فيما تشهد حلب تصعيدًا في المعارك العسكرية لا سيما في محيط مطار منغ، أعلن مسؤولون أن وزير الخارجية الاميركي ارجأ زيارة مقررة هذا الاسبوع الى الشرق الاوسط للمشاركة في اجتماعات مهمة في البيت الابيض حول سوريا.

دمشق: تشهد محافظة حلب في شمال سوريا تصعيدًا في العمليات العسكرية لا سيما في محيط مطار منغ العسكري، في وقت اعلنت واشنطن ارجاء زيارة وزير خارجيتها جون كيري للشرق الاوسط للمشاركة في اجتماعات داخل الادارة الاميركية حول سوريا.

ميدانيا، سيطر مقاتلون معارضون الاثنين على احد مباني مطار منغ العسكري في محافظة حلب الذي يشهد معارك منذ اشهر، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس quot;سيطر مقاتلون من الكتائب المقاتلة على مبنى الرادار في مطار منغ العسكري في محافظة حلبquot;، مشيرا الى quot;اشتباكات عنيفة تدور داخل المطار منذ فجر امس بين المقاتلين والقوات النظاميةquot;، والى قصف للطيران الحربي الاثنين على محيط المطار.

في المقابل، افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان الجيش quot;تصدى اليوم لمجموعات ارهابية حاولت الاعتداء على مطار منغ العسكريquot; الواقع في الريف الشمالي لحلب، وquot;التسلل اليه من الجهتين الشرقية والغربيةquot;.

ويحاول المقاتلون المعارضون منذ اشهر السيطرة على هذا المطار المخصص للمروحيات. وهم يفرضون منذ شباط/فبراير الماضي حصارا على عدد من مطارات محافظة حلب، في محاولة لتحييد سلاح الطيران الذي يعد نقطة تفوق اساسية لقوات نظام الرئيس بشار الاسد.

ويأتي هذا التصعيد بعد معلومات عن حشد القوات النظامية خلال الايام الماضية قوات لها في محافظة حلب. ورجح مصدر امني سوري لوكالة فرانس برس ان تبدأ معركة حلب قريبا quot;لاستعادة القرى والمدن التي تم احتلالهاquot; من المعارضة المسلحة.

وارتفعت وتيرة العمليات العسكرية في حلب بعد سقوط مدينة القصير في محافظة حمص (وسط) في ايدي قوات النظام التي سيطرت ايضا بمشاركة حزب الله اللبناني على كامل المنطقة المحيطة بالمدينة، ما اعتبر مكسبا مهما لقوات النظام.

الا ان مدير المرصد السوري يؤكد استمرار وجود مئات من الجرحى العالقين في منطقة القصير، من دون ان تعرف الامكنة التي يختبئون فيها تماما. وعبر عن خشيته على مصيرهم.

وكان عشرات الجرحى وصلوا من القصير خلال اليومين الماضيين الى لبنان بعد مسيرات مضنية على الاقدام استمرت اياما في مناطق وعرة وجبلية، وهم يتلقون العلاج في مستشفيات لبنانية في البقاع (شرق) والشمال.

وفي لبنان، يستمر التوتر الامني متنقلا بين المناطق على خلفية النزاع السوري، وسط تصعيد ايضا في حدة الخطاب المذهبي والسياسي بين اللبنانيين المنقسمين بين مؤيدين للنظام السوري وغالبيتهم من انصار حزب الله، ومناهضين للنظام ومعظمهم من انصار قوى 14 آذار، ومن ابرز اركانها الزعيم السني سعد الحريري.

وقد انفجرت عبوة ناسفة الاثنين زرعت الى جانب الطريق الدولية المؤدية الى معبر المصنع الحدودي الرسمي بين لبنان وسوريا من دون ان تعرف الجهة المستهدفة فيها، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.

وقال المصدر ان العبوة استهدفت سيارتين لم تتوقفا بل quot;تابعتا طريقهما في اتجاه الحدود السوريةquot;. من جهة ثانية، طلب الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاثنين من حزب الله والسفارة الايرانية المساعدة في كشف المتورطين في مقتل شاب شيعي معارض للحزب امام السفارة الاحد.

وقتل الشاب هاشم السلمان المعارض لحزب الله خلال مشاركته في تظاهرة نظمت قرب السفارة الايرانية للاحتجاج على تدخل حزب الله العسكري في سوريا الى جانب قوات النظام. وتعرض المحتجون لاعتداء من مجموعة موالية للحزب الشيعي تخلله اطلاق نار تسبب بمقتل السلمان.

واعتبر وزير الشؤون الدولية والاستراتيجية والاستخبارات الاسرائيلي يوفال ستاينيتز ان الرئيس السوري يمكن ان ينتصر في النزاع الذي تشهده بلاده بفضل مساعدة ايران وحزب الله الشيعي اللبناني.

في واشنطن، اعلن مسؤولون الاثنين ان وزير الخارجية الاميركي ارجأ زيارة مقررة هذا الاسبوع الى الشرق الاوسط للمشاركة في اجتماعات مهمة في البيت الابيض حول سوريا.

وصرحت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض برناديت ميهان لفرانس برس ان الرئيس باراك اوباما طلب من quot;فريقه للامن القومي -- الذي يضم كيري -- بحث كل الخيارات الممكنة التي تسمح لنا بتحقيق اهدافنا لمساعدة المعارضة السورية (...) وتسريع الانتقال السياسي في سوريا ما بعد الاسدquot;.

واوضحت انه تم تحضير quot;مجموعة خيارات للرئيسquot;. ويخضع اوباما لضغوط نواب جمهوريين وحتى من معسكره الديموقراطي منذ اشهر لتسليح المعارضة السورية.

على صعيد آخر، ذكرت الصحف البلجيكية الاثنين ان شابا بلجيكيا يقاتل في صفوف الاسلاميين قتل في سوريا بينما اوقف شقيقه عند عودته الى بلجيكا، مشيرة الى توقيف متطوعين بلجيكيين آخرين يشتبه بانهم ارتكبوا جرائم حرب.

ودان الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الاثنين قيام مقاتلين اسلاميين في مدينة حلب باعدام فتى في الخامسة عشرة امام عائلته لاتهامه بالاساءة الى النبي محمد، معتبرا ذلك quot;جريمة ضد الانسانيةquot; سيحاسب المسؤولون عنها.