الجزائر: اعلن وزير الطاقة والمناجم الجزائري يوسف يوسفي الخميس ان شركات قطاعه اتخذت قرارًا بعدم التعامل مع الشركات الاجنبية المتورطة في قضايا الفساد quot;ومطالبتها بالتعويضquot;، في وقت يتم التحقيق حول اتهامات بتقديم رشى من قبل شركات اجنبية مقابل الحصول على صفقات في الجزائر .

وقال يوسفي ردا على سؤال شفوي في البرلمان تقدم به النائب الاسلامي لخضر بن خلاف من حزب جبهة العدالة والتنمية (8 نواب من اصل 462) حول انتشار الفساد ان quot;شركات الطاقة والمناجم اتخذت قرارًا بعدم التعامل مع الشركات المتورطة في قضايا الفسادquot;، مشيرا الى ان quot;الشراكة الاجنبية يجب ان تتم وفقا للقوانين (...) مع اليقظة في الشروط التي يجب توفيرها لجلب المستثمرين المحتملينquot;.

وكانت شركة الكهرباء والغاز العمومية (سونلغاز) اعلنت في 11 حزيران/يونيو انها وضعت الشركة الكندية quot;اس ان سي لافالانquot; التي حصلت في اقل من عشر سنوات على صفقات بقيمة ستة مليارات دولار، على القائمة السوداء لاتهامها بتقديم رشاوى مقابل الحصول على صفقات.

واضاف وزير الطاقة والمناجم ان quot;مؤسسات القطاع مصممة على الدفاع عن مصالحها والمطالبة باي تعويض، اذا ثبت ان هذه الشركات مدانة في القضايا المتعلقة بالفساد، وكذلك متابعة كل شخص ثبتت ادانتهquot;.

وكان الوزير اكد الاثنين خبرا نشرته الصحف حول وضع المدير التنفيذي لشركة سونلغاز وعدد من المسؤولين في قطاع الطاقة تحت الرقابة القضائية في اطار التحقيق في صفقة انجاز محطتين لتوليد الكهرباء من طرف المجموعتين الفرنسية quot;الستومquot; والاميركية quot;جنرال الكتريكquot;.

وسونلغاز هي ثاني اكبر شركة في مجال الطاقة في الجزائر تخضع للتحقيق في قضايا شبهة فساد وتلقي رشى من الشركات الاجنبية، بعد فضيحة شركة النفط العمومية سوناطراك. ويحقق القضاء الجزائري والايطالي في قضيتي فساد في شركة سوناطراك مع شركة سايبم ممثل المجموعة النفطية الايطالية العملاقة ايني.

ويشتبه في ان ايني حصلت على صفقة بقيمة 11 مليار دولار لفرع المجموعة في الجزائر quot;سايبمquot; مع سوناطراك مقابل عمولة سرية بقيمة 197 مليون يورو.

وقال يوسف يوسفي بخصوص هذه القضايا انه quot;علينا ان نترك العدالة تقوم بتحرياتها، فهي الوحيدة التي يمكنها ان تعالج مثل هذه القضايا بالهدوء المطلوب وبالوتيرة التي تحددهاquot;وتابع quot;على وزارة الطاقة والمناجم ان تنتظر نتائج التحقيقات وقرارات العدالة وستتخذ بكل مسؤولية القرارات اللازمةquot;

ودعا النائب لخضر بن خلاف الى فتح نقاش في البرلمان حول ظاهرة الفساد، متهمًا وزير الطاقة السابق شكيب خليل بانه quot;راس الفسادquot;. واكد بن خلاف ان quot;راس الفساد باع املاكه في الجزائر وخرج من البلد..هو اميركي الجنسية، ولا يمكن ان ناتي به لنحاكمه في الجزائرquot;، في اشارة الى وزير الطاقة السابق شكيب خليل.

وتداولت الصحف الجزائرية مرارا اسم شكيب خليل، الذي توقعت انه غادر الجزائر، كاحد المتهمين الرئيسيين في قضية سوناطراك. وكان خليل، وهو احد المقربين من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، ازيح من الحكومة في 2010 بعد بداية التحقيق القضائي في اول قضية فساد في سوناطراك.