كشمير:وصل رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الى الجزء الخاضع لادارة الهند من كشمير في زيارة نادرة الثلاثاء يتوقع ان يواجه خلالها احتجاجات غداة هجوم دام قتل فيه مسلحون ثمانية جنود في اكبر الهجمات الدموية في المنطقة خلال خمس سنوات.
وقال سينغ ان الهند متحدة في الحرب ضد الارهاب وذلك بعيد وصوله الى بلدة كيشتوار الجنوبية في اطار رحلة تستمر يومين، هي الاولى له للمنطقة منذ 3 سنوات.
وقال سينغ لوسائل الاعلام الهندية في كيشتوار حيث وضع حجر الاساس لمشروع بناء محطة لتوليد الطاقة الكهرمائية ان quot;الهند متحدة بحزم ضد الارهاب. لن نسمح بنجاح مخططاتهم الشائنةquot;.
وشدد سينغ في كلمة على ان اعمال العنف quot;سجلت تراجعا حادا ووصلت الى ادنى نسبة لها في العقدين السابقينquot; بحسب وكالة quot;برس تراست اوف اندياquot;.
وترافق سينغ في زيارته صونيا غاندي رئيس quot;حزب المؤتمرquot; الحاكم. وسيتفقد مشاريع بنى تحتية كبيرة ويدشن جزءا من سكة حديد ستربط شمال كشمير بالجنوب.
وهذه اول زيارة لرئيس الوزراء الى الشطر الخاضع لادارة الهند من الولاية الواقعة في الهيمالايا شهدت ثلاثة حروب مع باكستان منذ حزيران/يونيو 2010، وتاتي قبل اقل من عام على انتخابات مرتقبة في الهند.
وعززت الشرطة والقوات شبه العسكرية تواجدها في المنطقة قبيل الزيارة بما فيها سريناغار المدينة الرئيسية حيث من المتوقع وصول سينغ في وقت لاحق الثلاثاء.
واغلقت المتاجر والمحلات والمدارس والمصارف والمكاتب في كافة انحاء المدينة بعد ان دعت المجموعات الانفصالية الرئيسية الثلاث الى اضراب عام احتجاجا على زيارة سينغ.
وتقوم القوات الحكومية بتطبيق اجراءات منع التجول في المدينة القديمة في سريناغار المكتظة والمتوترة.
وقال احد السكان في اتصال هاتفي quot;كلما زار سياسي من نيودلهي شطرنا من كشمير نلزم البقاء في منازلناquot; مضيفا انه لم يتمكن من مغادرة الحي الذي يقيم فيه للتوجه الى العمل.
ورغم الاجراءات الامنية المشددة شن مسلحون هجوما الاثنين على قافلة عسكرية قرب سريناغار فقتلوا 8 جنود وجرحوا 13 آخرين.
واعلن quot;حزب المجاهدينquot; المجموعة المحلية الموالية لباكستان المسؤولية عن الهجوم الاكثر دموية على قوات الامن الهندية منذ تموز/يوليو 2008 عندما انفجر لغم في حافلة قرب سريناغار فقتل تسعة جنود.
وتقاتل اكثر من 12 مجموعة متمردة مسلحة القوات الهندية منذ 1989 من اجل استقلال المنطقة او ضمها الى باكستان، وقتل عشرات الاف الاشخاص معظمهم مدنيون في هذه الحرب.
وتسجل اعمال العنف تراجعا منذ مطلع الالفية الثانية لكن المنطقة تشهد توترا في اعقاب تنفيذ حكم الاعدام باحد مواطنيها اثر ادانته في الهجوم الدامي على البرلمان الهندي في نيودلهي في 2001.
وحكم الاعدام بحق محمد افضل غورو الذي نفذ في سجن في نيودلهي دون ابلاغ اسرته اولا اثار احتجاجات واسعة في كشمير حيث شكك كثيرون في مسؤوليته عن ذلك الهجوم.
وكان الوزير الاول عمر عبد الله من الذين نددوا بهجوم الاثنين وقال انه quot;يهدف الى رفع معنويات المسلحين المحطمةquot;.
وعبدالله من حلفاء سينغ لكنه انتقد حكومة نيودلهي لاظهارها ما يعتبره افتقارا للادارة السياسية لحل التوترات الكامنة في الولاية الهندية الوحيدة ذات الغالبية المسلمة.
وقال عبدالله مؤخرا quot;مسألة كشمير يتعين معالجتها سياسيا. فالصفقات الاقتصادية ليست حلا للمشكلة كما لا يمكن التوصل لها بالسلاحquot;.