أنهت التيارات الإسلامية استعراضها للقوة والقدرة على الحشد، في تظاهراتها اليوم التي أطلقت عليها عنوان quot;نعم للسلمية.. لا للعنفquot;، وquot;حماية الثورة والشرعيةquot;، فيما تظاهر الآلاف أمام وزارة الدفاع المصرية، لمطالبة الجيش بالعودة إلى الحياة السياسية، وإزاحة الرئيس محمد مرسي عن الحكم.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: أصدرت الأحزاب والقوى الإسلامية بياناً في نهاية تظاهراتها، قالت فيه إن: quot;جماهير الشعب المصري العظيم خرجوا اليوم ليقولوا للعالم أجمع نعم للشرعية ولا للانقلاب على إرادة الشعب المصري الحرquot;، مشيرة إلى أنها quot;في حالة استعداد دائم ويقظ من أجل حماية واستكمال مطالب الثورة ولن نقبل بحال من الأحوال الالتفاف على إرادة الشعب أو الافتئات على صندوق الإنتخاباتquot;.

دعم لا محدود

أضافت في بيانها الذي تلقت إيلاف نسخة منه: quot;إننا هنا وبكل وضوح وحسم لنقول لأول رئيس مدني منتخب إن جموع الشعب المصري وراءك داعمة ومساندة ومؤيدة فسر على بركة الله، الله يعينك والشعب يدعمكquot;. معلنة أن quot;الشعب المصري أثبت للعالم أجمع إذا كان هناك من معارض فإنه هاهنا شعب مؤيد وداعم ومستعد ليحمي ثورته بالغالي والرخيصquot;.

ودعت القوى الإسلامية الحكومة إلى quot;العمل الجاد على حل المشاكل الملحة وتلبية احتياجات الجماهيرquot;، كما دعت quot;قضاة مصر الشرفاء إلى الوقوف إلى جانب جماهير الشعب المصري لاستكمال أهداف الثورة والقصاص لدماء الشهداء وسرعة محاكمة الفاسدينquot;. وطالبت quot;رجال الشرطة الشرفاء وجميع الأجهزة الأمنية، بالتصدي للبلطجة والعنف والحفاظ على مؤسسات الدولة العامة والخاصةquot;، وأشادت بدور quot;جيش مصر العظيم في حماية الثورة وفي الحفاظ على الوطن وأرضه ووقوفه إلى جانب الشرعية التي عبر عنها الشعب المصري عبر انتخابات نزيهةquot;.

مطالب التطهير

طالبت القوى الإسلامية الرئيس محمد بquot;تطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين والضرب بيد من حديد على يد كل مقصر ومتخاذل في أداء مهامه ومتسبب بافتعال أزمات تمس جموع المواطنين وخاصة المياه والكهرباء والوقودquot;.

ووفقاً للدكتور حسين إبراهيم، الأمين العام لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، فإن quot;مليونية حماية الثورةquot;، حملت رسالة قوية من الشعب المصري إلي قيادات ورموز المعارضة مفادها: سنحمي إرادتنا وملتزمون بالسلمية ونرفض العنفquot;، وأضاف: quot;على المعارضة أن تعدل عن العنف وتعلن التزامها بالأسلوب الديمقراطي والاحتكام لصناديق الاقتراع واحترام إرادة الشعبquot;.

كما قررت التيارات الإسلامية تنظيم تظاهرة أخرى تأييدا للرئيس مرسي يوم الأحد المقبل.

واحتشد مئات الآلاف من مختلف التيارات الإسلامية ومؤيدي الرئيس محمد مرسي، في ميدان رابعة العدوية، في ضاحية مدينة نصر في القاهرة، تأييدًا للرئيس، ورددوا هتافات تصب في هذا الشأن منها: quot;إحنا مش بلطجية.. عايزنها إسلاميةquot;، quot;هنحمي الشرعية.. وهنحل الدستوريةquot;، quot;على جثتنا يا علمانى.. إنك ترجع تحكم تانىquot;، quot;لا إله إلا الله رئيسنا مرسي.. هو اللى اخترناهquot;.

وعيد للمعارضة

وتخللت فعاليات التظاهرات، كلمات ألقاها عدد من رموز التيار الإسلامي، وحملت تهديدات للمعارضة في حالة المساس بشرعية الرئيس محمد مرسي، ومنها ما قاله الدكتور طارق الزمر، القيادي في الجماعة الإسلامية، الذي قال إنهم quot;قالوا بعد الثورة، لا حل إلا بالصندوق، فهزمناهم بالصندوق، بنسبة 75% مقابل 25%quot;، في إشارة إلى نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي أجريت في شهر مارس/ آذار 2022، وقال إن ردهم أن قالوا quot;كفرنا بالصندوق، والصندوق لا يمثل الشعب، فسألناهم: وما الحل، فقالوا: الشارع هو الحل، وحشدوا لتظاهرات 30 يونيو/ حزيران، إلا أن الإسلاميين حشدوا لهم الملايينquot;، وتابع متسائلاً، وهو ينظر للحشود: quot;من المنتصر اليوم؟. وتابع: الشعب المصري هو المنتصر اليومquot;.

وتوعد الزمر بسحق متظاهري 30 يونيو، وقال: quot;لقد توعدونا ب30/6، ونحن نعدهم بأنهم سيسحقون في هذا اليومquot;، وأضافquot; quot; بيننا وبينهم كاميرات العالم كله، وسيرى العالم كله أين يقف شعب مصر، مع البلطجية أم الشرعيةquot;.

واستخدم حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان طائرة لتصوير التظاهرات، وقال إنه quot;جرى الترتيب للتصوير باستخدام طائرة حتى يمكن توضيح صورة الحشود التي لا تستطيع كاميرا واحدة تغطيتها، نظراً لامتدادها لمسافة تقرب من الكيلومتر من الاتجاهات الأربعةquot;.

ورغم أن شعار التظاهرات التي دعا الإسلاميون إليها وشاركوا فيها، quot;نعم للسلمية.. لا للعنفquot;، إلا أن بعض الشباب مارسوا تدريبات على الألعاب العنيفة، مثل الكونغوفو. ورصدت كاميرات القنوات الفضائية مشهداً غريباً لشاب يؤدي الصلاة فوق شجرة.

الجيش والانقلاب

على الجانب الآخر، نظم الآلاف تظاهرة أمام مقر وزارة الدفاع المصرية، لدعوة الجيش للعودة إلى الحياة السياسية والانقلاب على الرئيس محمد مرسي، ونظم حزب الحركة المصرية الذي أسس الفريق أحمد شفيق، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، التظاهرات، وأحرق المتظاهرون صوراً للرئيس محمد مرسي، وحملوا صوراً للرئيس السابق حسني مبارك، وشارك أفراد يرتدون زي الشرطة في التظاهرات، ورددوا مناهضة لمرسي، وأخرى تدعو الجيش للعودة إلى الحكم.

ومن تلك الهتافات: quot; quot;انزل يا سيسي مرسى مش رئيسيquot;، quot;الشعب والجيش أيد واحدةquot; وquot;ارحل ارحلquot; وquot;يسقط يسقط حكم المرشدquot; وquot;احلف بسماها وترابها المرسى هو اللى خربهاquot;، quot;إلحقنا يا جيش مش عارفين نعيشquot;، quot;شرطة وشعب وجيش أيد واحدةquot;، وquot;واحد اتنين.. الجيش المصرى فينquot;، quot;انزل يا جيشنا مرسى مش رئيسناquot;، ورددوا الهتاف الشهير الذي ردده المصريون أثناء الثورة التي أسقطت الرئيس السابق حسني مبارك، وهو quot;الشعب يريد إسقاط النظامquot;.