استدعت حكومة الإكوادور سفيرتها لدى بريطانيا آنا آلبن بعد فشلها في إنهاء أزمة لجوء جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، الذي يحتمي بمبنى السفارة غربي لندن منذ نحو عام.


عمّان: توترت علاقات سفيرة الإكوادور في لندن مع الحكومة البريطانية منذ طلب مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج اللجوء، وقالت صحيفة quot;إندبندانت أون صانديquot; إنه سيتم استبدال آنا آلبن بسفير مهمته وضع نهاية لهذا المسلسل الدرامي الطويل.

وينتظر أن تشغل آلبن مع عودتها إلى كيتو منصباً رفيعاً في حكومة الرئيس رافاييل كوريا، ولم يتم تحديد أي موعد لرحيلها، لكن يتوقع أن يكون ذلك quot;قريباً جداًquot;. وسيتم الاعلان قريباً عن اسم خليفتها. ويبدو أن الاكوادور تسعى الى التفاوض بحثاً عن حل بالتراضي لإخراج أسانج من مبناها ، فيما زاد الاحباط بسبب عدم إحراز أي تقدم في ملفه. وقالت مصادر كيتو إن بريطانيا سعيدة بتقطع السبل بأسانج.

تجاوز التوتر

وفي لقاء جمع الثلاثاء الماضي بين آلبن ووزير الخارجية المكلف شؤون أميركا اللاتينية هوغو سواير، سألت السفيرة الوزير (بما معناه) quot;ماذا سنفعل لتجاوز المشكلة القائمة؟quot;، فأجابها سواير (بما معناه) quot;المشكلة ليست مشكلتيquot;، وفقاً للمصدر الذي حضر اللقاء.

وكان الأسترالي أسانج مؤسس موقع (ويكيليكس) فضل عدم الرجوع إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ولجأ في 19 تموز (يوليو) 2012 إلى سفارة الإكوادور في لندن وطلب اللجوء السياسي. وحينذاك وعد رئيس الإكوادور رافائيل كوريا دراسة طلبه، وحاولت الإكوادور التوسط بين المملكة المتحدة والسويد لضمان محاكمة عادلة لأسانج، لكنها لم تفلح.

كما كان رئيس الإكوادور وعد أنه سيبت في الطلب بعد انتهاء الألعاب الأولمبية في لندن. وقالت بريطانيا إنها يمكن أن تداهم سفارة الإكوادور في لندن للقبض على أسانج مما أثار استنكاراً من حكومة الإكوادور، إذ اعتبرت ذلك تهديداً بالاعتداء على سيادتها ومخالفة للقانون الدولي.

وأعلن وزير خارجية الإكوادور ريكاردو باتينيو في 16 آب (أغسطس) 2012 أن حكومته قررت منح اللجوء السياسي لجوليان أسانج بناء على ما أورده في طلبه من الأخطار التي يتعرض لها في حال تسليمه إلى السويد، ولكن من غير الواضح كيف تستطيع نقل أسانج من سفارتها في لندن إلى بر الأمان على أرض الواقع.

أكثر المطلوبين لدى الانتربول

يذكر أن الشرطة الدولية quot;الإنتربولquot; كانت أدرجت أسانج على لائحة أكثر المطلوبين لدى منظمة الشرطة الدولية، بناء على طلب من محكمة سويدية تنظر في جرائم جنسية مزعومة. كما كانت محكمة ستوكهولم الجنائية قد أصدرت مذكرة اعتقال دولية بـquot;سبب محتملquot; بدعوى أنه مشتبه به في جرائم اغتصاب، وتحرش جنسي والاستخدام غير المشروع للقوة في وقائع حدثت في آب (أغسطس).

واعتقلت الشرطة البريطانية أسانج في 7 كانون الأول (ديسمبر) 2010 بموجب مذكرة توقيف دولية صادرة عن القضاء السويدي بتهمة اغتصاب وتحرش جنسي. كما تهدد الولايات المتحدة بملاحقة جوليان أسانج رداً على نشر موقع ويكيليكس مذكرات دبلوماسية أميركية سرية أثارت حرجاً للولايات المتحدة والعديد من الدول.

ويشار الى أن القضاء البريطاني كان حكم بتسليم أسانج إلى السويد في شباط (فبراير) 2012، فقدم اعتراضاً إلى محكمة أخرى رفضته، فلجأ إلى المحكمة العليا للمملكة المتحدة وهي حكمت في 30 مايو/ أيار 2012 بتسليمه إلى السويد، ويحق له الطعن في هذا القرار أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.