يقوم الشيخ محمد بن راشد بزيارة رسمية إلى فرنسا تدوم ثلاثة أيام، على رأس وفد رفيع المستوى، بجدول أعمال يتناول تعزيز العلاقات بين الدولتين الاماراتية والفرنسية، الصلبة أصلًا.


بيروت: غادر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ظهر اليوم الثلثاء إلى باريس، على رأس وفد رفيع المستوى، في زيارة رسمية إلى فرنسا تستغرق ثلاثة أيام، يلتقي خلالها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وكبار المسؤولين الفرنسيين. ويضم الوفد المرافق الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، والشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، ومحمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، والدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، وريم بنت إبراهيم الهاشمي ومحمد إبراهيم الشيباني، مدير عام ديوان حاكم دبي، وخليفة سعيد سليمان، مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي، ومحمد مير عبد الله الرئيسي، سفير الامارات في فرنسا.
وتأتي هذه الزيارة في إطار سعي الامارات لتعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين، اللتين ترتبطان بعلاقات متميزة في مختلف المجالات، وخصوصًا الاقتصادية.

علاقات وثيقة
وتعود العلاقات بين الإمارات وفرنسا إلى العام 1971، وشهدت تطورًا كبيرًا خلال الأعوام القليلة الماضية في مختلف القطاعات، كالاقتصاد والتبادل التجاري والاستثمارات والطاقة المتجددة والنووية والنفطية والدفاع والأمن والتربية والثقافة.
وتتسم العلاقات الإماراتية الفرنسية بالتطور المضطرد في مختلف المجالات، بما يحقق مصلحة الشعبين الصديقين.
وتأتي فرنسا اليوم في المرتبة الثامنة بين موردي الإمارات، كما يشهد البلدان زيادة متنامية في عدد السياح بينهما.
كما تعتبر الإمارات أبرز شركاء فرنسا التجاريين، إذ بلغت قيمة الصادرات الفرنسية للإمارات 3.65 مليار يورو في العام 2011. إلى ذلك، تجذب الإمارات الشركات الفرنسية، بفضل قوانينها وتشريعاتها وحوافزها، واستطاعت مجموعة العمل الفرنسية على مدار سنوات أن تؤسس 100 شركة في أبوظبي، بنسبة نمو 10 بالمئة سنويًا. كما وصل حجم الاستثمارات الإماراتية في فرنسا في العام 2011 إلى أربعة مليارات يورو.
إلى ذلك، تستند العلاقات الاماراتية الفرنسية إلى قاعدة مكينة من المصالح، إذ تجمعهمها اتفاقية تعاون نووي بين البلدين منذ العام 2008، وترى باريس في البرنامج النووي الإماراتي نموذجًا تحتذي به بلدان أخرى، تسعى للحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية، ويتسم بالشفافية وباحترام كل قواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونظمها.

توافق سياسي
وكان هولاند زار الامارات في منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي، لترسيخ الشراكة الشاملة التي تربط فرنسا بالإمارات، كما أعلن ناطق باسم الخارجية الفرنسية حينها. وقالت المصادر الفرنسية إن البلدين عبرا عن توافق مقاربتهما السياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها المنطقة، بما في ذلك الأزمة السورية والعلاقة المتشنجة مع إيران.
وقد أتت الزيارة الفرنسية حينها بعد أيام من إعلان فرنسا الحرب على الجماعات الإرهابية المتطرفة، التي تهدد زعزعة منطقة الساحل الافريقي، تلبية لطلب الحكومة المالية. وفي ذلك، تتوافق رؤية الدولتين الاماراتية والفرنسية في ضرورة مكافحة الارهاب الدولي، وفي ضرورة التوافق الدولي للتوصل إلى حل سلمي للأزمة الدامية في سوريا.