أعلن زعيما المجلس الاسلامي العراقي عمار الحكيم والتيار الصدري مقتدى الصدر ائتلافا لادارة الحكومات المحلية إثر فشل الاول في الاتفاق مع المالكي على ذلك، فيما ألمح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى دور تركي في التآمر على بلاده وقلّل من شأن مصالحته مع رئيس البرلمان أسامة النجيفي.


أعلن الائتلافان الانتخابيان quot;المواطنquot; الممثل للمجلس الأعلى الاسلامي العراقي برئاسة الحكيم وquot;الأحرارquot; الممثل للتيار الصدري بزعامة الصدر، على تشكيل ائتلاف موحّد بينهما لتوحيد الرؤى لإدارة الحكومات المحلية في مجالس المحافظات الجديدة وأكدا حرصهما على مبدأ شراكة كل القوى لبناء قاعدة عريضة تساهم في توفير فرص النجاح لعمل هذه الحكومات في المرحلة المقبلة.
واعلن الائتلافان الانتخابيان في بيان مشترك الليلة الماضية الاتفاق على الائتلاف الجديد في بيان جاء فيه :
بسم الله الرحمن الرحيم ..
وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان..
انطلاقا من الآية القرآنية الشريفة وتجسيدا للحرص على مصالح الشعب العراقي وتحمل المسؤولية في بناء الوطن وتحقيق تقدمه والرغبة الاكيدة في خدمة المواطن في كل المجالات والحرص على مبدأ شراكة كل القوى لبناء قاعدة عريضة تساهم في توفير فرص النجاح لعمل مجالس المحافظات والحكومات المحلية في المرحلة القادمة لذا اتفق كل من كتلتي quot;المواطنquot; وquot;الاحرارquot; على تشكيل ائتلاف يتولى الاعداد لبرامج ورؤية مشتركة لادارة الحكومات المحلية وفق اسس الشراكة والعمل المهني .
ان الهدف هو تقديم افضل الخدمات لابنائنا في المحافظات والدفاع عن حقوقهم .

ويأتي الاعلان عن الائتلاف الجديد عقب معلومات رشحت عن خلافات بين ائتلاف المواطن وائتلافدولة القانونبزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي لتشكيل مجالس المحافظات وتوزيع rlm;المناصب بين مرشحيهما وخاصة منصبي المحافظ ورئيس مجلس المحافظة.rlm; وجاء فشل الاتفاق بين ائتلافي الحكيم والمالكي بسبب خلافاتهما حول توزيع المناصب القيادية في مجالس المحافظات وتمسك ائتلاف دولة القانون بها .rlm;

وجاء التوصل لتشكيل الائتلاف الجديد بين ائتلافي الحكيم والمالكي، بعد ساعات قليلة من انتقاد ممثل للمرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني تأخر تشكيل مجالس الحكومات المحلية على الرغم من مرور حوالى شهر ونصف الشهر على إجراء الانتخابات المحلية في العشرين من نيسان (أبريل) الماضي. وقال السيد أحمد الصافي خطيب جمعة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) ان quot;تأخير تشكيل مجالس المحافظات وعدم حسم مواقع القيادات فيها امر مؤسفquot;. وأضاف إن quot;المواطن يترقب تشكيل هذه الحكومات لإتمام المشاريع الخدمية التي بدأها البعض او لوضع خطط جديدة للمحافظات المتلكئةquot;. وقال ان نتائج الانتخابات قد اعلنت والناس ترتقب متى تتشكل مجالس المحافظات ومتى يكون لكل محافظة محافظها والمدة طالت ويجب مراعاة حسم الامور.

وشدد الصافي على ضرورة انتخاب محافظين أقوياء لكل المحافظات على اعتبار أن هذا المنصب هو المنصب التنفيذي الاول في المحافظة، وأكد ضرورة ان quot;يأتي المحافظ بطريقة قوية لكي يتمكن من إدارة عملية البناء والتطور وتسريع المشاريع التي تحتاجها المحافظات لانه وان كان قويا فانه سيضعف اذا كانت طريقة وصوله إلى السلطة ضعيفة quot;.
وكانت النتائج النهائية للانتخابات التي أعلنتها رسميًا المفوضية العراقية المستقلة للانتخابات، قد أظهرت فقدان ائتلاف المالكي لتسع وعشرين مقعدًا عن الانتخابات الماضية عام 2009 على الرغم من انضمام كتل جديدة إلى الائتلاف، في مقدمها منظمة بدر بقيادة وزير النقل هادي العامري والفضيلة rlm;بقيادة الأب الروحي لها آية الله محمد اليعقوبي، والاصلاح الوطني بزعامة ابراهيم الجعفري زعيم التحالف الشيعي.
وحصل ائتلاف دولة rlm;القانون في المحافظات الاثنتي عشرة التي جرت فيها rlm;الانتخابات على 97 مقعداً فيما حصل في الانتخابات الماضية التي جرت عام 2009 على 126 rlm;مقعدا .

وحقق ائتلاف المواطن rlm;بزعامة الحكيم نتائج جيدة زادت من مقاعده في المجالس المحلية حيث حصل على 65 مقعداً بعد ان كان حصل عام 2009 على 57 مقعدا بزيادة 8 مقاعد. وجاء ائتلاف الأحرار للتيار الصدري بقيادة الصدر ثالثا بحصوله على rlm;rlm;55 مقعداً بزيادة 14 مقعدا عما حصل عليه في انتخابات عام 2009 والتي كان عددها 41 مقعدا.rlm;

وأظهرت النتائج خسارة ثلاثة محافظين من اصل 12 محافظا جرت الانتخابات في محافظاتهم الجنوبية حيث خسر محافظ كربلاء امال الدين الهر ومحافظ الديوانية سالم حسين علوان ومحافظ ذي قار طالب الحسن. وبعكس ذلك فقد فاز 9 محافظين هم : محافظو ميسان علي دواي وبغداد صلاح عبدالرزاق وبابل محمد علي المسعودي والنجف عدنان الزرفي والمثنى ابراهيم الميالي وواسط مهدي حسين خليل والبصرة خلف عبدالصمد وديالى عمر الحميري وصلاح الدين احمد عبد الله.

المالكي يلمّح إلى دور تركي في التآمر على بلاده
ألمح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى دور تركي بتنفيذ مخطط كبير ضد بلاده لتأسيس جبهة لتحرير العراق وتشجيع الجيش على التمرد.
واشار المالكي في مقابلة خاصة مع قناة العراقية الرسمية الليلة الماضية إلى مخطط كبير تم البدء بتنفيذه بعد الاجتماع الذي احتضنته تركيا قبل اسبوعين بمشاركة عدد من المطلوبين للقضاء العراقي وفق المادة اربعة ارهاب وفي مقدمهم نائب الرئيس السابق طارق الهاشمي ونواب سابقون لتأسيس ما يدعى جبهة تحرير وانقاذ العراق ومطالبة الجيش بالتمرد على الحكومة واسقاط العملية السياسية.

وقال المالكي quot;إن هناك دولة جارة لم يسمّهاquot; في إشارة إلى تركيا تسعى لتدخل عسكري في العراق، في اشارة إلى البيان الذي اصدره اجتماع تركيا وجاء فيه ان quot;جبهتنا هي عراقية شارك في تأسيسها عدد من قوى المناهضة للاحتلالين الأميركي والإيراني وتنطلق في مواقفها وتصوراتها من أحكام الدين الإسلامي كما جاء في الكتاب والسنة قولاً وعملاً ظاهرا وباطنا مع مراعاة أحوال الناس، وأن هدفنا أيضا جمع الشعب العراقي حول مشروع الجبهة لتغيير الواقع الذي فرضه الاحتلال والعمل على إقامة انتخابات في ظل استقلال البلاد وصولا إلى حكم ينشر العدل والأمانة وتقديم الخدمات الضرورية للشعب العراقي المحروم والارتباط بعلاقات دوليةquot; .

وفي محاور اخرى تحدث المالكي عن الحراكِ السياسي الداخلي فكشف عن وجودِ مبادراتٍ بينَ الاطراف السياسية طرحها مجلس الوزراء مشددا على اهمية اجراء حوارٍ حقيقي بعيدا من وسائل الاعلام والمزايدات بحسب قوله. ووصف دعوات ِ بعضِ الاطراف لانشاءِ الاقاليم بانها سياسية مبيناً انَ الحكومةَ لم تتلقَ حتى الآنَ اسماءَ الوفدِ المفاوض باسمِ المتظاهرين.
وعن مصالحته مع رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي مؤخرا بعد قطيعة استمرت عدة اشهر قال المالكي quot;لست على عداء مع الاخ اسامة النجيفي أو مع مسعود بارزاني .. إنهم اخوة لنا ولكن ليس هذا معناه اذا التقينا تحل كل المشاكل لان هناك مشتركات وثوابت نجلس ونبحث فيها وفق الدستور والقانونquot; . ونفى المالكي تشكيل جبهة اطلق عليها quot;الانقاذ الوطنيquot; وقال انه لم يعمل على تشكيل هذا الائتلاف وانما سمع عنه من الاعلام واضاف quot;يبدو ان وسائل الاعلام روجت لهذا الموضوع من خلال مطالبتي بتشكيل حكومة الاغلبيةquot; .

واشار إلى فساد في وزارات الصحة والدفاع والداخلية وبعض الوزارات الأخرى، مشددًا على أنه لن يتهاون مع الفاسدين موضحًا انه أحال شخصيات بينهم أطباء ومدراء عامون ومسؤولون إلى النزاهة . ووعد الفقراء العراقيين ببيوت مجانية وقال quot;سوف يحصل كل فقير في العراق على بيت في فترة قريبةquot; . وكشف عن سعيه لاستقدام أطباء من الولايات المتحدة وبريطانيا والهند بكل الاختصاصات حتى لا يتم أرسال المرضى من العراقيين إلى الخارج مما سيقلل الكلفة وسوف يصبح العلاج بأقل الأسعار، فيما لو أرسلتهم وزارة الصحة .

وحول قانون الانتخابات، شدد المالكي على ضرورةِ تغييرالنظام الانتخابي الحالي قبل إجراء الانتخابات التشريعية المقبلة والمقررة مطلع العام المقبل. وأشارَ إلى انَ هذا القانونَ سيُؤدي إلى صعوبات في تشكيل الكتلِ الكبيرة والغالبيةِ السياسية، فضلاً عن اتخاذ القرارات. واوضح ان هذا النظام الانتخابي لا يعطي للقوائم الكبيرة الاصوات وهذا لا يعطي للقوائم تشكيل الحكومات مؤكدا أن القانون الانتخابي الحالي سيضر بالعملية السياسية وخصوصا البرلمانية لانه لا يتيح للقوائم تشكيل الحكومة كما حصل في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة في نيسان الماضي.