ الحيوان، لأن الخلايا اللازمة للاستنساخ سيكون مصيرها الانفجار تحت ظروف التجميد.
ومع ذلك، فإنه من المتوقع أن الحمض النووي سيكون جيداً بما فيه الكفاية ليكون من المفيد الاحتفاظ به للبحوث حول علم تطور السلالات العملاقة، وربما علم وظائف الأعضاء.
ويعتقد الدكتور ساياكا اكاياما من مركز تبريد الأحياء التنموي في كوبي، اليابان، انه يمكن استخدام تقنية سبق وأنها استخدمت لاستنساخ الفئران من العينات المجمدة لمدة ستة عشر عامًا بنجاح على الأنسجة العملاقة المستردة، وقالquot;إنها يستشهد بها في التجارب التي أجريت على الفئران بحيث تم التجميد لـ 20 درجة مئوية سالبة تحت الظروف الطبيعية بالمحاكاة، دون استخدام المواد الكيميائية الحافظة المعتادةquot;.
خريطة جينية
أما الباحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا فقد رتبوا حوالي 85 ٪ من خريطة جينية للماموث الصوفي، وذلك باستخدام الحمض النووي الذي أخذ من عينات الشعر التي تم جمعها من بين مجموعة من العينات، والمضي قدمًا في إمكانية تحقيق الأمل باعاده الماموث إلى الحياة عن طريق إدراج تسلسل الحمض النووي في الجينوم للفيل في العصر الحديث، ونقل ذلك إلى خلية بويضة وبدوره، إلى رحم فيل بوصفه البديل للحمل.
وعلى الرغم من تنظيف العينات لإزالة التلوثات الممكنة للبكتيريا أو الفطريات، قد تكون بعض قواعد الحمض النووي التي تم تحديدها طالها تلويث الكائنات الحية، وهذه لا يمكن تمييزها.
وتحقيقًا لهذه الغاية، فان العلماء يجرون حالياً مقارنة لجينات أنثى الماموث مع جينوم الفيل الأفريقي، ويلاحظ الدكتور ستيفان شوستر، قائد المشروع أن الجينات العملاقة التي تختلف في بعض المواقع هي 400 ألف فقط من الجينوم للفيل الأفريقي وكان من الممكن (ولكن ليس مع التكنولوجيا المتوفرة حاليًا) تعديل خلية الفيل في هذه المواقع لجعلها تشبه واحدة تحمل جينوماً ضخماً وقبل أن تتحول إلى الزراعة في فيل الأم البديلة.
وفي يناير/ كانون الثاني 2011، قالت صحيفة (يوميوري شيمبون) إن فريقًا من العلماء برئاسة ارتاني اكيرا من جامعة كيوتو قد بنى على البحث من قبل الدكتور اكاياما، قائلين إنهم سوف يعملون على استخراج الحمض النووي من الجثة الصغيرة العملاقة التي تم الحفاظ عليها في المختبر الروسي وإدخاله في الخلايا البيضاء من الفيل الأفريقي لانتاج جنين الماموث. وقال الباحثون انهم يأملون في إنتاج ماموث رضيع في غضون ست سنوات فقط.
تاريخ الماموث
ويشار إلى أن المَامُوث أو البَهْمُوث (باللاتينية: Mammuthus) هو نوع من الثدييات الفيلية من فصيلة الفيلة، ضخم منقرض كان يعيش في أوروبا الوسطى قبل مليون سنة، وحدد ارتفاعه بنحو 4.5 امتار حتى (غاربه)منكبيه، وقد عاصر إنسان ما قبل التاريخ وفي سيبيريا بنوع خاص.
وكانت اكتشفت أول جثة كاملة لفيل الماموث عند مصب نهر لينا شمالي سيبيريا وهي مدفونة تحت طبقة من الجليد الذي حفظها سليمة تماماً منذ آلاف السنين في عام 1798، وهو بأنياب معقوفة وشعر بري. وكان يعاصر الكركدن الوبري الهائل والنمر الضخم السيفي الأنياب.
ومثل قريبتهم الفيلة الحديثة(الآسيوية أو الأفريقية)، كانت كبيرة جدًا باللغة الإنكليزية اسم quot;الماموثquot; صفة تعنيquot;الكبيرquot;.
وبلغ أكبر الأنواع المعروفة، ماموث نهر سونغهوا العملاق، ارتفاع ما لا يقل عن 5 أمتار (16 قدمًا) في الكتف. وربما يزن حيوان الماموث عادة في المنطقة من 6 إلى 8 أطنان، ولكن الذكور الكبيرة بشكل استثنائي قد تجاوزت 12 طنًا.
وتم أيضاً العثور على حفريات لأنواع ماموث قزم في جزر القناة في كاليفورنيا (ماموث المباعدة) وجزيرة سردينيا المتوسطية (ماموث لمارموري) كان هناك أيضًا سباق الماموث القزم الصوفي في جزيرة وارنجل شمال سيبيريا، في الدائرة القطبية الشمالية.
واستنادًا إلى دراسات لأقاربهم الفيلة الحديثة، ربما كانت للماموث فترة حمل تبلغ 22 شهرًا، مما أدى إلى واحد يولد العجل، بينما عاش القطيع بنيتها الاجتماعية وربما كان هو نفسها طريقة الأفيال الأفريقية والآسيوية، مع الإناث التي تعيش في قطعان برئاسة الأم الحاكمة، حياة الانفرادي أو تشكيل مجموعات متسعة بعد النضج الجنسي.