في وقت تتصاعد حدة المواجهات بين أنار الرئيس المصري محمد مرسي ومعارضيه، ويرتفع عدد الجرحى، يخطب الرئيس بالمصريين معترفا بأنه ارتكب أخطاء ونجح في تحقيق بعض الانجازات، إلا أن معارضيه المحتشدين في ميدان التحرير ردوا عليه بـquot;إرحلquot;.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: بدأت ملامح الحرب الأهلية التي حذر منها المراقبون بالظهور، بسبب الإشتباكات بين أعضاء جماعة الإخوان المسلمون، والمعارضة التي تطالب بإسقاط الرئيس محمد مرسي، وتوعد بإزاحته عن الحكم في 30 حزيران (يونيو) الجاري.
وبينما يخطب الرئيس محمد مرسي في المصريين، بمناسبة مرور عام على حكمه، وفي ظل تصاعد الدعوات للإنقضاض عليه، وإسقاطه، إحتشد المئات من المعارضين في ميدان التحرير، وأغلقوه بالحواجز الحديدية، وأكياس الرمال، ووضعوا شاشات عرض ضخمة لمشاهدة خطابه، وبينما هو يتحدث، ردوا بهتافات quot;إرحل.. إرحلquot;، quot;يسقط حكم المرشدquot;، وquot;الشعب يريد إسقاط النظامquot;، وفي ميدان القائد إبراهيم، بالإسكندرية تكرر المشهد نفسه، حيث إحتشد المئات، وهتفوا quot;إرحل.. إرحلquot;.
وقال الرئيس محمد مرسي quot;مر عام منذ وقوفي في ميدان التحرير أؤدي اليمين الدستورية لتحمل هذه المسؤولية العظيمةquot;، وأَضاف: quot;وأقف أمامكم اليوم أنا المواطن محمد مرسي، المسؤول عن مصير أمة ومستقبل شعب، أقف كمواطن أخاف على وطني وأمتي وعلى مصر الغالية التي لو أصابها مكروه يؤثر على العالم العربي والإسلامي بل والعالم كلهquot;. وواصل موجهًا كلامه إلى المصريين: quot;قطعنا شوطا وباقي أشواط وتحديات أخرى، وأقف الآن لتقديم كشف حسابي عن العام الأول، حيث حققنا بعض الأشياء وتعثرنا في أشياء أخرى، وأعلن أمامكم خارطة طريق لما هو قادمquot;، ولفت إلى أن quot;لكل ثورة أعداء ولكل شعب منافسينquot;، مشدداً على أن quot;المصريين قادرين على تجاوز المرحلةquot;. ونبه إلى أن quot;الثورة دُفع فيها ثمن باهظ وأن المصريين سيتذكروا دوما من ضحوا من أجل الحرية والكرامة بكل خيرquot;.
وإعترف مرسي بإرتكاب العديد من الأخطاء، وقال إنه ليس من الحكمة أن نلقي باللوم على الآخرين، قائلا: quot;اجتهدت خلال الفترة الماضية مع بعض المخلصين، فأصبت حينا وأخطأت حينا آخرquot;، وأضاف مرسي في حضور وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، والآلاف من أنصاره في قاعة المؤاتمرات الكبرى بالقاهرة: quot; الثورة لكى تحقق أهدافها لا بد لها من إجراءات إصلاحية لتقضي على الفسادquot;، مشيراً إلى أن quot;لممارسة أثبتت أن قوى أساسية مثل قوى الشباب لم تجد لها مكانا في الأحزاب السياسية، وكثير من هذه القوى لا تجد وسيلة سوى الرجوع للشوارع والميادين للتعبير عن مطالبها، ويجب أن نصحح ذلكquot;. وأضاف: quot;سيكون من اليسير أن يتقدم إلى المناصب التنفيذية أفضل الكفاءات الذين حرموا من المسؤولية لكن الممارسة أثبتت أن الطريقة التي نتبعها أبقت الكثيرين بعيدا عن مراكز صنع القرارquot;.
ووقعت إشتباكات دامية بين مجموعات من الإخوان والمعارضة، التي يذوب أعضاء النظام السابق فيها، في محاولة منه لإستعادة الحكم من الإخوان، وأصيب أكثر من 248 شخصاً، ولقي آخر مصرعه، ووقعت إشتباكات مماثلة في محافظة الغربية.