بعد سقوط القصير وثبوت مساعدة ميليشيات شيعية لبنانية وعراقية للنظام السوري، تعيد الادارة الأميركية بحث الوضع السوري، على وقع اتصال من سليم إدريس يطلب بإلحاح تزويد الجيش الحر بمضادات للدروع والطائرات وبفرض حظر جوي على شمال سوريا.


بعد خسارة مدينة القصير الاستراتيجية الاسبوع الماضي، وجهت قيادة المعارضة السورية نداءات عاجلة إلى ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما لتسلح قواتها واصفة موقفها بالحرج، كما افاد مسؤولون كبار في الادارة الاميركية.
وقال المسؤولون إن استغاثة قيادة المعارضة بادارة اوباما جاءت في اتصالات هاتفية ولقاءات خلال نهاية الاسبوع الماضي، بعد انسحاب قوات المعارضة من القصير، امام ما قالت إنه هجوم شارك فيه مقاتلو حزب الله وميليشيات ايرانية وعراقية مسنودة بالطيران الأسد. وتحتشد القوات نفسها الآن مع قوات النظام لشن هجوم مماثل على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في مدينة حلب.
ولاحظ مراقبون أن التغير الذي حدث في ميزان القوى لصالح النظام بعد سلسلة من انتصارات المعارضة في وقت سابق من العام طغى على أي حديث عن عقد مؤتمر سلام، برعاية الولايات المتحدة وروسيا، كان من المفترض أن يجمع الفرقاء إلى طاولة المفاوضات في غضون أسابيع. وقرر وزير الخارجية الاميركي جون كيري إرجاء زيارة إلى الشرق الأوسط، كان من المقرر أن يبدأها يوم الاثنين لحضور اجتماع طاقم الأمن القومي يوم الأربعاء لبحث الوضع في سوريا.
سيناريو كابوسي
وكان تصاعد النزاع السوري إلى حرب اقليمية ذات بُعد طائفي بمشاركة حزب الله وايران وميليشيات شيعية عراقية في القتال إلى جانب قوات النظام ضد المعارضة ذات الأغلبية السنية، سيناريو كابوسي في تفكير الولايات المتحدة منذ فترة طويلة. لكن مسؤولًا رفيعًا في ادارة اوباما قال إنه من غير المعروف إذا كان هذا السيناريو الكابوسي سيغير حسابات الادارة بشأن ارسال مساعدات فتاكة إلى قوات المعارضة.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المسؤول الأميركي قوله: quot;من المؤكد أن بمقدور المرء أن يقدم رأيًا أكثر وجاهة، مفاده أن الوضع سيئ جدًا بالنسبة إلى الولايات المتحدة وإلى الجيش السوري الحرquot;. اضاف: quot;هذا هو الذي تغيرquot;.
ودعا رئيس هيئة اركان الجيش السوري الحر اللواء سليم ادريس في اتصال بواشنطن السبت الماضي إلى فرض منطقة حظر جوي فوق المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، بما في ذلك ممر حيوي لنقل الامدادات من تركيا إلى حلب. لكن نداء اللواء ادريس الأشد الحاحًا كان مد قواته بالذخيرة والاسلحة المضادة للدروع وصواريخ أرض ـ جو، بحسب مسؤولين مطلعين على ما دار خلال الاتصال.
سوريا قيد البحث
أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني الاثنين أن مناقشات الادارة الاميركية بشأن مؤتمر السلام ومساعدة المعارضة مترابطة، quot;لكننا نراجعها بصورة منفصلةquot;.
وكان من المتوقع أن يقوم كيري هذا الاسبوع بزيارة اسرائيل والضفة الغربية في جولة جديدة من دبلوماسيته المكوكية، بهدف احياء عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية جين بساكي أكدت أن كيري الغى الزيارة لحضور ما سمتها اجتماعات روتينية بشأن سوريا ومواضيع أخرى في واشنطن. واضافت بساكي أن توسيع الدعم العسكري الاميركي للمعارضة أحد الخيارات موضع البحث.
وتابعت: quot;إن نطاقًا أوسع من الخيارات أُعد لكي يتدارسه الرئيس، وإن الاجتماعات الداخلية لبحث الوضع متواصلةquot;. وامتنعت عن التطرق إلى النتائج التي من المرجح أن تخرج بها هذه الاجتماعات.
وقالت: quot;كما سمعنا مباشرة من اللواء ادريس في نهاية الاسبوع فإن الأوضاع على الأرض تردت، وهذا مبعث قلق بالغ، إذ تفاقم سفك الدماء وازهاق ارواح الأبرياء، وأدى تزايد المقاتلين الأجانب إلى خوف أكبر إزاء العنف الطائفيquot;. وأكد المتحدثان باسم البيت الأبيض ووزارة الخارجية أن كل الخيارات تبقى مطروحة، باستثناء نشر قوات اميركية على الأرض.