بعد مقتل الشيعي المصري حسن شحاتة، تعالت أصوات عراقية تنادي بقطع العلاقات مع مصر، والثأر من المصريين في العراق، ما رفضته نخبة عراقية، قائلة إن ما حصل شأن مصري داخلي، لا علباقة للعراق به.


بغداد: استغرب العديد من العراقيين الأصوات الداعية إلى قطع العلاقات مع مصر، بسبب قتل رجل الدين الشيعي المصري حسن شحاتة، مؤكدين أن ما حدث شأن مصري بحت. فقد انطلقت اصوات تدعو إلى قطع جميع العلاقات مع مصر، فيما طالب البعض موقفًا رسميًا من الحكومة العراقية والمرجعيات الدينية في العراق، مما سموها حادثة قتل والتنكيل بشيعة اهل البيت في مصر.

لكن الكثيرين عدوا هذه الاصوات مخالفة للعقل، المراد منها جر الشعبين العراقي والمصري إلى التناحر والاقتتال، وأكدوا أن المساس بأي مواطن مصري في العراق جريمة، كما استغربوا أن يقوم بعض الشباب بتظاهرة امام السفارة المصرية في بغداد، احتجاجًا على مقتل زعيم الشيعة في مصر.

شأن مصري

استغرب رجل الدين عباس الياسري الربط بين ما تعرض له الشيخ حسن شحاتة والعلاقة بين العراق ومصر، وقال: quot;أستنكر قتل أي مواطن في العالم من دون وجه حق، لكن ما حدث في مصر شأن مصري بحت، لا يمكن أن تكون له ردود افعال سلبية ضد المصريين كشعب او حكومة من قبل الشعب العراقي او الحكومة العراقيةquot;.

أضاف: quot;اقف ضد كل من يفكر في ايذاء مواطن مصري على الارض العراقية او في أي مكان، فهذه جريمة لا تغتفر، وانا اعتبر أي مطالبات غير التنديد ليست مشروعة، لأن ما حدث شأن مصري، أي أن مواطنين مصريين قتلوا مواطنين مصريين، ولا يجب أن ننظر إلى الامور بعيون طائفيةquot;.

من جهته اكد مهدي خلف، الموظف في وزارة العدل، ضرورة كبح الاصوات المنادية بالاذى للمصريين، لانها تخالف الشرع، وليست من اخلاق الاسلام. وتساءل: quot;ما ذنب الاخوة المصريين المتواجدين في العراق منذ اكثر من 40 عامًا، والذين صاروا جزءًا من هذا الشعب؟ فربما بينهم من هو اكثر حبًا للعراق من بعض المتأسلمين العراقيين الذين عاثوا في العراق فسادًاquot;.

وأضاف: quot;انا ايضا ضد المطالبات بالمقاطعة الدبلوماسية او الاقتصادية لأن الضرر سيكون جماعيًا، فضلًا عن أن من يفعل ذلك يريد جر العراق ومصر إلى الاحتراب والكراهية، فيما الحقيقة أن الشعبين المصري والعراقي حضاريان، وأحدهما عمق للاخرquot;.

لنا مشاكلنا

يقف الكاتب نجم البغدادي ضد قتل أي انسان في العالم، quot;لكن أن يتم طرح القضية بطريقة متشنجة طائفية لكونه من هذه الطائفة أو تلك فخطأ، ونحن بلد مثقل بالجراح، واقولها بصريح العبارة نريد أن نحل مشاكلنا الشائكة ومن ثم ننظر إلى قضية حسن شحاتهquot;. وتساءل قائلًا: quot;ما علاقتنا نحن العراقيين بمصر؟ فأرجوكم لا تشعلوا الفتنة لأن مواطنًا مصريًا قتل مواطنًا آخر، فكروا كيف نتخلص من المفسدين في العراق الجديدquot;.

أما الكاتب راسم منصور فقال: quot;نحنُ كعراقيين غير ملزمين بالدفاع عن المواطنين المصرين داخل بلدهم، ولا يحق لنا التدخلquot;. أضاف: quot;انسانيًا، ندين ما حدث، ولكن ليس واجبا علينا أن نهول الأمر ونجعل منه سببًا لمناكفات طائفية وسياسية فارغة، فنحن الآن بلد يرزح تحت عدد هائل من المشاكل الطائفية والأقتصادية، أهمها تسلط اللصوص والقتلة والمجرمين على رقاب الناس تحت لباس الدينquot;.

وتابع ثائلًا: quot;يقتل مئات العراقيين يوميًا، وعلينا أن نلتفت اليهم، أم أن القضية ترتدي شعار الدفاع عن المذهب، ويراد منها مزايدات رخيصة؟ فما حدث في مصر شأن مصري، وإن كان مؤلمًا جدًاquot;.